لأول مرة في تاريخ البشرية، يصبح عدد الناس الذين يعيشون في المدن أكثر من عدد من يعيشون في المناطق الريفية. لكن مدن اليوم لا يمكن لها أن تكون ايضاً مدن الغد. لتسريع التغيير، هناك حاجة إلى مفاهيم جديدة للحياة الحضرية. في القاهرة والرياض تظهر أحياء جديدة تشير إلى ما يمكن ان تكون علية مدينة المستقبل.
لا يتركز الناس في المناطق الحضرية فقط بل تتركز أيضا التحديات. حيث تلتهم المدن الأرض، وتسلب حركة المرور المكان، وأحيانًا تسلب هواء التنفس. كما تؤدي الإيجارات الباهظة الثمن بشكل متزايد إلى إحداث ثغرات كبيرة في ميزانيات الأسرة.
من المفترض في الواقع أن تكون المدن موجودة لراحة الناس؛ ولكن المزيد والمزيد من السكان يشعرون أن الواقع عكس ذلك تماما. حيث تخلق المدينة أحيانًا بيئة معيشية غير ممتعة وغير صديقة للبيئة وغير عملية. إن «المدينة غير المضيافة» هي أكثر من مشكلة جمالية بحتة. هنا تتضح معضلة لها أبعاد مختلفة تمامًا. حيث يتدفق الناس على المدينة لأنهم يأملون في حياة أفضل. لكن مساحات المعيشة المكثفة اليوم تفشل بشكل متزايد في الوفاء بوعد السعادة. بدلاً من ذلك، فإنها تخلق مشاكل جديدة ومعقدة للغاية لم يعد من الممكن حلها من خلال التدابير الفردية. من الظاهر أن المدن تتحول من أماكن مميزه لحياة الأفراد إلى أماكن قد تتعثر فيها الخطط المستقبلية. فالتحديات ليست هينة، اذ تستهلك المدن الكبيرة اليوم أكثر من 70 في المئة من احتياجات الطاقة في العالم.
من أين يجب أن تأتي الكهرباء في المستقبل إذا كانت يجب ان تكون طاقة خضراء؟ من أين ستأتي كل المياه للسكان، والتي لا يجب أن تكون نظيفة فحسب، بل يتم توفيرها أيضًا في ظروف لا تدمر أساس الحياة؟ من أين سيأتي الطعام لمليارات الأشخاص الذين يرغبون في تناول طعام صحي وسليم بيئيًا؟ وكيف ستصل للناس؟ هذا ونحن لم نتحدث بعد عن التحديات الجديدة والتي تتمثل في جعل المدن قادرة على الصمود أمام الظواهر المناخية المتطرفة مثل الحرارة والجفاف والفيضانات ونقص الغذاء الذي يجلبه تغير المناخ.
صحيح أن حوالي 80 في المئة من النمو الاقتصادي العالمي يتم تحقيقه في المدن الكبرى والتي تعد من حيث المبدأ آلات لإنتاج الثروة. هذه عملية منطقية ولا يمكن عكسها وهذا هو السبب الذي جعل الحكومات والمخططين يضعون دائمًا المدن الكبرى والمناطق الحضرية، كمحركات للنمو، على رأس جدول الأعمال السياسية. إن وضع المدينة الضخمة في المنافسة الدولية هو أكثر بكثير من مجرد تعبير عن الطموح السياسي. ولكن لا بد من منع تحول الكمية إلى نوعية بالمعنى السلبي، بمعنى انه كلما كانت المدينة أكبر وكلما زاد حجمها كلما كان ذلك شيئا سيئاً لساكنيها، والتي لن تكون نتيجة جيدة.
السؤال الحاسم للسياسيين والمخططين هو: كيف يمكن للمدن والمناطق الحضرية أن تتطور كمحركات نمو في المستقبل وفي نفس الوقت تتجنب الآثار السلبية الهائلة على الناس وبيئتهم بأفضل طريقة ممكنة؟ يتمثل التحدي الحالي في خلق واغتنام الفرص التي يمكن من خلالها جعل النمو الحضري أكثر استدامة ومرونة ومتوافقًا اجتماعيًا ومكانيًا. يشار إلى هذا المفهوم عادة باسم «البنية التحتية الزرقاء-الخضراء». وهذا يشمل مفهوم التنقل الشامل، والتقسيم العادل واستخدام الأماكن العامة وتطوير الهياكل الحضرية المرنة.
كنماذج مثالية لمشاريع تطويرية لهذا التخطيط التكاملي يمكن أن نأخذ مدينة البادية، وهي منطقة حضرية جديدة تبلغ مساحتها 1300 هكتار في غرب القاهرة، وكذلك منطقة ابتكار التي تبلغ مساحتها 340 هكتارًا في غرب الرياض على وادي حنيفة، يتبع كلا المشروعين نفس فكرة التخطيط الشامل من الخطة الرئيسية الأولى كمربع سكني وتصميم الفضاء العام إلى الهندسة المعمارية.
