الملتقى الاقتصادي العربي الألماني السادس والعشرون
مشاركة عربية واسعة ودعوة الشركات الألمانية للتعاون الاسترتيجي
عقد الملتقى الاقتصادي العربي الألماني الذي تنظمه الغرفة برعاية وزارة الاقتصاد وحماية المناخ الاتحادية اعماله في العاصمة الألمانية برلين خلال الفترة 5-7 من يونيو 2023م بمشاركة أكثر من 300 من صناع القرار ورجال الاعمال وممثلي المؤسسات والشركات العربية والألمانية. خلال الجلسة الافتتاحية القى الدكتور بيتر رامزوار كلمة رحب فيها بأسمة وباسم الأمين العام الأستاذ عبد العزيز المخلافي بالمشاركين في الملتقى، مشيرا الى ما يشهده العالم العربي من تحولات وتغيرات وازدهار في العديد من البلدان العربية، منوها إلى انه يجب ان لا ننسى أن هذه التطورات قائمة على عقلية تتميز بالانفتاح والتفاؤل والسعي للابتكار. وأضاف رئيس الغرفة ان موضوع الطاقة يأتي على رأس جدول أعمال اللقاءات العربية الألمانية، إذ أصبح من الواضح ان إمدادات الطاقة الأوروبية سوف تعتمد أكثر من أي وقت مضى على الدول العربية حيث برزت الجزائر كمورد رئيسي للطاقة لأوروبا. كما تم تعزيز شراكة الطاقة الإماراتية الألمانية من خلال زيادة شحنات الغاز. وكذلك هو الحال في الشراكة الألمانية مع قطر بعد توقيع وزيرة الخارجية الألمانية لمذكرة تفاهم بهذا الخصوص مع الحكومة القطرية. علاوة على ذلك، تستعد المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لإنتاج وتصدير الهيدروجين على نطاق واسع. وشدد الدكتور رامزوار على أهمية الصداقة والثقة التي تم بنائها خلال السنوات الماضية بين الشركاء العرب والألمان من خلال أنشطة وفعاليات الغرفة داعيا المشاركين لاستغلال اعمال الملتقى لتكوين الشراكات الاقتصادية وتعزيز التعاون من اجل مواجهة التحديات العالمية.
من جانبه أثنى سعادة الدكتور مصطفى اديب سفير الجمهورية اللبنانية وعميد السلك الدبلوماسي العربي في برلين في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية على جهود الغرفة في تنظيم الملتقى الاقتصادي للسنة السادسة والعشرين على التوالي بشكل خاص وكذلك على مجمل جهودها في تعزيز الشراكة الاقتصادية العربية الألمانية بشكل عام، مؤكدا على ضرورة ان يتجاوز التعاون الاقتصادي مسألة تبادل السلع والبضائع الى نقل المعرفة وهو ما يشمل تبادل التقنيات والبحث المشترك عن حلول لتحديات العصر. وقال السفير اديب ان باستطاعة أوروبا عندما تحصل على الطاقة من العالم العربي، ان تقوم في الوقت نفسه، بمساعدة العالم العربي بخبرتها في إنتاج واستخدام هذه الطاقة بشكل أكثر كفاءة واستدامة، وهو ما سينعكس بالإيجاب على الجانبين.
سعادة الأستاذ سمير عبد الله ناس رئيس اتحاد الغرف العربية رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين أكد في كلمته ان المانيا والدول العربية تتمتع بعلاقة خاصة تقوم على الصداقة والاحترام والتفاهم الامر الذي انعكس إيجابيا على مستوى الاعمال والتجارة بين الجانبين. مشددا على انه في عصر الاقتصاد الرقمي والثورة الصناعية الرابعة والثورة الرقمية نطمح الى توحيد جهودنا مع نظرائنا الالمان لدعم مسعانا الهادف الى بناء جيل مسلح بالمعرفة والعلم الحديث. ودعا رئيس اتحاد الغرف العربية المانيا والدول الأوروبية للتوجه للدول العربية التي تمثل سوقا كبيرة مع إمكانيات استثمارية ضخمة لإنشاء تحالف استراتيجي يغير اتجاهات الاعمال ويفتح باب الاستثمارات الألمانية المباشرة في الدول العربية والافريقية.
