الملتقى الصحي العربي الألماني الرابع هامبورغ 21 و22 اكتوبر 2009
إنعقد الملتقى الصحي العربي الألماني الرابع يومي 21 و 22 أكتوبر 2009م الذي نظمته الغرفة بالتعاون مع ولاية هامبورج وغرفتها التجارية والمستشفى الجامعي هامبورج إبندورف Universitätklinikum Hamburg-Eppendorf . شارك في أعمال الملتقى الذي إنعقد برعاية رئيس حكومة ولاية هامبورج السيد أوله فون بويست Ole von Beust أكثر من 200 من المختصين والمسؤولين في قطاع الصحة ورجال الأعمال من الدول العربية وألمانيا.
وأجمع المتحدثين على الأهمية الكبرى لقطاع الصحة في العلاقات العربية الألمانية وعلى إمكانيات التعاون الواسعة التي يتيحها هذا القطاع. وعزا الدكتور توماس باخ رئيس الغرفة في كلمته الافتتاحية الأهمية المتزايدة للقطاع الصحي في الدول العربية إلى النمو المُطرد للسكان وتحسن مستوى المعيشة وارتفاع متوسط الأعمار واهتمام الحكومات العربية بتحسين وتوسيع العناية الصحية لمواطنيها وأشار على سبيل المثال الى المملكة العربية السعودية التي تعمل على رفع طاقة وعدد مستشفياتها بنسبة 30 بالمائة حتى العام 2015م وأوضح الدكتور باخ بأن لدى الدول العربية الأخرى برامج طموحة مماثلة وبالأخص في منطقة الخليج العربي وشمال أفريقيا والعراق. وأشار معالي الأستاذ الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي سفير المملكة العربية السعودية الى أهمية إقامة شراكات استراتيجية عربية ألمانية للإستفادة من الامكانيات الواسعة المتاحة للتعاون في هذا القطاع مؤكدا على وجوب إتاحة الفرصة أمام الطلاب العرب لدراسة العلوم الطبية والاختصاصات العلمية الأخرى في ألمانيا ليتمكنوا من خدمة بلادهم وخدمة العلاقات العربية الألمانية. وأشار معاليه إلى الفرص الواسعة التي تتيحها خطط وإمكانات الدول العربية في المجال الصحي داعياً المؤسسات والشركات الألمانية المختصة في صناعة الأجهزة والأدوات الطبية وصناعة الأدوية وتخطيط وبناء المستشفيات والتدريب والتأمين الصحي والسياحة العلاجية لتعزيز تواجدها في الدول العربية وأن تستفيد من الثقة الكبيرة والسمعة الممتازة التي تتمتع بها الصناعات والخدمات الصحية الألمانية في الدول العربية.
ودعا الأمين العام في وزراة الصحة الأردنية ضيف الله يوسف سليمان إلى تكثيف التعاون بين المؤسسات الطبية الأردنية والألمانية مشيراً إلى المستوى الرفيع للخدمات الطبية في الأردن مستشهداً بتقرير للبنك الدولي كما أشار إلى تطور مستوى التأمين الصحي العام والخاص في الممكلة الأردنية الهاشمية
وأشار كل من رئيس غرفة تجارة هامبورج السيد فرانك هورش والدكتورة أنجيليكا كمبفرت نائبة وزير الصحة في ولاية هامبورج والدكتور ماتياس جوين مدير شركة UKE Consult and Management GmbH في كلماتهم إلى الدور الهام لقطاع الصحة في ولاية هامبورج إذ يساهم بـ 12 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي للولاية وأن المستشفى الجامعي هامبورج ـ إبنددورف من أهم وأكبر المستشفيات الألمانية. كما أشار الى العلاقات الممتازة التي تربط الولاية مع الدول العربية والرغبة في توسيعها.
مجالات متعددة للتعاون العربي الألماني في القطاع الصحي
تناول الملتقى في جلساته المختلفة عدة مواضيع هامة تمحورت حول التأمين الصحي والتعليم والتدريب والسياحة العلاجية وإدارة وبناء المستشفيات والمؤسسات الطبية وصناعة الأدوية، إضافة إلى مواضيع طبية متخصصة شملت آخر التطورات في عالم الطب وتقنياته الحديثة المطبقة في إجراء العمليات الجراحية المنظارية في القلب والكلى ومعالجة الاستقلاب الغذائي وتركيب الأطراف الصناعية والنقاهة الشفائية والمعالجة الطبية عن بعد.
التأمين الصحي قطاع واعد
وقد تم استعراض نظام التأمين الصحي العام والخاص في ألمانيا كأداة لتعميم الخدمات الصحية والعلاج الطبي على المواطنين وللتحكم بنفقاتها وترشيد وتوزيع التكاليف المتعلقة بذلك والتي تتزايد بشكل متصاعد بسبب ارتفاع متوسط الأعمار وتحسين مستوى الخدمات الطبية في ألمانيا وتدفع تطورات مشابهة الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي إلى السعي إلى إدخال وتطوير أنظمة تأمين صحي ملائمة وفي هذا السياق دعا السيد خلدون أبو حسان رئيس الجمعية الأردنية الألمانية للأعمال والرئيس السابق لمجلس إدارة شركة التأمين الأردنية إلى تقوية التعاون العربي الألمانية في مجال التأمين الصحي والاستفادة من تجارب ألمانيا التي تعود إلى أكثر من 120 عاماً من التأمين والرعاية الصحية.
