أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي (Destatis)، نتائج إحصاء السكان والمساكن في ألمانيا والذي اجري في 15 من مايو 2022م، وهو التعداد الذي يجري كل عشر سنوات، حيث كان التعداد السابق قد اجري في 2011م، وبسبب جائحة كورونا، تم تأجيل الاحصاء المفترض في 2021م إلى العام 2022م.  وقد أظهرت نتائج التعداد ان عدد سكان ألمانيا قد بلغ حوالي 82.7 مليون نسمة. ومقارنة بالأرقام الافتراضية المسجلة لعدد السكان يعد هذا انخفاضًا بنحو 1.4 مليون نسمة عما كان يُعتقد سابقًا.

اما بالنسبة لعدد المساكن فقد بلغ عدد المباني نحو 20 مليون مبنى كما ان هنالك 43.11 مليون شقة وهو ما يمثل زيادة بنحو 2.5 مليون شقة عن تعداد العام 2011م. وقد جاءت هذه الأرقام بناءً على المعلومات التي قدمها ما يقرب من 23 مليون مالك عقار بالإضافة الى 8000 شركة إسكان.

وبحسب مكتب الإحصاء الاتحادي فقد ارتفع متوسط مساحة المساكن في ألمانيا منذ تعداد 2011م بمقدار ثلاثة أمتار مربعة ليصل إلى 94.4 متر مربع لكل شقة. وقد اختلفت زيادة مساحة المساكن بين الولايات الشرقية والولايات الغربية حيث ارتفعت في الولايات الألمانية الشرقية مثل ساكسونيا، ساكسونيا-أنهالت وتورينجن بمقدار خمسة أمتار مربعة تقريبًا، وهو معدل أعلى من الولايات الألمانية الغربية التي زادت بمقدار ثلاثة أمتار مربعة، أما في المدن التي تعد ولايات مثل هامبورج وبرلين زادت المساحات بأقل من متر مربع. ومن الناحية الرياضية البحتة، تعد مساحة المساكن في ألمانيا كافية، الا انه بإلقاء نظرة على مساحة المساكن في المناطق الحضرية وعلى مساحة المساكن في الريف يظهر أن مساحة المعيشة موزعة بشكل غير متساو.

كما شملت عملية إحصاء المساكن والسكان في 2022م، جمع بيانات لأول مرة حول نوع التدفئة، ووفقًا لهذه البيانات، يتم تدفئة ثلاثة أرباع الشقق في ألمانيا باستخدام الغاز أو النفط. فيما يتم تدفئة 15 في المئة من الشقق عبر التدفئة المركزية. وبحسب هذه البيانات ايضًا تلعب مصادر الطاقة المتجددة دورًا ثانويًا في تدفئة المباني السكنية. فعلى سبيل المثال، يتم تدفئة أربعة في المئة فقط من الشقق باستخدام الخشب أو الكريات الخشبية، وثلاثة في المئة باستخدام الطاقة الشمسية أو الحرارة الجوفية أو حرارة البيئة باستخدام مضخات الحرارة.

كما وفر إحصاء 2022م، ولأول مرة، بيانات حول الإيجارات الصافية بدون حساب تكاليف التدفئة والمياه والتكاليف الأخرى للشقق لكل البلديات والمدن في ألمانيا بحيث أصبحت تكاليف الإيجار قابلة للمقارنة على مستوى البلاد. وبناء على هذه البيانات بلغ متوسط الإيجار الصافي لكل متر مربع في شقة سكنية في ألمانيا نحو 7.28 يورو.

ومع ذلك، هناك اختلافات كبيرة بين الأقاليم والمدن. ففي ولاية هامبورج، كان صافي الايجار لكل متر مربع في شقة سكنية هو الأعلى بمعدل 9.16 يورو، تليها بافاريا (8.74 يورو)، هيسن (8.21 يورو)، وبادن-فورتمبيرج (8.13 يورو). بينما كان صافي الايجار الأرخص في ولاية ساكسونيا-أنهالت، بمتوسط 5.38 يورو، تليها تورينجن (5.65 يورو) وساكسونيا (5.72 يورو).

فيما يتعلق بمتوسط الإيجار الصافي لكل متر مربع في شقة سكنية في المدن الكبرى، تتصدر ميونيخ القائمة بحوالي 12.89 يورو، فرانكفورت أم ماين (10.58 يورو)، شتوتجارت (10.39 يورو)، وهايدلبرج (10.02 يورو). وتأتي برلين في الوسط بمتوسط 7.67 يورو لكل متر مربع.

وعلى الرغم من تأجيل اعلان نتائج الإحصاء لعامين والذي برره مكتب الإحصاء الاتحادي بانه كان ضروريًا لضمان دقة البيانات الا انه يعد ذو أهمية كبرى للحكومة الألمانية ولصانع القرار السياسي حيث أكدت Ruth Brand، رئيسة مكتب الإحصاء الاتحادي، أن “التعداد السكاني هو نوع من الجرد بالنسبة لألمانيا”. والذي سيوفر البيانات الهيكلية باعتبارها “أساسًا للتخطيط”. وبالتالي فإن التعداد يستحق تكلفته التي بلغت 1.5 مليار يورو. كما شدد مكتب الإحصاء الاتحادي على أهمية بيانات التعداد “لأنها تقدم للممثلين السياسيين إشارات حول المناطق التي تحتاج إلى إجراءات لتحقيق توازن في ظروف الحياة في جميع أنحاء ألمانيا.” على سبيل المثال، تبين في عام 1987م، أن هناك حوالي مليون وحدة سكنية أقل مما كان يُعتقد في ولاية هيسن. نتيجة لذلك، أطلقت حكومة الولاية برامج بناء سكنية.

من جانبه أضاف Thomas Gößl، رئيس مكتب الإحصاءات في ولاية بافاريا، ان “استخدام البيانات أمر ضروري لمنع التخطيط الخاطئ.” وإلا، ستكون هناك صورة خاطئة تمامًا عن السكان ويتم التخطيط “بشكل عشوائي.” واعتبر Michael Voigtländer، الخبير الاقتصادي في معهد الاقتصاد الألماني (IW) في كولونيا، التعداد بأنه “استطلاع مهم جدًا”. ورغم أن البيانات من عام 2022م، إلا أنها تظل ذات أهمية كبيرة لأن البيانات الهيكلية لا تتغير بسرعة.

من ناحية أخرى، أشار الاتحاد الألماني لشركات السكن والعقارات (GdW) إلى الهجرة الكبيرة كنتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا في العامين الماضيين بعد تاريخ التعداد. حيث تضاعف عدد الأشخاص الذين فروا من أوكرانيا إلى ألمانيا سبع مرات منذ نهاية فبراير 2022م. ودعا Axel Gedaschko، رئيس الاتحاد الحكومة الى ان ” تبدأ في إنشاء المزيد من المساكن الميسورة التكلفة في المناطق الحضرية.” فيما قالت Nancy Faeser وزيرة الداخلية الاتحادية عن نتائج الاحصاء “في ظل التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، نحن بحاجة إلى حقائق موثوقة.”