سعادة الدكتور علي بن إبراهيم المالكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشئون الاقتصادية نوه في كلمته الى الحضور البارز للاقتصاد والشركات الألمانية في الدول العربية واهمية التعاون المشترك بين الجانبين على التغلب على المصاعب والتحديات المشتركة، خصوصا ان المانيا تتمتع بموقع اقتصادي مهم فهي أكبر اقتصاد في أوروبا واحد أكبر الاقتصاديات في العالم. واكد الدكتور المالكي على ان الجامعة العربية تدعم كل جهود الغرفة في دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية متمنيا النجاح لأعمال الملتقى.
وقد تضمنت اعمال الملتقى سبع جلسات رئيسية الى جانب عقد جلستي حوار الطاولة المستديرة على هامش الملتقى. وشملت مواضيع جلسات الملتقى تخطيط وبناء المدن الذكية: فرص الأعمال في سوق البناء المصري “، “ الاستثمار في رأس المال المخاطر: محرك رئيسي لتكنولوجيا الابتكار، نقل المعرفة والرفاهية الاقتصادية المستقبلية “، “ التصنيع والتنويع: الاقتصادات المتغيرة ونمو السوق – نطاقات القطاعات “، “ النقل والطيران والخدمات اللوجستية والاتجاهات في البنية التحتية والاقتصاد الدائري “، “ الاستدامة كعامل نجاح وتحدي عالمي: كيف تحافظ على النمو المستدام في الاقتصادات؟“، “ تمكين المستقبل: أهمية التدريب المهني في نجاح التعاون الاقتصادي العربي الألماني “، هذا بالإضافة الى جلسة حوار بين السفراء العرب والالمان حول الأنشطة والخطط المستقبلية لتعزيز التعاون الاقتصادي العربي الألماني.
جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان “تخطيط وبناء المدن الذكية: فرص الأعمال في سوق البناء المصري “، وقد ادار الجلسة Olaf Hoffmann نائب رئيس الغرفة والرئيس التنفيذي لشركة Dorsch Holding GmbH، وتحدث في الجلسة كل من خالد محمد جلال الدين سفير مصر في المانيا، Dieter Michell-Auli عضو المجلس التنفيذي لشركة Deutsche Bahn. الى جانب الدكتور Florian Amereller الشريك في شركة Amereller للاستشارات القانونية.
وجرى في الجلسة استعراض التقدم الذي حققته مصر في إطار مشروعات بناء وتحديث المدن والمجتمعات الريفية، وفي هذا الجانب وفي إطار خطة التنمية المصرية 2014م، تم إنجاز 26 منتجعًا سياحيًا، الى جانب التخطيط لتحديث وتطوير العديد من التجمعات العمرانية الأخرى والتي يمكن للشركات الألمانية المشاركة فيها. كما درا النقاش حول التعاون الألماني المصري في مشاريع البناء والبنية التحتية الأساسية خصوصا بعد توقيع اتفاقية التعاون بين شركة Deutsche Bahn AG وشركة السكك الحديدية المصرية في 16 يونيو 2022م، لإنشاء البنية التحتية التقنية وتوفير القطارات لخطوط السكك الحديدية الممتدة من البحر الأحمر عبر القاهرة وصولا إلى الإسكندرية وذلك لخطوط السكك الحديدية الإقليمية وايضاً لخط القطار السريع. ويفترض أن يساهم المشروع بشكل كبير في تحسين التنقل بين المناطق الحضرية الهامة، وخاصة في الوجه البحري.
واتفق المشاركون في الجلسة على إن توسيع وتحديث البنية التحتية للمواصلات والمرور باعتبارها شريان حياة مهم هو أيضًا شرط أساسي لتحقيق تنمية اقتصادية ناجحة في العالم العربي. وبالتالي فإن شبكة السكك الحديدية والطرق وقطاع الطيران والوصلات بالموانئ والمناطق الاقتصادية ومواقع الإنتاج هي محور خطط التنمية العربية. ولهذا تعطى الأولوية للمشاريع في مجال البنية التحتية للطرق، حيث أنها تشغل جزءًا كبيرًا من نقل البضائع. وبالإضافة الى ذلك، فقد حظيت وسائل النقل الأخرى واستخدام الممرات المائية وكذلك توسيع وتحديث وصلات النقل الجوي باهتمام أكبر في الوقت نفسه.
