تشهد الدول العربية نموًا ملحوظًا في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، مدعومًا بسياسات حكومية داعمة وإطار عمل مناسب يُحفز الابتكار. وتُعد هذه التقنيات أداة قوية لخلق فرص جديدة وتحقيق تأثير إيجابي على مختلف القطاعات. ففي المملكة العربية السعودية، تم إطلاق مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي من خلال الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) في سبتمبر 2023، مما يعكس التزام المملكة بتطوير هذه التكنولوجيا بشكل مسؤول. كما تعزز مبادرات مماثلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل تعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي وإطلاق الاستراتيجية الوطنية الإماراتية للذكاء الاصطناعي 2031، من التزام الدولة بتطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي. ونجد العديد من المبادرات المشابهة والمحفزة لمواكبة الذكاء الاصطناعي كما في الأردن وبما قدم من الوكالة الوطنية للأمن السيبراني (NCSA) بدولة قطر مبادئ توجيهية لضمان اعتماد الذكاء الاصطناعي واستخدامه بأمان. تهدف هذه المبادرات في جميع أنحاء المنطقة إلى تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول سريعة وفعالة في مختلف القطاعات، مما يُساهم في تحقيق قيمة اقتصادية عالية للمنطقة.

يُدرك عملاء SAP، بما في ذلك 99 من أكبر 100 شركة في العالم، أهمية الاعتماد على شريك موثوق به في مجال الذكاء الاصطناعي. ونفتخر في SAP بسجل حافل من الثقة والتميز يمتد عبر عقود، حيث نحرص على الالتزام بأعلى المعايير في جميع مجالات عملنا، بما في ذلك:

  • موافقة العملاء: نُولي اهتمامًا بالغًا بالحصول على موافقة عملائنا على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتهم.
  • الأمان: نُطبق معايير أمنية صارمة لحماية بيانات عملائنا ومنع أي خروقات أو هجمات إلكترونية.
  • الامتثال للوائح: نُلتزم بكافة اللوائح المتعلقة بحماية البيانات، بما في ذلك اللوائح المحلية والدولية مثل قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي.
  • الخصوصية: نُولي اهتمامًا بالغًا بخصوصية بيانات عملائنا ونُطبق مبادئ صارمة لحماية هذه البيانات.
  • مكافحة التحيز والتمييز: نُصمم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول لضمان عدم وجود أي تحيز أو تمييز في مخرجاتها.

ويتجلى تفانينا في تصميم الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بحس المسؤولية من خلال سنوات تعاوننا مع الخبراء باللجنة الاستشارية لأخلاق الذكاء الاصطناعي لدى شركة SAP، ومن خلال المبادئ التوجيهية التي وضعناها في عام 2018 لاستخدام الذكاء الاصطناعي في برامجنا. أما عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإننا نستفيد من نماذج اللغة الكبيرة (LLM) على مستوى المؤسسة والتي توفر ضمانات بعدم استخدام هذه النماذج لبيانات عملائنا، سواء للتعلم أو لتحسين نماذج بنيتها الأساسية.

التزامنا بالاستدامة: التكنولوجيا كوسيلة تتيح قيادة اتجاه الاستدامة في المنطقة

تمشيًا مع مقاصدنا، يتمثل هدفنا في SAP في إحداث تأثير اقتصادي وبيئي واجتماعي إيجابي في جميع أنحاء العالم – مع التركيز بشكل خاص على العمل المناخي والاقتصاد الدائري والمسؤولية الاجتماعية والتوجيه الشامل وإعداد التقارير الشاملة. وتوفر SAP شفافية شاملة على مستوى شبكة أعمالها ومجموعة حلولها الواسعة لدعم عملائنا في مواجهة أكبر تحدٍ يواجهم من خلال إدارة الاستدامة لتحقيق «الصافي الصفري»: انعدام النفايات، وانعدام الانبعاثات، وانعدام أوجه عدم المساواة. وقد تم تصنيف SAP ضمن أفضل 1 في المئة في درجات S&P Global ESG.

إن حل تحديات الاستدامة في العالم أكثر أهمية لكوكبنا الآن من أي وقت مضى، ونحن في SAP ندعو إلى البدء في الاهتمام بشأن الكربون مثل الاهتمام بالأموال وحساب الانبعاثات بالدقة نفسها مثل الموارد المالية. وللتعاون أيضًا دور حاسم على مستوى سلاسل التوريد وشبكات الشركاء لمشاركة البيانات حتى يتمكنوا من قياس الكربون بدقة عالية لاتخاذ قرارات أفضل في أعمالهم. ومن خلال الرؤى المحسنة بشأن آثار سلسلة التوريد، تتوفر للمؤسسات الأدوات اللازمة لدعم المبادرات المحلية التي تدعم مرونة المجتمع وقدرته على التكيف مع التحديات الناجمة عن التغير المناخي. وبناءً على ذلك، تعيد SAP ابتكار الموارد «R» في تخطيط موارد المؤسسة (ERP) من خلال توسيع نطاق تعريف الموارد بعيدًا عن التدفقات المالية وتدفقات البضائع.