مدينة البادية هي منطقة توسع عمراني جديد في جنوب غرب القاهرة. من المقرر أن تصبح مدينة خضراء وموفرة للموارد ومتصلة جيدًا من حيث النقل داخل منطقة العاصمة في القاهرة وتوفر نوعية حياة عالية من خلال المساحات العامة المفتوحة والكبيرة.
تم تخطيط المدينة بأكملها بطريقة تمكن سكانها من استخدام طرق ذات مسافات قصيرة يتم اجتيازها اما سيرًا على الأقدام أو بالدراجة للقيام بأعمالهم اليومية. وان تكون المقاهي والمطاعم أقرب بأكبر قدر ممكن، وكذلك الأنشطة الترفيهية لجميع أفراد الأسرة. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط الأحياء داخل مدينة البادية ببعضها البعض من خلال شبكة واسعة من الحدائق والمساحات الخضراء والمسارات داخلها بحيث يتم استخدام السيارة بشكل أقل بكثير من المعتاد.
يتم أيضًا دمج هذا التخطيط المتكامل مكانيًا للمدينة مع أحدث بنية تحتية للاتصالات، والتي توفر أيضًا مسافات طويلة وبالتالي توفير الوقت والمكان. هذا يخلق بديلاً جذابًا ومناسبًا للعيش في وسط مدينة القاهرة. في مدينة البادية، تعطى أهمية كبيرة للاستخدام المستمر لتقنيات توفير المياه المبتكرة. حيث يتم اعادة استغلال المياه المستخدمة مرة واحدة لري المساحات الخضراء «كمياه رمادية» حيثما أمكن ذلك.
في المملكة العربية السعودية، تم ايضاً إدراك هذا المزيج الجذاب للغاية من الأشكال الجديدة للعمل والمعيشة والثقافة والترفيه والتعليم في غرب العاصمة الرياض. تم تصميم الحي الجديد، الذي يقع مباشرة على وادي حنيفة، وفق مبدأ المسافات القصيرة، حيث يمكن الوصول إلى جميع مرافق المعيشة والعمل والترفيه سيرًا على الأقدام أو بالدراجة في وقت قصير جدًا.
العمود الفقري لمفهوم التخطيط الحضري، ما يطلق عليه «شريان الحياة» في قلب منطقة الابتكار في مدينة الرياض، هو « Highstreet of Tomorrow «. كما هو الحال في المدن التي تطورت بمرور الوقت، يتم تجميع الوظائف المركزية للحياة العامة والثقافة مع أماكن العمل وأماكن المعيشة حول الساحات المركزية. هذه «أماكن رواد الاعمال» هي نقاط محورية للتفاعل داخل المجموعة المستهدفة التي ستسكن هذا المربع. لقد تم التفكير هنا في مشهد للمشاريع الشبابية المبتدئة، حيث يعمل مبتكرون في مشاريع في مجالات مختلفة من التطوير الرقمي وتطبيقاته. يمكنهم من خلاله تبادل المعلومات حول اعمالهم على مسافة قصيرة، ومشاركة ابتكاراتهم مع بعضهم البعض والترويج لأعمال بعضهم البعض.
في الرياض يتم استخدام التقنيات المحلية لتوفير الظل والتبريد منذ قرون، مثل أبراج الرياح والتبريد بالتبخير. كما أن التطور الذكي والتشجير المناسب يخلقان مناخًا محليًا يتيح استخدام المساحات العامة في الصيف الحار لفترة أطول من الوقت. أصبح المناخ المحلي اللطيف ممكنًا بفضل شبكة من ممرات الأشجار التي تظلل المسارات والمساحات الخضراء. بالإضافة إلى ذلك، تتشكل الممرات بطريقة تحول المياه إلى الوديان الطبيعية.
هذه الإدارة اللامركزية والمستدامة لمياه الأمطار هي إجابة «منخفضة التقنية» لسؤال كيف يمكننا حماية مربعاتنا السكنية ضد الظروف الجوية القاسية المتزايدة في المستقبل. يتم تخضير هذه المناطق الطبيعية بشكل أساسي بنباتات أصلية قادرة على مقاومة الجفاف وتستهلك كمية منخفضة من المياه يوفرها نظام ري مستدام.
يتركز المفهوم الأساسي في كلا المشروعين في القاهرة والرياض في فهم جديد للتنقل وحركة المرور. حيث كانت مفاهيم التخطيط العمراني لمدينة البادية وحي الابتكار في وادي حنيفة تهدف منذ البداية إلى تمكين استخدام الفضاء العام لجميع مجموعات المستخدمين. إن مفهوم «Living Street» ، الذي يتمتع فيه جميع المستخدمين في البداية بحقوق متساوية في الأماكن العامة ، يعيد تعريف العلاقة بين مناطق الاقامة والاستراحة. يتم ترتيب الهيكل الحضري بحيث يجد المشاة وراكبو الدراجات أفضل شبكة ممكنة من المسارات للوصول إلى وجهتهم بشكل مباشر قدر الإمكان.
وفي هذا المفهوم الجديد أيضا يتم توفير وسائل النقل العام المحلية من خلال نظام «حسب الطلب» على مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام. من ناحية أخرى، تقتصر حركة مرور السيارات على عدد قليل من الطرق ويتم تجنب حركة المرور إلى حد كبير. ينتج عن ذلك تحركات منخفضة للمركبات في الشوارع الفردية، بحيث يمكن فتح الفضاء العام لجميع المستخدمين، سواء كانوا أطفالًا يلعبون أو كبار السن وبحيث يصبح لقاء جارك أسهل من أي وقت مضى!
هذا النهج الشامل لحركة المرور والتنقل يعني خروجًا عن المدينة الصديقة للسيارات وعن التفكير التقليدي السائد منذ بداية التصنيع، والذي أعطى الأولوية دائمًا للنقل السريع وغير المقيد للأشخاص والمواد داخل المدن. بدلاً من ذلك، يجب فهم شارع المستقبل على أنه فضاء حضري متكامل ومرحلة جديدة في الحياة الحضرية، حيث يتلقى جميع المستخدمين حصة عادلة ومناسبة.
أثناء المشي في معظم المدن الداخلية – إذا كان ذلك ممكنًا – سرعان ما يتضح أن حركة مرور السيارات الفردية لا تزال تهيمن على مظهر المدن. تحدد الطرق الفعالة والتقاطعات المحسَّنة لتدفق العديد من المركبات وأماكن وقوف السيارات الكافية منظر المدينة في العديد من الأماكن.
كثير من مواقف السيارات، على وجه الخصوص، تحتل مساحات شاسعة في المدن. لماذا في الواقع؟ لأنه في المتوسط تبقى السيارة على مدى عام كامل متوقفة 23 ساعة من أصل 24 ساعة في اليوم، لكن السيارة هي أكثر من أداة «ركن». إذا تمت زيادة وقت الاستخدام لكل سيارة، فستكون هناك حاجة لعدد أقل من المركبات بشكل عام. ومن هنا يظهر اتجاه جديد قائم على فكرة انه لا يجب بالضرورة أن يمتلك الأشخاص الأصغر سنًا السيارة التي يستخدمونها. وهنا تأتي مصطلحات جديدة مثل: «مشاركة السيارة» و «السيارات ذاتية القيادة». إذا ساد هذا الاتجاه وتم توسيع وسائل النقل العام المحلية وتحسين نطاق خدماتها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحرير مناطق شاسعة في المدن واتاحتها لاستخدامات أخرى.
وهذه المناطق مطلوبة بشكل عاجل بالنظر لتأثيرات جائحة كورونا والتي مثلت اختبار إجهاد حقيقي للأماكن العامة. فالمدن مدعوة لزيادة المساحة المتاحة للمشاة وراكبي الدراجات وكذلك لجعل تناول الطعام في الهواء الطلق ممكنا. وسيكون ذلك ممكنا من خلال الساحات العامة المصممة بمساحات سخية، وبالمزيد من توفير مساحات المشاة والمساحات الخضراء التي تأخذ في الاعتبار احتياجات الناس لمساحة خارجية جذابة بالإضافة إلى متطلبات التباعد الاجتماعي وأخذ مسافات تباعد كافية.
لقد ثبت منذ فترة طويلة أن التنقل والوقت الذي يستغرقه يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه وقت ضائع بلا فائدة. ومع ذلك، إذا كان من الممكن استخدام وقت التنقل بشكل معقول في الأنشطة الترفيهية أو العمل أو حتى الاسترخاء أثناء القيادة، فمن المحتمل أن تكون الرغبة في قضاء وقت أطول في التنقل أكبر مرة أخرى. وهناك الان بالفعل رؤية مستقبلية تتيح تحقيق ذلك، حيث تستطيع المركبات ذاتية القيادة نقل الأشخاص من ضواحي المدن إلى وجهتهم المرغوبة سواءً كانت مركز المدينة، مكان العمل أو السينما. ومن المثير للاهتمام أن جائحة كورونا أدت الى ظهور اتجاه آخر، حيث اضطر الكثير من الناس للعمل انطلاقا من منازلهم والتي تعد تجربة ناجحة وفعاله. ولم يؤد هذا إلى زيادة الرغبة في قضاء الكثير من الوقت في التنقل إلى العمل. على العكس من ذلك اذ كانت الرغبة في عيش حياة حضرية والعمل في الريف وفي المناطق المرتبطة اجتماعيًا أقوى إلى حد ما.