في الجلسة الثانية من الملتقى جرى مناقشة موضوع ” الاستثمار في رأس المال المخاطر: محرك رئيسي لتكنولوجيا الابتكار، نقل المعرفة والرفاهية الاقتصادية المستقبلية “، وادرا الجلسة Benedikt Brambs المدير الإداري لشركة Value Trust، وشارك في الجلسة كل من Friedrich Bieselt المدير الإداري لشركة Lincoln International AG، Christoph Schuh من شركة Lakestar، بالإضافة الى الدكتور Kilian Baelz الشريك في شركة Amereller للاستشارات القانونية.
وقد اتفقت الآراء في الجلسة على انه بالنسبة للمشاريع والاستثمارات الهامة، يجب استخدام الاستشارات والخدمات الهندسية المبتكرة بشكل متزايد. وكذلك تحسين تسويق العروض المتاحة حيث يمكن للاستشارات المبتكرة أن تقدم مساهمة كبيرة في تطوير شروط ولوائح الإطار القانوني للأعمال عند تنفيذ مشاريع بين القطاعين العام والخاص.
كما يتطلب نقل الابتكار والمعرفة أدوات تمويل حديثة. فعلى سبيل المثال يمكن لمصر، باعتبارها ثاني أهم اقتصاد في القارة الأفريقية، أيضًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ككل، استخدام الأدوات المالية لرأس المال الاستثماري لتعزيز الابتكارات التكنولوجية ونقل المعرفة، خاصة للشركات الناشئة. ومع ذلك، فإن استخدام الأموال العامة في المقام الأول يتطلب الدعم اللوجستي والفكري من المستثمر. بمعنى آخر: الإبداع والتفكير الريادي ضروريان للغاية.
ورأى المشاركون إن التصميم الواضح لشروط التمويل، والمعرفة الدقيقة بالمخاطر والفرص المتاحة لتسويق المنتجات، وظروف السوق، والتعاون مع الجامعات ومعاهد البحث العلمي، هي شروط لا غنى عنها لاستثمار ناجح. وبالنظر إلى الظروف الإقليمية، يمكن أن تكون صناعة الرعاية الصحية أو الزراعة قطاعات واعدة للمستثمرين.
كما جاءت الجلسة الثالثة للملتقى تحت عنوان “التصنيع والتنويع: الاقتصادات المتغيرة ونمو السوق – نطاقات القطاعات “، وادار الجلسة Dr. Murad M. Daghles الشريك في مؤسسة، White & Case LLP International Law Firm. وتضمنت قائمة المتحدثين كل من: Iain Lindsay، مستشار رئيس مجلس إدارة شركة البحرين الاقتصادية، السيد Helmut von Struve، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز الشرق الأوسط، الدكتور جاسم المناعي رئيس صندوق النقد العربي السابق بالإضافة الى Dr. Holger Bingmann، الرئيس التنفيذي لشركة Thinking Arabia GmbH.
بحث المتحدثون في أهمية التصنيع والتنويع وتأثيرهما على النمو الاقتصادي. وتم تبادل وجهات النظر حول التنمية المستدامة والابتكار والسياسات الاقتصادية والأطر المالية والشراكات الاستراتيجية.
وأكدت المناقشات على الإمكانات التحويلية للتصنيع والتنويع في تشكيل الاقتصادات وتوسيع قطاعات السوق. كما تم تسليط الضوء على العناصر الرئيسية للنمو الاقتصادي المستدام، مثل التكنولوجيا وأطر السياسات وأوجه التعاون.
كما بحثت الجلسة في استكشاف شامل للمشهد المعقد للتصنيع والتنويع في سياق الاقتصادات المتغيرة والأسواق المزدهرة، مع التركيز بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط. حيث ناقش المتحدثون الرؤية السعودية لعام 2030، وهي خطة طموحة تدعمها إصلاحات اجتماعية واقتصادية تسعى بطموح لتوجيه المنطقة نحو مستقبل يهيمن عليه اقتصاد متنوع يقوده القطاع الخاص.
