وفقًا للاتحاد الدولي للروبوتات  (IFR)، زاد عدد الروبوتات المستخدمة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، حيث ارتفع عدد الروبوتات في المصانع حول العالم إلى مستوى قياسي بلغ حوالي ثلاثة ملايين وحدة العام 2020م، وتضاعف متوسط ​​كثافة استخدام الروبوتات تقريبًا في جميع أنحاء العالم في السنوات الخمس الأخيرة، من 66 وحدة لكل 10 ألاف عامل في عام 2015م، إلى 126 وحدة روبوت لكل 10 ألاف موظف العام 2020م. وتعتمد اغلب القطاعات الصناعية في الوقت الحاضر على الروبوتات والاذرع الالية في انجاز عملها بشكل اسرع وأكثر كفاءة، الا ان قطاع صناعة السيارات على وجه الخصوص يعتمد بشكل أكبر من أي قطاع صناعي أخر على الروبوتات، حيث يتجه هذا القطاع الى الأتمتة الكاملة لعمليات الإنتاج والتصنيع.

     ويأتي الارتفاع القياسي في استخدام الروبوتات عالمياً كجزء من الثورة الصناعية الرابعة والتي تعد الأتمتة جزءاً اساسياً من تطبيقاتها، والتي تسارعت أيضاً خلال الفترة الماضية نتيجة جائحة كورونا، حيث يشير الخبراء أن الشركات في مختلف الدول تتحرك الآن بوتيرة أسرع بكثير عندما يتعلق الأمر بالرقمنة والأتمتة. حيث قامت الشركات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية برقمنة وأتمتة عملياتها الإنتاجية أثناء الجائحة بمعدل يصل من 20 إلى 25 مرة أسرع مما كانت قبلها، حيث أظهرت الجائحة مدى أهمية المرونة التشغيلية للحفاظ على الإنتاج أو لتغيير حجم الإنتاج بسرعة إذا لزم الأمر.

     وتعد ألمانيا واحدة من أكثر الاقتصادات التي تتميز بالأتمتة في العالم، اذ تُصنف الصناعة الألمانية بانها الأكثر آلية في القارة الأوروبية، حيث لا يوجد في أي بلد آخر في الاتحاد الأوروبي عدد كبير من الروبوتات المستخدمة في عملية الإنتاج كما هو الحال في ألمانيا، وارتفع عدد الروبوتات الصناعية في ألمانيا العام 2020م إلى مستوى قياسي جديد بلغ 371 وحدة لكل 10 ألاف موظف. وبحسب تقرير لمكتب الإحصاء الاتحادي فقد استخدمت كل خامس شركة تقريبًا تضم ​​أكثر من عشرة موظفين في قطاع الصناعة في ألمانيا الروبوتات الصناعية في عام 2020م، حيث ارتفعت نسبة عدد الشركات التي تستخدم الروبوتات من 16 في المئة عام 2018م الى 19 في المئة في العام 2020م.  الا ان الصورة تختلف نوعا ما بالنسبة للشركات الصناعية الكبيرة التي توظف أكثر من 250 موظفا، حيث تستخدم ثلث هذه الشركات الروبوتات في عملها.  وبهذا تحتل ألمانيا أيضًا مركزاً متقدماً بين أعلى المراتب على المستوى الدولي، اذ تحتل ألمانيا المرتبة الرابعة في العالم في استخدام الروبوتات بعد كوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان، وقبل السويد التي تحتل المركز الخامس على مستوى العالم.

     في مجال صناعة الروبوتات تأتي الشركات اليابانية في المركز الأول، حيث يوفر المصنعون اليابانيون الآن حوالي 45 في المئة من الإنتاج العالمي. وتعد الصين هي الدولة الأكثر ديناميكية في مجال التوسع في استخدام الروبوتات، حيث قفز ثاني أكبر اقتصاد في العالم من معدل استخدام الروبوتات الذي كان 200 وحدة لكل 10 ألاف موظف في العام 2015م إلى 249 وحدة لكل 10 ألاف موظف في العام 2020م. وبهذه الزيادة تحتل الصين الآن المرتبة التاسعة على مستوى العالم. اما بريطانيا فلديها معدل 101 وحدة روبوت صناعي لكل 10 ألاف موظف. وهو ما يجعلها الدولة العضو الوحيد في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، التي يقل متوسط استخدامها للروبوتات عن المتوسط ​​العالمي البالغ 126 وحدة، وهو ما يجعلها ايضاً تحتل المرتبة 24 فقط في قائمة أكثر الدول استخداما للروبوتات في العالم. ويعود ذلك الى ارتفاع اسهام قطاع الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي.