من اجل الاطلاع على التطورات الاقتصادية التي تعيشها سلطنة عُمان والتحولات التي تنفذها حكومة السلطنة، نظّمت الغرفة زيارة لوفد اقتصادي من ممثلي 17 شركة ألمانية من مختلف القطاعات الاقتصادية برئاسة الدكتور بيتر رامزاور رئيس الغرفة والأمين العام الأستاذ عبد العزيز المخلافي، الزيارة التي تمت بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة العُمانية والسفارة الألمانية في مسقط خلال الفترة 12 – 15 نوفمبر 2016م، تضمنت زيارة العديد من المؤسسات الحكومية والقاء بالعديد من المسؤولين والمختصين فيها.
سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في مسقط هانز-كريستيان فراي هير فون الذي رافق وفد الغرفة خلال الزيارة قدم لأعضاء الوفد شرحا عن أحدث التطورات في العلاقات الاقتصادية بين السلطنة وألمانيا والتي وصلت قيمة التبادلات التجارية بينهما خلال العام 2015م الى نحو مليار يورو تقريبا.
وكما يجري في العديد من الدول العربية تعمل سلطنة عُمان على عملية تطوير وإصلاح الاقتصاد وتركز في هذا المجال على تطوير الصناعات الكيميائية وصناعة التعدين. وكإحدى تبعات عملية التحديث الاقتصادي يرتفع حجم الاحتياج الى الطاقة ولتغطية هذا الاحتياج تعمل السلطنة على تطوير قطاع انتاج الطاقة وخصوصا في مجال انتاج الطاقة عبر مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما أمكن ملاحظته من اول لقاء لأعضاء الوفد مع المدير العام للهيئة العامة للكهرباء والمياه صالح ناصر الرمحي والذي تلقى منه أعضاء الوفد معلومات حول قطاع انتاج الكهرباء وعن سياسة السلطنة في تنويع مزيج مصادر انتاج الطاقة والذي يعني بالمحصلة خفض تكاليف انتاجها. وتنبع أهمية تنويع ورفع كفاءة انتاج الطاقة الكهربائية في السلطنة ليس فقط بسبب ارتفاع ونمو الطلب المنزلي على الكهرباء لكن أيضا نتيجة ارتفاع الطلب على الطاقة من اجل عملية انتاج مياه الشرب والذي يمثل أحد محاور اهتمام هيئة الكهرباء والماء والتي تسعى الى توسيع ورفع طاقة السلطنة في تحلية المياه والرفع من كفاءة انتاجها، ومن اجل تحقيق هذا الهدف تعمل الهيئة مع شركات القطاع الخاص والذي أدى بالنتيجة الى ان تتزايد المشاريع التي ينفذها شركات القطاع الخاص.
قطاع الصحة في سلطنة عُمان حقق هو أيضا نمو وتطورا مضطردا خلال السنوات الماضية وهو ما اطلع علية أعضاء الوفد خلال اللقاء مع وزير الصحة العُماني الدكتور احمد بن محمد السعيدي والذي أوضح للوفد مستوى التقدم الذي تحقق للسلطنة في هذا الجانب اذ لم يكن في السلطنة عام 1970م سوى 30 سريرا فقط فيما يبلغ عدد الاسرة في المستشفيات في البلاد في الوقت الحاضر اكثر من 6000 سرير، هذا بالإضافة الى الخطط القائمة لبناء المزيد من المستشفيات وهو ما يمثل فرص كبيرة للشركات الألمانية للاستثمار في هذا القطاع خصوصا لجهة سمعة الشركات الألمانية من حيث الثقة والجودة، وهو الامر الذي اكد علية أيضا وزير التجارة والصناعة العُماني الدكتور علي بن مسعود السنيدي خلال لقاءة بالوفد والذي عبر عن تمنيه ان يتم بناء مستشفيات ألمانية في عُمان من اجل نقل الجودة الألمانية الى السلطنة.
قطاع التعليم في السلطنة يشهد حضوراً المانياً من خلال وجود الجامعة الألمانية للتقنية والتي تضم أكثر من 1600 طالب وطالبة من بينهم 78% من الطالبات كما أوضح البرفسور ميشيل موديجل عميد الجامعة.
الاهتمام العُماني بالتقنيات والتكنولوجيا الألمانية بدى جليا خلال المحادثات واللقاءات الثنائية التي اجراها رجال الاعمال العٌمانيون مع أعضاء وفد الغرفة والتي جرت في مقر غرفة تجارة وصناعة عُمان بهدف تعزيز علاقات التعاون الثنائية والشراكة في الاعمال بين الجانبين وقد شهد اللقاء توقيع اتفاقية بين شركة كيو في اية أي ار الألمانية ومجموعة ار اية واي الدولية وذلك بان تمد الشركة الألمانية مجموعة ار اية واي بالتقنيات الخاصة بتوسيع شبكات المياه، وقد وقع العقد من جانب الشركة الألمانية مديرها التنفيذي ستيفان فلينسباخ وعن مجموعة ار اية واي الدكتور طاهر الكندي وقد حضر التوقيع رئيس الغرفة الدكتور بيتر رامزاور والأمين العام الأستاذ عبد العزيز المخلافي والسفير الألماني في عُمان.