وتم تسليط الضوء أيضا على تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في خفض الاعتماد على واردات قطاعي النفط والغاز المهيمنين تقليديًا، وذلك من خلال الخطوات التنفيذية لمبادرة الاقتصاد الأخضر من أجل التنمية المستدامة. والذي لا يعد مشروعاً اقتصاديا فحسب ولكنه أيضا يقوم على مواءمة التقدم الاقتصادي مع الوعي البيئي. الى جانب ذلك تم تناول تجربة البحرين الناجحة في تنويع اقتصادها والتي بدأت منذ وقت مبكر بحيث أصبحت البحرين نموذجًا للتنويع الاقتصادي، والذي يؤكده تناقص الاعتماد على النفط والغاز كمساهمين رئيسيين في الناتج المحلي الإجمالي، والذين لا يعدان اليوم المساهم الأكبر في الناتج المحلي الإجمالي للبحرين.
كما دار النقاش في الجلسة الرابعة حول موضوع ” النقل والطيران والخدمات اللوجستية والاتجاهات في البنية التحتية والاقتصاد الدائري “، وتمت ادارة الحوار في هذه الجلسة من السيد طارق انطاكي المحامي في شركة Rödl وشركاؤه. وشارك في الجلسة Alexander Doll، رئيس مجلس إدارة شركة Lincoln International AG، والسيد Moritz Manzel المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والعضو المنتدب لشركة DFS Aviation البحرين، السيد Olaf Hoffmann الرئيس التنفيذي لشركة Dorsch Holding GmbH، السيد يزن عبد الله البوسعيدي مدير تطوير الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة أسياد، السيد Stefan Geisperger المدير العام للأسواق الدولية والاستشارات في شركة Deutsche Bahn Engineering & Consulting GmbH، السيد احمد هوساوي الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز ، المملكة العربية السعودية.
سلط المتحدثون الضوء على الاتجاهات الناشئة والتنمية المستدامة والتقدم التكنولوجي في النقل والطيران وشددوا على أهمية التعاون عبر الحدود والابتكار والخدمات اللوجستية الفعالة في تشكيل مستقبل الصناعة وتعزيز الشراكات المثمرة في هذا القطاع. كما قدم المشاركون رؤى قيمة حول النمو والفرص في هذه القطاعات في ألمانيا وجميع أنحاء العالم العربي، مع التركيز على المشاريع الحالية والمستقبلية في البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر ومصر. حيث تناولت المناقشات موضوعات مختلفة، بما في ذلك صناعة الطيران المزدهرة في البحرين حيث رسخت مكانتها كمركز إقليمي للنقل الجوي، ومشاريع النقل والخدمات اللوجستية المبتكرة في الإمارات العربية المتحدة وقطر مثل مترو دبي ومترو الدوحة، كما تم التنويه بالتزام المملكة العربية السعودية بالنقل المستدام من خلال رؤية 2030، وأحدث الاتجاهات اللوجستية في سلطنة عُمان مما أدى إلى نمو الأعمال وخلق فرص جديدة. وتمت الإشادة بخبرة ألمانيا والامكانيات التي تتميز بها شركاتها في مجال الهندسة والتكنولوجيا وقدرتها على تقديم الحلول المبتكرة لقضايا النقل المختلفة، بينما أظهر مشروع السكك الحديدية عالية السرعة في مصر مقدار الجهود التي تبذلها الدول العربية لتعزيز الاتصال والبنية التحتية. كما ناقش المتحدثون مشروع ربط دول مجلس التعاون الخليجي عبر الخطوط السكك الحديدية الذي يهدف إلى تعزيز التكامل الإقليمي وتعزيز التجارة والسياحة والتعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي.
في الجلسة الخامسة تم مناقشة موضوع “الاستدامة كعامل نجاح وتحدي عالمي: كيف تحافظ على النمو المستدام في الاقتصادات؟ “ادار الجلسة السيد Dieter Haller السفير السابق و المدير العام لشركة Haller Consulting GmbH، وتحدث في الجلسة أ.د. خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، السيد Kim Tran رئيس الخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات ، بنك أوروبا العربي، السيد علي البقالي الرئيس التنفيذي لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، Jens Otterstedt المدير العام لشركة Al Masaood Bergum، الى جانب السيد ناجي المصري مدير تطوير الأعمال والأسواق المستدامة في الشرق الأوسط ومصر ، شركة BASF، والسيد Gilbert Doumit المؤسس المشارك والشريك الإداري ، في مجموعة Beyond للاستشارات المحدودة.
