ملتقى التعليم والتدريب المهني العربي الألماني السابع
نحو بناء مستقبل أفضل للتدريب المهني في العالم العربي
نحو بناء مستقبل أفضل للتدريب المهني في العالم العربي
انعقد الملتقى العربي الألماني للتعليم والتدريب المهني يومي 5 و6 أكتوبر 2016 م برعاية وزيرة التعليم والبحث العلمي الاتحادية الدكتورة يوهانا فانكه وبحضور أكثر من 250 من السياسيين والخبراء والمختصين في مجال التعليم والتدريب المهني ورجال الاعمال من البلدان العربية وألمانيا.
وقد بدأ حفل الافتتاح بكلمة القاها الأستاذ عبد العزيز المخلافي الأمين العام للغرفة رحب فيها بالمشاركين في الملتقى، منوها فيها بأهمية التعليم والتدريب المهني في عملية التنمية وتحقيق الرخاء والتقدم الاقتصادي ومشيدا بمستوى التعاون العربي الألماني في مجال التعليم والتدريب المهني. الأمين العام أشار الى ان الدول العربية وكما تواجه تحديات كبيرة تمتلك في نفس الوقت إمكانيات كبيرة لتحقيق التقدم الاقتصادي فنصف سكان العالم العربي تقل أعمارهم عن 25 عاما. من جهته شدد مدير مبادرة “أيموف” السيد اورليش ماينكه على أهمية تعزيز وتطوير علاقة الشراكة القائمة حاليا بين البلدان العربية وألمانيا في مجال التعليم، واصفاً عملية التعليم والتدريب المهني بانها مفتاح الازدهار الاقتصادي وكذلك مفتاح التطوير الوظيفي والشخصي للأفراد.
الدكتور بيتر رامزاور رئيس الغرفة أشار في كلمته الى مدى النجاح الذي يحققه ملتقى التعليم العربي الألماني وذلك عبر الحضور الكبير والذي تجاوز التوقعات للمشاركين فيه، منوها للإمكانات الكبيرة لمزيد من تعزيز علاقة التعاون والشراكة العربية الألمانية في مجال التعليم والتدريب المهني خصوصا لجهة ان أكثر من نصف سكان العالم العربي البالغ 380 مليونا هم من الشباب والذين يمثلون تحديا من اجل حيث الحاجة الى تدريبهم وتجهيزهم لسوق العمل وفي نفس الوقت يمثلون فرصة كبيرة لتحقيق التحول الاقتصادي.
وزيرة التعليم والبحث العلمي في الحكومة الاتحادية الألمانية الدكتورة يوهنا فانكه رحبت بالمشاركين في الملتقى من الجانب العربي والألماني والذين يمثلون صانعي القرار في قطاعات البحث العلمي والاقتصاد والسياسة، وحثتهم على الاستفادة من الفرصة التي يقدمها الملتقى لتطوير علاقات الشراكة العربية الألمانية. مضيفةً ان الاستثمار في التعليم له اثار مباشرة ليس على الاقتصاد فحسب، بل أيضا على التماسك والتضامن الاجتماعي. وزيرة التعليم الألماني اكدت انه وبالرغم من ان ألمانيا لا تمثل أكثر من 1% فقط من عدد سكان العالم الا انها تمتلك الاقتصاد الأكثر تقدما، ويعود الفضل في ذلك الى نظام التعليم الذي استمرت في تطويره منذ عشرات السنين كما أشارت الوزيرة فانكه الى الأوضاع التي عاشتها ألمانيا عشية إعادة تحقيق وحدتها منذ أكثر من 27 عاما مؤكدةً على ان الفضل في نجاح عملية إعادة تحقيق الوحدة الألمانية يعود الى جودة التعليم الذي تتمتع به ألمانيا أولا.
سفير قطر وعميد السلك الدبلوماسي العربي الأستاذ عبد الرحمن الخليفي أكد ان المجتمع المتعلم يمثل حجر الأساس لمستقبل مزدهر. مضيفا ان الدول العربية تدرك ان التعليم يمثل اهم وسيلة لمواجهة عدم الرضى الاجتماعي. مشددا على ان مصادر الثروات الطبيعية سوف تنتهي ولهذا السبب يجب ان يتم خلق وظائف وأماكن عمل التي نعلم بانها سوف تطور البحث العلمي. من جانبه الاستاذ نائل الكباريتي رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية العربية الى ان قدرة الاقتصاد الألماني على تجاوز الازمة الاقتصادية العالمية بنجاح وبسرعة يعود الى نظام التعليم الذي تتمتع به ألمانيا مشيدا أيضا بقدرة هذا النظام التعليمي على اعداد الشباب بشكل نموذجي لسوق العمل والذي يمكن القول معه بان ألمانيا تعد نموذجا يحتذى به في هذا المجال. مضيفا ان ألمانيا تعد أشهر دولة في مجال التعليم خصوصا لجهة نظام التعليم المزدوج. كما عبر السيد الكباريتي عن اسفة لعدم وجود جامعات ألمانية بالعدد الكافي في الدول العربية في مقابل الجامعات الإنجليزية او الامريكية. وتحدث الدكتور غاينهولد فايس نائب رئيس المعهد الاتحادي للتعليم والتدريب المهني الألماني عن أهمية بناء نظام لتسويق التعليم وهو ما على ألمانيا ان تعمل الكثير لتحقيقه والذي يجب أن يأخذ في الاعتبار التقدم التكنولوجي في الكثير من القطاعات والتي منها قطاع الطاقة المتجددة والذي تمتلك الدول العربية في إطاره مزايا هائلة. مشددا على انه ومن اجل تفعيل هذه التكنولوجيا وتحقيق الاستفادة الكبرى منها في المنطقة العربية يجب ان يتم تأهيل وتدريب الكوادر الفنية المحلية. الدكتور فايس أشار أيضا الى ان الحكومة الألمانية أدركت أهمية قطاع تصدير التعليم وبادرت بأنشاء “أيموف” قبل سبع سنوات، موضحا ان الدول العربية مثلت منذ البداية أحد أولويات عمل المبادرة.