تشهد طليعة حلول استدامة الشركات حاليًا تحولاً ملحوظاً نحو إعطاء الأفضلية للبيانات، وتسليط الضوء على الأهمية المتزايدة لبيانات الاستدامة في توجيه قرارات الأعمال. وإدراكًا منا بأن إحداث تأثير هادف في الاستدامة يتطلب بيانات شاملة، فإننا نفكر في التكنولوجيا باعتبارها وسيلة تتيح تحقيق الاستدامة. ومن خلال استخدام التكنولوجيا، يمكن للشركات الحصول على رؤى متعمقة موثوقة في الوقت المناسب؛ وهو ما يمكِّنها من اتخاذ قرارات مستنيرة تدعم أهداف الاستدامة لديها وتعزز تحقيق نتائج إيجابية بيئيًا واجتماعيًا؛ وذلك نظرًا لأن إحراز تقدم حقيقي في مجال الاستدامة يتطلب توفر بيانات حقيقية.

ونلاحظ وجود تركيز قوي على مبادرات الاستدامة، لا سيما في المنطقة، خاصة وأن الحكومات والشركات الناشئة وصناع التغيير من الشباب يستخدمون التكنولوجيا كوسيلة تتيح تحقيق التطورات المستدامة. وقد تم تناول ذلك بتفصيل أكبر من خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2023‏ (COP28)، الذي انعقد في دبي عام 2023 وبدعم من SAP للعام الثالث على التوالي.

إعادة تعريف الاستدامة الاجتماعية للشركات: يتجاوز تأثيرنا عمليات الأعمال

إننا، في شركة SAP، نضع الغرض من المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) في حيز التنفيذ من خلال مساعدة العالم في العمل بشكل أفضل والارتقاء بمستوى حياة الأفراد. ويركز فريق المسؤولية الاجتماعية للشركات لدى SAP على ثلاث ركائز هي: تسريع الأعمال الاجتماعية، وبناء المهارات المستقبلية، والتعاون من أجل الاستدامة.

تتيح SAP الفرصة أيضًا لجميع الأفراد من خلال الشمول الرقمي بمساعدة كوادرنا من المواهب وتقنياتنا وشراكاتنا الاستراتيجية مع العديد من المبادرات التي تسلح الشباب بالمهارات اللازمة ليحققوا الازدهار في الاقتصاد الرقمي وليرتقوا إلى المناصب القيادية في مجتمعاتهم المحلية.

من الأمثلة على ذلك مبادرة «المهارات الرقمية لليوم»، التي يتم تنفيذها بالشراكة مع مؤسسات منها «إنجاز العرب» و»ري:كوديد»، وتخدم بشكل إيجابي الشباب الذين يعانون من نقص في الخدمات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا من خلال تقديم التدريب على المهارات المستهدفة للشباب. وقدمت المبادرة حتى الآن تدريبًا على كتابة التعليمات البرمجية لأكثر من 162000 من الشباب، كما دعمت أكثر من 2500 من خريجي المعسكرات التدريبية في العثور على فرص عمل مجزية. ويتناول البرنامج كذلك العديد من التحديات الحرجة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)، بما في ذلك بطالة الشباب وعدم كفاية جاهزية القوى العاملة والظلم الاجتماعي ونقص التدريب على المهارات الرقمية، وذلك من خلال تقديم التدريب للشباب لإعادة بناء حياتهم. وبعيدًا عن تنمية المهارات، فقد سهلت SAP وصول الشباب إلى الشبكات المهنية المهمة لتعزيز إمكاناتهم لتحقيق النجاح.

إليكم مثال آخر وهو ChangemakerXchange، وهو مجتمع من صناع التغيير من جميع أنحاء العالم يعمل على مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية والبيئية. وبمساعدة SAP، حضر أعضاء CXC مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2023‏ (COP28)، ومن خلال دعم SAP الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تمكنوا من الحصول على مجموعة من الفرص السانحة. وكان لهم تأثير كبير على فعاليات المؤتمر، وكان من بين ذلك تقديم المشورة المباشرة لرئاسة المؤتمر بشأن مشاركة الشباب، والمشاركة في المفاوضات بشأن التمويل المناخي والخسائر والأضرار المناخية، وضمان الاستماع لآراء وأصوات السكان الأصليين. على صعيد آخر، ستواصل SAP الشراكة مع برنامج «صناع التغيير من أجل الكوكب» في عام 2024م لزيادة التأثير من خلال هذا البرنامج.

بتول الحسيني، مدير العلاقات الحكومية، SAP الشرق الاوسط وشمال أفريقيا

نبذة حول SAP

تحتل شركة SAP المرتبة الأولى في تقديم برامج تطبيقات المؤسسات، تهدف رؤيتنا إلى مساعدة كل شركة في رحلتها نحو التحول إلى مؤسسة ذكية ومستدامة. حيث يدر عملاء SAP نسبة 87 في المئة من إجمالي التجارة العالمية. نؤمن بأن التكنولوجيا هي مفتاح تحقيق النجاح في عالمنا المتغير، فآخر التقنيات التي نقدمها كتقنيات تدريب الآلة وإنترنت الأشياء (IoT) تزود شركائنا من جميع الأحجام وفي مختلف الصناعات بأحدث الحلول للعمل بكفاءة أكبر وتحقيق أهدافهم الاستراتيجية.