خلال الجلسة، بحث المتحدثون في الدور الحيوي للاستدامة في تعزيز النمو طويل الأجل والتصدي للتحديات العالمية. كما تم مناقشة تكامل الممارسات المستدامة عبر مختلف القطاعات وصياغة سياسات فعالة واعتماد أساليب جديدة في التعاون لضمان مستقبل مزدهر للجميع، حيث شدد المشاركون في الجلسة على أهمية العمل الجماعي. كما تم تسليط الضوء على أهمية التعاون في معالجة القضايا العالمية وتحديات الاستدامة من خلال تعزيز الشراكات وتبادل المعرفة من اجل إحداث تغيير إيجابي كبير. وتطرقت الجلسة إلى الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الدول العربية سعياً لتحقيق الاستدامة، وفي هذا المجال تم تسليط الضوء على استضافة مصر الناجحة للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف العام للأمم المتحدة لحماية المناخ (COP 27) والاعتراف بالدور المقبل لدولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها الدولة المضيفة للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP28) الذي سيعقد شتاء هذا العام.
بالإضافة الى ذلك تناولت النقاشات تحديات الاستدامة التي يواجها المنتجون الصناعيون الرئيسيون وتم التشديد على أهمية دمج الاعتبارات البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في أنشطتهم. كما تم الإقرار بالتقدم المحرز في تقنيات الحد من الانبعاثات. وتم اعتبار عدة مجالات مثل اللوجستيات ونقل الهيدروجين وتكسير الأمونيا كنقاط محورية أساسية للاهتمام والابتكار. علاوة على ذلك، ناقش المشاركون باستفاضة الدور المحوري للمؤسسات المالية في الدعم الفعال لجهود القطاع الخاص لتحقيق الحياد الكربوني.
“ تمكين المستقبل: أهمية التدريب المهني في نجاح التعاون الاقتصادي العربي الألماني “، كان محور نقاشات الجلسة السادسة في الملتقى والتي ادارها السيد Wolf R. Schwippert المحامي في مكتب Schwippert للمحاماة، وضمت قائمة المتحدثين في الجلسة السيدة ندى الحجري رئيس مكتب “المسارات البديلة الاستشاري” و رئيسة مركز اليمن للمعلومات، السيد Moritz Manzel المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة DFS لخدمات الطيران البحرين، السيد Sebastian Luermann المحامي في شركة شركة Rödl وشركاؤه، Dr. Claus Biermann، كبير المستشارين الطبيين في شركة Area9 Lyceum GmbH، السيد Thomas Jüngling منسق الشراكة الصناعية في الجامعة الأردنية الألمانية (GJU).
وتركز النقاش في هذه الجلسة حول أهمية التدريب المهني، سواء في بداية الحياة المهنية أو طوال مدة التوظيف. حيث أكد المشاركون إن التحسين المستمر وإثراء المعرفة المهنية لا يؤدي فقط إلى فوائد وتحفيز الموظفين، بل يلعب أيضًا دورًا محوريًا في دفع النجاح والتوسع في عمل الشركات والمؤسسات المختلفة سواء كانت خاصة او عامة.
وتم استعراض تجارب عدد من الدول العربية في مجال التدريب المهني في عدد من القطاعات، حيث عرضت تجربة المملكة العربية السعودية في التدريب في قطاع الرعاية الصحية بواسطة منصة رقمية والقائم على اكتساب الدافع للمعرفة وفقًا للمتطلبات والخصائص الفردية. وقد تم من خلال هذه التجربة اكتساب خبرة إيجابية للغاية.
كما تم تقديم تجربة الامارات العربية المتحدة والأردن في مجال التدريب المهني من خلال التنسيق الفعال بين الجامعات وشركات القطاع الخاص لاكتساب الخبرة والمهارات العملية. وقدمت تجربة التدريب والتعليم الإضافي في مجال سلامة الحركة الجوية في البحرين، الاثبات على صحة مبدأ “التعلم مدى الحياة”. واتفق المشاركون في الجلسة على أهمية استفادة الدول العربية من تجربة المانيا في التدريب المهني، داعين الى مزيد من التعاون العربي الألماني في هذا المجال.