في كلمته في الملتقى أكد الدكتور احمد الفهيد محافظ المؤسسة العامة للتعليم والتدريب المهني في المملكة العربية السعودية على ان التعليم يمثل أحد الأسس التي يقوم عليها برنامج التطوير الذي اقرته المملكة والمعروف باسم ” رؤية السعودية 2030″. الدكتور الفهيد أشار الى ان مؤسسة التدريب والتعليم المهني تدير 250 منشأة ومؤسسة تنتشر في مختلف مناطق المملكة يعمل بها 14 ألف مدرس ومدرب وتضم عدد من المتدربين يبلغ 170 ألف، مضيفا ان رؤية السعودية 2030 تقوم على تطوير وتوسيع هذا المجال بحيث يتم رفع عدد المتدربين بنسبة 10% سنويا. كما نوه محافظ المؤسسة الى ان المملكة العربية السعودية، وكما هو حال العديد من الدول العربية الأخرى، تبذل جهودا كبيرة في مجال تطوير التعليم بشكل عام والتعليم والتدريب المهني بشكل خاص. حيث تبلغ حصة التعليم في ميزانية المملكة العربية السعودية أكثر من 23%. مشددا على ان العمل على تطوير التعليم لا يقتصر على الساحة الوطنية بل يتعدها الى البحث عن الشراكة والتعاون مع المؤسسات الدولية، وكذلك يتم العمل مع قطاع الشركات الخاصة والتي يجب ان تأخذ دورا أكبر في هذا المجال، بحيث يمكن انجاز عملية تدريب الشباب وتأهيلهم لسوق العمل بشكل مثالي. الدكتور الفهيد أكد أيضا على ان عملية التشغيل والتوظيف لا يجب ان تبقى مقصورة على القطاع الحكومي بل يجب ان يقوم القطاع الخاص بإنجاز ذلك أيضا.
وقد تتناول جلسات الملتقى في أربع جلسات محاور البحث التالية:” تحفيز الابتكار في قطاع الصناعات الناشئة – مشاريع التعليم والتدريب المهني في قطاع الطاقة“،
” اتقان الضيافة – مشاريع التدريب المهني في قطاع السياحة “،” فرص التعاون في شمال أفريقيا “،” التعاون بين التعليم الأكاديمي والتعليم المهني“. بالإضافة الى جلسة خاصة تتناول افاق التعاون العربي الألماني في مشاريع التعليم والتدريب المهني.
في الجلسة الاولي التي ادارتها مديرة معهد مصادر الطاقة المتجددة الأكاديمي في ألمانيا اوتا تسارينجر تمحور النقاش حول كيفية تأهيل وتدريب الشباب ليصبحوا قوة عاملة ماهرة في قطاع الطاقة، أحد اهم الأمثلة الإيجابية على هذا المجال قدمه كارلو هومبيرج من اكاديمية توف غاينلاند ومدير مشروع المعهد الوطني للتدريب الصناعي في المملكة العربية السعودية عن الجهد الذي يقوم به المشروع في تأهيل 1200 طالب في الوقت الحاضر وتدريبهم عمليا وتقنيا من اجل العمل في قطاع الطاقة، ونوه هومبيرج الى ان هذا المشروع لا يعد مجرد نقل للمعرفة والتكنولوجيا بقدر ما يمثل عملية موائمة لنظام التعليم المزدوج بحسب متطلبات وظروف المملكة العربية السعودية. الشريك التجاري للموارد البشرية في شركة سيمنز في السعودية ندى الشعيبي أوضحت من جهتها ان هكذا تدريب تقني وتكنولوجية مهم جدا في السعودية من اجل مواجهة معدلات البطالة العالية وأيضا من اجل توفير عمالة مؤهله وكفؤة، وأوضحت الشعيبي ان 95% من طلبة الجامعات في السعودية هم من المواطنين والذي يجب ان يتم اعدادهم وتجهيزهم لسوق العمل.