ضرورة تكثيف التعليم والتدريب
وتناولت جلسة التعليم والتدريب أهم البرامج الحديثة لتأهيل العاملين من أطباء وممرضين وعرض رئيس جامعة الخليج الطبية في عجمان السيد ثومبي محي الدين تجارب جامعته والمستشفيات الخاصة في الامارات العربية المتحدة المتخصصة في تدريب الأطباء والممرضات وإدخال طرق التعليم والتدريب الالكتروني كما تطرق إلى التعاون مع الجامعات ومؤسسات التعليم والتدريب الأجنبية في هذا المجال، وأكد الدكتور تورستن لودكه مدير قسم الأعمال الدولية في شركة Olympus Winter & Ibe GmbH على ضرورة متابعة التأهيل والسعي إلى التجدد المستمر للمعلومات الاختصاصية لدى الأطباء والعاملين في المجال الطبي طيلة فترة سنوات ممارسة المهنة بسبب التطور العلمي والتقني السريع في مجال الأجهزة والتطبيقات والمستجدات الطبية، وضرب الدكتور أندرياس بومرت من المستشفى الجامعي هامبورج ـ أبندورف أمثلة على إدخال طرق تدريب حديثة في إجراء العمليات الجراحية، كما أشارت السيدة ليونورة بوشر مديرة مكتب العلاقات الدولية في نفس المستشفى إلى دخول مجال التعليم والتدريب الطبي عصر العولمة وضرورة تكثيف عمليات تبادل الأطباء وقام ممثلي كل من شركة SAP وشركة IBM والمستشفى الجامعي في بايرويت وهامبورج باستعراض ومناقشة أساليب وفوائد الفحص والكشف والعلاج عن بعد والتي ستزداد أهميتها مستقبلاً.
إهتمام كبير بتطويرالسياحة العلاجية
واستعرض خبراء السياحة العلاجية في الجلسة المخصصة لذلك آخر التطورات في حركة المرضى الطالبين للعلاج الطبي خارج بلادهم وخاصةً تطور السياحة العلاجية العربية في ألمانيا ذلك أن هذا القطاع يشهد نمواً كبيراً يتيح العديد من الفرص لإقامة علاقات تنسيق وتعاون بين المؤسسات الطبية العربية والألمانية تتضمن تقسيم العمل في عمليات الكشف والمعاينة والعلاج والرعاية الشفائية كما تم عرض الامكانيات الواسعة وتقديم التسهيلات والخدمات المرافقة الأخرى للمواطنين العرب والمعروضة من قبل مؤسسات العلاج والنقاهة الألمانية.
معارف تقنية إلمانية للمستشفيات العربية
وفي جلسة تخطيط وبناء وإدارة المستشفيات قدم البروفسور الدكتور كلاوس بارتلس عرضاً لدراسة قام بها مع فريق عمله بيّن فيها العلاقة بين الطرق الحديثة لتخطيط وبناء المستشفيات وكيفية توزيع الأقسام فيها وبينأثر ذلك على رفع الفعالية وسرعة سير العمل وتخفيض التكاليف. كما قدم الدكتور ماتياس جوين مدير شركة UKE Consult أمثلة عن التعاون الناجح بين شركته والمؤسسات الطبية في كل من الكويت واليمن ودولة الامارات العربية المتحدة بهدف نقل المعرفة الطبية وأساليب الادراة الحديثة للمستشفيات.
مستقبل صناعة الأدوية العربية
وأوضح المدير العام لشركة ألفا للأدوية السورية السيد أحمد الشهابي بأن النجاحات التي يمكن أن تحققها صناعة الأدوية والعقاقير في الدول العربية مرهونة مستقبلاً في إقامة الشركات الاستراتيجية مع الشركات العالمية وبما فيها الشركات الألمانية وذلك لتطوير عمليات التصنيع والتسويق والأبحاث المستقلة، وأكدت الدكتورة بتينا هايدنرايش من المكتب الاستشاري للأدوية Tews & Kollegen بأن مصير صناعة الأدوية في ألمانيا مرهونة بفعالية ونجاح عمليات الأبحاث والتطوير في مجال التقنيات الحيوية للأدوية والتي تضاعفت حصتها في سوق الأدوية الألمانية خلال السبع سنوات الماضية لتصل إلى 16 بالمائة من مجمل حجم الأدوية المنتجة.
ساهم الملتقى الصحي العربي الألماني الرابع في تناول عدد المواضيع الهامة في التعاون العربي الألماني وتمحورت الجلسة الختامية للملتقى حول آفاق وإمكانيات تطوير التعاون حيث قدم الدكتور فيليب فون راندو من مكتب المحاماة Latham & Wathkins شرحاً للخلفيات والأطر القانونية الواجب مراعاتها للعمل والإستثمار في قطاع الصحة في الدول العربية مشيرا الى دينامية هذا القطاع وخاصة في منطقة الخليج العربي. وفي إطار الملتقى أقامت حكومة هامبورج حفل عشاء رسمي للمشاركين في الملتقى في مقر رئاسة الحكومة ومن المقرر إنعقاد الملتقى الخامس يومي 5و6 أكتوبر 2009م في هامبورج.