واختتم الملتقى اعماله بعقد جلسة حوار للسفراء العرب حول الأنشطة والخطط المستقبلية لتعزيز التعاون الاقتصادي العربي الألماني، وادر جلسة الحوار هذه الدكتور Florian Amereller الشريك في شركة Amereller للاستشارات القانونية. وشارك في الجلسة سعادة السفير عبد الله عبد اللطيف عبد الله سفير مملكة البحرين وسعادة السفير لقمان الفيلي سفير جمهورية العراق. وسعادة السفيرة ميثاء سيف ماجد المحروقية سفيرة سلطنة عمان. وسعادة السفير ياسين حسين دويله سفير جمهورية جيبوتي، بالإضافة الى السيد Olaf Hoffmann، الرئيس التنفيذي لشركة Dorsch Holding GmbH والسيد Dieter Haller السفير السابق والمدير العام لشركة Haller Consulting GmbH.
خلال الجلسة، تم تبادل الراء حول الأنشطة والخطط المستقبلية المتعلقة بالتعاون العربي الألماني. وتناولت المناقشات مختلف الموضوعات الحاسمة المتعلقة بالتجارة وفرص الاستثمار والشراكات الاقتصادية وتعزيز العلاقات الثقافية بين الدول العربية وألمانيا. أكد المتحدثون بالإجماع على أهمية إقامة علاقات تعاون مرنة ومستدامة تعزز النمو والازدهار المتبادلين.
علاوة على ذلك، تبادل السفراء وجهات نظرهم حول تعزيز العلاقات الدبلوماسية وشددوا على أهمية تعميق التفاهم والتقدير لثقافات وتقاليد وقيم بعضهم البعض، حيث تشكل هذه العناصر حجر الأساس للشراكات الدائمة. وأوضح سفراء البحرين والعراق وعمان وجيبوتي خلال مداخلاتهم الاهتمام المشترك للدول العربية في إقامة تعاون طويل الأمد مع ألمانيا.
ودعا سعادة عبد الله عبد اللطيف عبد الله سفير مملكة البحرين ان التعاون مع ألمانيا يمكن ان يتركز مستقبلاً في مجال الاستثمارات الألمانية المباشرة ونقل التكنولوجيا والتعاون في مجال السياحة والتعاون اللوجستي والتعاون في قطاعات الصحة والتعليم بما يساهم في دعم التنمية وتحقيق المشاريع المستقبلية في البحرين. كما رأى سعادة لقمان الفيلي سفير جمهورية العراق ان التعاون بين بلاده وألمانيا سيساهم في دعم التنمية والتي من ضمنها توسيع العلاقات الاقتصادية الثنائية مع مناطق البلاد كما أشار إلى ديناميكية أكبر في إنشاء التوأمة في المدن والتعاون في تطوير قطاعات الطاقة والنقل والرعاية الصحية.
من جانبها أكدت سعادة ميثاء سيف ماجد المحروقية سفيرة سلطنة عُمان، سعى السلطنة جاهدة لمواصلة تطوير الخدمات اللوجستية وقطاعات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا على أساس رؤية 2040. مع إعطاء الأولوية لتعزيز وتطوير مصادر الطاقة المتجددة والخضراء (اقتصاد الهيدروجين الأخضر)، وتطوير مناطق الخدمات اللوجستية والعلاقات التجارية الخارجية ومواصلة تطوير السياحة والبنية التحتية للسياحة بالإضافة إلى قطاع الطيران. معتبرة ان المزيد من التعاون مع ألمانيا في هذه المجالات مثير للاهتمام.
فيما أكد سعادة ياسين حسين دويله سفير جمهورية جيبوتي، ان بلاده تتطور لتصبح مركزًا إقليميًا ومنصة لوجستية لشرق إفريقيا. حيث يعد موقع الدولة والبنية التحتية للموانئ من المتطلبات الأساسية لتطوير الروابط الاقتصادية مع أسواق شرق إفريقيا والأسواق العربية. في مجال الطاقة أشاد السفير بالتعاون مع شركة Siemens AG، في بناء مزرعة رياح لتوليد الطاقات المتجددة.
كما عقدت على هامش اعمال الملتقى جلستي حوار طاولة مستديرة، وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان ” فرص الأعمال والاستثمار في مملكة البحرين”، والتي تحدث بها كل من: سمير عبد الله ناس، رئيس اتحاد الغرف العربية ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين للتجارة والصناعة. عبد الله عبد اللطيف عبد الله سفير مملكة البحرين لدى ألمانيا. Iain Lindsay ، مستشار رئيس مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين (EDB). السيد. Richard Tod، مدير ألمانيا ، مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين.