خلال نقاشات الجلسة الثانية حول مشاريع التدريب المهني في قطاع السياحة أوضح مدير العلاقات الدولية في شركة بول كريستياني المحدودة ومدير الجلسة ان العالم العربي يمتلك إمكانات هائلة في قطاع السياحة اذ زار البلدان العربية خلال عام 2015م نحو 53,3 مليون سائح وهو ما يفتح الافاق واسعة امام التدريب والتأهيل في مجال السياحة، مدير قسم العلاقات الاقتصادية في جامعة الدول العربية الدكتور تامر محمود العاني اكد على أهمية التعليم في ضوء عملية تنويع الاعمال والنشاطات الاقتصادية السائدة في المنطقة العربية في الوقت الحالي. اذ تسعى العديد من الدول العربية الى تحويل اقتصاداتها الى اقتصادات قائمة على المعرفة وتستطيع الدول العربية الاعتماد على تراثها وثقافتها الثرية خصوصا في قطاع السياحة من اجل الربط بين المعرفة والثقافة من جهة وانشاء الوظائف من جهة أخرى.
في الجلسة الثالثة التي تناولت بالنقاش فرص التعاون في مجال التعليم والتدريب المهني بين دول شمال افريقيا وألمانيا قدمت وكيلة وزارة التعليم التونسية سعيدة اونيسي عرضا تحدثت فيه عن مميزات وجود وزارة للعمل والتدريب المهني في تونس مؤكدة أيضا على ان التوسع في التأهيل والتدريب المهني يمثل أولوية في مجال محاربة البطالة، وفي هذا المجال تمثل ألمانيا نموذجا يحتذى به وأضافت وكيلة وزارة التعليم التونسية ان الحكومة جادة في تحسين صورة التعليم المهني وفي توسيع برامج في المناطق الريفية من البلاد وفي أشارك القطاع الخاص في هذا المجال بشكل اقوى. وقد شددت مستشارة التصدير في مؤسسة “أيموف” الألمانية ومديرة الجلسة كريستينه شينكمان على أهمية التوسع في نشر برامج التدريب والتأهيل المهني في دول شمال أفريقيا في ضوء تزايد اعداد الشباب القادمين منها والباحثين عن اللجوء في أوروبا. في الجلسة الرابعة والختامية والتي ادارها مدير مبادرة “أيموف” اورليش ماينكه جرى التشديد على ضرورة واهمية مشاركة شركات القطاع الخاص في التدريب والتأهيل المهني وهي النقطة التي أكد عليها أيضا كبير مستشاري الجمعية الألمانية للتعاون الدولي في فلسطين كرستن فرايمان الذي أوضح أهمية الترابط بين التعليم العالي والتدريب العملي والذي يمثل استثمار الشركات في تدريب وتأهيل العمالة الخاص بها أحد اهم العوامل الرئيسية فيه. وهو الامر الذي أكد علية أيضا الدكتور كولين كرويجر من مستشفيات فيفانتس من خلال المثال الذي يقدمه قسم العمليات الجراحية التي يتم تنفيذها عبر الروبوت الالي في مستشفيات المجموعة حيث لا يمكن ان يعمل هذا الروبوت الالي دون ان يقوم بتشغيله شخص مؤهل ومدرب تدريبا عاليا على هذه التقنية. المدير التنفيذي لأكاديمية الطاقة المتجددة في ألمانيا بيرتهولد برايد شدد على أهمية ليس فقط العمل مع الشركات المحلية بل أيضا العمل على برامج واقعية. وأضاف الدكتور يورجن هولز من شركة تيرا للطاقة الشمسية انه من الضروري ان تتوافر لدي المدربين والمعلمين المحليين الدافع والحماسة لمشاريعهم الخاص منوها الى ان الشركات الألمانية تستطيع ان تلعب دورا هاما في هذا المجال من خلال تأمين تأهيل هؤلاء المدربين والمعلمين. وأوضحت ندى الشعيبي ان على الجانب الألماني ان يقدم رؤية عن ماهي طبيعة عمل ومهنه الشخص عقب انهاء تدريبة لان ذلك سوف يرفع جاذبية التدريب المهني في مقابل التعليم الجامعي. الدكتور عبد الرحمن الحميضي المستشار الثقافي في سفارة المملكة العربية السعودية في ألمانيا أوضح ان برنامج رؤية السعودية 2030 يعد فرصة جيدة لتطوير التعليم حيث انه، وعلى سبيل المثال، وفي إطار “رؤية السعودية 2030” سيتم رفع عدد المتدربين في الوقت الحالي والبالغ 120 ألف شخص الى 850 ألف متدرب، منوها الى ان ألمانيا تستطيع المساهمة في هذا الجانب بشكل كبير.
لمزيد من المعلومات حول الملتقى، الرجاء زيارة صفحة الغرفة: www.education.ghorfa.de أو www.imove-germany.de