نحن نلبي هذه الرغبة مع خططنا لمدينة البادية في القاهرة وغرب الرياض. في المرحلة الأولى من مفهوم التنقل تم دمج المشاة وراكبي الدراجات والدراجات البخارية الإلكترونية على وجه الخصوص في النسيج الحضري. ويتم استكمال مفهوم التنقل هذا من خلال وسائل النقل العام المحلية الفعالة عبر الاتصال بشبكة مترو الرياض الجديدة وبواسطة إدارة مركزية لمواقف السيارات مع مرائب الأحياء اللامركزية.
بالإضافة إلى حركة المرور والتنقل، هناك نقطة ارتكاز أخرى للحياة الحضرية التقليدية تعيش في حالة تغير مستمر، ونعني هنا قطاع البيع بالتجزئة، والذي كان في البداية في منافسة مع محلات التسوق الكبرى ليضاف الى هذه المنافسة منذ عدة سنوات قطاع التجارة الالكترونية، والذي يلقى في الوقت الحاضر اقبالاً من قبل سكان المدن. جائحة كورونا زادت من مبيعات التجارة الالكترونية مما شكل ضغوطا على تجار التجزئة ومراكز التسوق، وهو الوضع الذي من المحتمل ان يؤدي الى تراجع مراكز التسوق والبيع بالتجزئة داخل المدن.
ومع ذلك لطالما كانت مراكز المدن مهمة لطريقة عيش الناس وستظل كذلك في المستقبل. إنها أماكن لقاء واجتماع لجميع الفئات العمرية حيث توفر الثقافة والترفيه والتعليم والتفاعل الاجتماعي. على المرء ان يتخيل فقط عدد الزوار الذين يقفون أمام المعالم التاريخية ثم ينشرون «صورهم الشخصية» على الشبكات الاجتماعية.
لكن لا ينبغي أن تعتبر مراكز المدن خلفية للصور فحسب. يجب أن يقابل الانخفاض المتوقع في البيع بالتجزئة عروض جديدة من المعيشة والثقافة والترفيه والتعليم وكذلك من العمل والإنتاج. أصبح البديل عن محلات البيع بالتجزئة ممكنًا، على سبيل المثال، من خلال تقنيات الإنتاج الجديدة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث يمكن من خلال هذه التقنية وعبر انتاجها في الموقع تصميم المجوهرات والنظارات والأدوات الأخرى بشكل فردي للعميل.
سيتم فتح المناطق التي كانت تستخدم في شكل شوارع ومواقف السيارات وغيرها من المناطق المخصصة لحركة المرور وتحويلها الى مساحات خضراء بحيث سيكون لها تأثير إيجابي للغاية على المناخ الحضري. يشار إلى هذا عمومًا باسم «البنية التحتية الزرقاء-الخضراء» والتي تمثل شبكة مخططة استراتيجيًا من المناطق الطبيعية وشبه الطبيعية ذات السمات الطبيعية المختلفة والوظائف المتنوعة.
تتيح هذه «البنية التحتية الزرقاء-الخضراء» تحسين المناخ المحلي من خلال زيادة دوران الهواء، وتصريف مياه الأمطار، والتبخر وزيادة الغطاء النباتي. لقد اجبر تغير المناخ المدن على تطوير مفاهيم شاملة من التنقل إلى المساحات الخضراء. أنواع المدن المقاومة لتغيرات المناخ هي الجواب على النقص المتزايد في المياه والذي أصبح واضحًا في سياق تغير المناخ.
لذلك عند التخطيط لبناء أحياء جديدة تفرض مبادئ التنمية المستدامة نفسها. بحيث يتم أخذها في الاعتبار في عملية التخطيط منذ البداية. الامر الإيجابي في النهاية يتمثل في ان النفقات المالية الإضافية لإنجاز ذلك ستكون محدودة.
بالإضافة إلى تخطيط المدن والأحياء الجديدة، تبقى مهمة تكييف المدن القائمة مع هياكلها التي نمت على مدى قرون حتى تكون مستعدة لمواجهة التحديات المتنوعة موضوعا هاماً. وفي هذا السياق، فإننا ننظر إلى التحديات على أنها فرص لمواصلة تطوير مدننا بطريقة تجعلها تظل مركزًا جذابًا للابتكار والتفاعل للأجيال القادمة.
Joachim Schares* هو العضو المنتدب في شركة (AS + P Albert Speer Partner GmbH) وعضو مجلس الإدارة في غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية و Jürgen Häppشريك منتسب في الشركة، التي يقع مقرها في مدينة فرانكفورت. تعمل الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ عام 1977م.
المشاركون الاضافيون في كتابة النص:
* سوزان ويلرشهاوس ، رون ريك ، راينر موتشلر.