زار وفد من الغرفة خلال الفترة من 28 أبريل إلى 3 مايو كل من المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اللبنانية، برئاسة الدكتور بيتر رامزاور الوزير الاتحادي السابق رئيس الغرفة.
استهل الوفد زيارته للمملكة الأردنية الهاشمية، البلد الذي يتمتع باستقرار وثقة من الأطراف الإقليمية والدولية على الرغم من التحديات الكبيرة في المنطقة، وقد تم التأكيد على هذا الرأي عدة مرات خلال الزيارة، ليس فقط من الجانب الأردني، بل من قبل السفيرة الألمانية في عمان، بريجيتا سيفكر إيبرل، اثناء لقائها بالوفد في بداية الزيارة. واشارت السفيرة إن قضية اللاجئين وأزمة قلة المياه في البلاد ما تزال من بين أكبر الصعوبات التي تواجه الأردن.
وقد أكد ذلك وزير المياه والري رائد أبو السعود في لقاءه بالوفد حيث ذكر الوزير أنه بالإضافة إلى تزايد عدد السكان، يعاني القطاع الزراعي من شح المياه، داعيا الشركات الألمانية إلى المساهمة بأفكار مبتكرة لحل هذه المشكلة، كما نوه الوزير الى العديد من المشاريع المخطط لها حاليا والتي من بينها التوسع في أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في البلاد في السمراء
وفيما يتعلق بجانب إمدادات المياه وإدارة الموارد المائية، فإن ألمانيا لديها بالفعل تعاون طويل الأمد مع الأردن، وقد جري في بداية العام الاحتفال بالذكرى الستين للشراكة الأردنية الألمانية في مجال إدارة الموارد المائية وهو الاحتفال الذي نظمة المعهد الاتحادي الألماني لعلوم الأرض والموارد الطبيعية (BGR) بالاشتراك مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية والسفارة الألمانية في عمّان.
خلال زيارة الوفد لوزارة الطاقة والثروة المعدنية اكدت الوزيرة هالة الزواتي اهتمام الوزارة بالتعليم والتدريب الفني حيث تخطط الوزارة حاليًا لإنشاء أكاديمية للطاقة، يمكن أن تعمل كمركز تدريب للمنطقة بأكملها. وأعربت الوزيرة عن الرغبة في التعاون مع ألمانيا في هذا الصدد. وفي مجال الطاقة ايضاً يوفر الأردن ظروفًا ممتازة للمشاريع المقامة في هذا المجال حيث تم توسيع شبكة الكهرباء الأردنية بنجاح. واوضحت الوزيرة إن العرض يفوق الطلب، بالإضافة الى ارتفاع حصة الطاقات المتجددة بشكل مستمر في مجمل انتاج الكهرباء في الأردن اذ تبلغ حصتها في الوقت الحاضر 11 في المائة على انه من المتوقع ان ترتفع هذه الحصة إلى 20 في المائة بحلول العام 2020م.
وقد تم مؤخراً منح عقود لتنفيذ العديد من المشاريع في هذا الجانب حيث انه وبعد تشغيل محطات الطاقة الشمسية (Mafraq 1) و(Mafraq 2)، بدأ تشغيل محطة شمسية إضافية في نهاية أبريل. كما تم دعوة الشركات لتطوير مشروع خاص بتوليد الطاقة عبر الرياح. هذا ويتم حاليا الانتهاء من اعتماد خطط تنفيذ وبناء محطات توليد الطاقة بالرياح بقوة 100 ميجاوات في جنوب البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تم تخطيط انتاج 200 ميجاوات من الطاقة الكهروضوئية.
وخلال زيارة الوفد أكد العديد من المسؤولين الأردنيين والذي كان من ضمنهم الدكتور خير ابوصعيليك، رئيس اللجنة الاقتصادية والاستثمارية في مجلس النواب، وعاطف الطراونة، رئيس مجلس النواب الأردني على أهمية العمل على فتح السوق الألماني للمنتجات الأردنية، وفي هذا الجانب تأتي اتفاقية الشراكة المتفق عليها مؤخرًا مع الاتحاد الأوروبي وما يسمى بقواعد المنشأ ومبادرة تبسط الصادرات إلى أوروبا. ومع ذلك لا تزال هناك إمكانية أخرى لزيادة خفض العجز التجاري بين الأردن وألمانيا كما ظهر من المحادثات التي اجرها الوفد مع كل من أمين عام هيئة الاستثمار فريدون حرتوقة، وكذلك وكيل وزارة الصناعة والتجارة للاستثمار عماد الطراونة.