وخلال الجلسة تم استعراض فرص الأعمال والاستثمار في مملكة البحرين، كما سلطت الضوء على الإمكانات الهائلة التي تنتظر رواد الأعمال والمستثمرين وخبراء الأعمال في البحرين وكذلك على المزايا الاستراتيجية للبحرين، وأكد المتحدثون على دور البحرين كبوابة لمنطقة الخليج، بالإضافة الى سياسات الدولة المؤيدة للأعمال التجارية والبيئة الصديقة للاستثمار والدعم الحكومي للمستثمرين الأجانب. الى جانب أن التزام البحرين الراسخ بالابتكار وتطوير البنية التحتية وتنمية القوى العاملة الموهوبة يجعلها وجهة واعدة للباحثين عن النمو والنجاح، حيث توفر بيئة الأعمال القوية في البحرين فرصًا وفيرة في مختلف القطاعات، مما يجعلها مركزًا استثماريًا جذابًا.
الجلسة الثانية من حوار المائدة المستديرة تناولت “فرص الأعمال والاستثمار في جمهورية مصر العربية”. وتحدث في الجلسة كل من خالد محمد جلال الدين عبد الحميد سفير جمهورية مصر العربية بألمانيا والسيد حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، مصر.
تطرقت المناقشات في الجلسة إلى فرص الأعمال والاستثمار الوفيرة في مصر من خلال تسليط الضوء على إمكانات مصر كوجهة استثمارية مزدهرة في العالم العربي. كما تم التأكيد على آفاق التجارة الهامة عبر مختلف القطاعات المزدهرة. وتبادل المشاركون في الجلسة المعلومات بشأن مناخ الاستثمار في مصر والحوافز والمزايا المتاحة للمستثمرين الدوليين، بالإضافة الى مناقشة سهولة ممارسة الأعمال التجارية والإصلاحات التنظيمية والمبادرات الإستراتيجية التي تنفذها الحكومة المصرية لتهيئة بيئة صديقة للمستثمر.
تخللت جلسات الملتقى لقاءات ثنائية بين الشركات العربية والألمانية، كما اقامت الغرفة مأدبة عشاء على شرف المشاركين في الملتقى، ألقى الكلمة الرئيسية فيها سعادة الشيخ دعيج بن سلمان أل خليفة رئيس شركة ألمونيوم البحرين (ALBA)، والذي أكد فيها ” أن العالم بلا شك يشهد العديد من التغيرات، وفي هذه اللحظة التي تجمعني بكم في هذا الملتقى مع نخبة من قياديي الاعمال، فإن علينا مسؤولية إيجاد الحلول والاجابات لأهم التحديات المتعلقة بالجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة في الوقت الراهن، من أجل تأسيس مستقبل أفضل للأجيال القادمة”، وأضاف الشيخ دعيج ” إن الوصول لعالم مستدام وخال من الكربون هو نقطة الالتقاء التي تجمع بين البيئة والمجتمعات الانسانية والتقنية والابتكار والتعاون والعمل المشترك. وفي الوقت الذي نواجه فيه جميعاً نفس التحديات حول العالم، أود أن أغتنم هذه الفرصة لدعوتكم لإيجاد الحلول واتخاذ الاجراءات التي تمكننا معا من تحقيق أهدافنا الوطنية من أجل تحقيق التوازن بين مكتسباتنا الاقتصادية والعوائد الاجتماعية”.
وسلط رئيس مجلس إدارة البا خلال حديثه الضوء على العديد من المبادرات القائمة للشركة من أجل خفض بصمتها الكربونية، بما يدعم أهداف مملكة البحرين للوصول إلى الحياد الكربوني الصفري بحلول 2060. ومن بين هذه المبادرات، مشروع مجمع الطاقة الرابع بمحطة الطاقة الخامسة ومشروع حديقة الطاقة الشمسية، واللذين سيساهمان في خفض مستويات تركيز انبعاثات الغازات الدفيئة في البا، فضلاً عن التزام الشركة بزراعة 6,000 شجرة سنوياً ومساندتها للجهود الوطنية لمضاعفة أشجار القرم (المانغروف) في مملكة البحرين.