وخلال الزيارة نظمت غرفة تجارة الأردن ملتقى الأعمال الأردني الألماني، والذي أتيح فيه لأعضاء الوفد الالتقاء مع ممثلي الشركات ورجال الاعمال في الأردن. وقد شارك في الملتقى الدكتور طارق الحموري وزير الصناعة والتجارة، وفي كلمته خلال الملتقى حث الدكتور بيتر رامزاور رئيس الغرفة الحاضرين لاغتنام الفرصة والبدء في إقامة شراكات اقتصادية وتعزيز التعاون بين الجانبين، من جانبه أكد نائل الكباريتي، رئيس غرفة تجارة الأردن، في حديثة على إمكانات الأردن الاقتصادية قائلا: “المملكة بوابة إلى بلدان المنطقة، خاصة لمشاريع إعادة الإعمار في العراق وسوريا “.
خطط الإصلاح في لبنان تعطي الأمل في الانتعاش الاقتصادي
يمتلك لبنان فرصا كبيرة للعب دور محوري في اعمال إعادة الاعمار المزمع تنفيذها في سوريا وكذلك في العراق اعتمادا على موقعة الجغرافي القريب ووقوعه على ساحل البحر المتوسط وعلاقاته التاريخية بدول الجوار، ويجري حاليا التخطيط للعديد من مشاريع تطوير البنية التحتية والتطوير الاقتصادي والتي يحتاج فيها لبنان الى مساهمة الشركات الألمانية بما تمتلكه من معرفة وتكنولوجيا وخبرة. خصوصا في ضوء التحديات التي يواجها في قضية اللاجئين وشح المياه وتامين امدادات الطاقة بشكل مستدام والتي تعد امرا حيويا لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وقد أطلقت الحكومة اللبنانية مؤخرا خططاً لتنفيذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية وتطوير البنى التحتية أعلنت العديد منها في مؤتمر دعم لبنان CEDRE الذي عقد العام الماضي في مارس وهو الامر الذي يفتح افاق واسعة لتحقيق مزيد من التعاون والشراكة الاقتصادية،
وفي ضوء هذه المتغيرات نظمت الغرفة زيارة لوفد اقتصادي ألماني الى لبنان خلال الفترة 1-3 مايو، وقد لقيت الزيارة أيضا دعما من السفارة الألمانية في بيروت حيث رحب السفير الدكتور جورج بيرجيلن بأعضاء الوفد وقدم لهم نظرة عامة عن التطورات الاقتصادية الجارية في لبنان. وقد التقى أعضاء الوفد بالعديد من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى، كما أتيحت الفرصة للوفد للالتقاء بالعديد من ممثلي الشركات العربية خلال ملتقى الاقتصاد العربي، الذي انعقد في بيروت برعاية ومشاركة دولة الرئيس سعد الحريري.
وفي لقاء الوفد بوزيرة الطاقة ندى بستاني خوري اشارت الوزيرة الى المشاركة الألمانية في العديد من المشاريع الهامة في مجال الطاقة منها على سبيل المثال، عمل مجموعة Fichtner الألمانية كمستشار لتوسعة محطتي توليد الطاقة في الزهراني وسلعاتا، والتي ستعلن المناقصات الخاصة بهما قبل الصيف، هذا بالإضافة الى خطط بناء ثلاث محطات لتوليد الطاقة في البلاد.
بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية للطاقة، تمثل مساعي توفير فرص العمل أولوية عالية في البلاد، خاصة بين الشباب. وهو الامر الذي أكد علية نديم منلا، مستشار رئيس الحكومة اللبنانية، أثناء لقاءه بأعضاء الوفد، من جانبه أشار نبيل فهد نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة بيروت انه بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية والقطاع الصحي، فإن قطاع التعليم كان أحد الجوانب الهامة خلال مؤتمر CEDRE للمستثمرين.
الدكتور بيتر رامزور الوزير الاتحادي السابق رئيس الغرفة أكد خلال الملتقى الاقتصادي العربي ان الاستثمارات الأجنبية هي المفتاح للنجاح في عمليات التطوير الاقتصادي منوها الى وجود رغبة واهتمام لدى الجانب الألماني للتعاون الاقتصادي المشترك، مضيفاً “يمكننا تعزيز النمو في الدول العربية من خلال توفير فرص العمل وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر من شركاء الأعمال الأوروبيين في الدول العربية”. مشيراً الى ان أحد الإمكانيات المتاحة لدعم هذا النمو الاقتصادي يتمثل اولاً في التعليم والتأهيل المناسب للشباب. وقال “نحتاج إلى مهنيين تجاريين وفنيين، وألمانيا لديها نظام تعليمي ومهني ممتاز، إلى جانب دول أوروبية أخرى “.