نظمت الغرفة بالتعاون مع مبادرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط للاقتصاد الألماني NMI ندوة عبر الإنترنت يوم 26 مايو حول موضوع “التعاون الاقتصادي العربي الألماني – وجهات نظر وتحديات في ضوء كوفيد-19“ تبادل خلال عدد من صناع القرار والخبراء من ألمانيا والعالم العربي تجاربهم في هذا الجانب بالإضافة الى مناقشة العديد من القضايا التي كان منها رفع قيود السفر.
أدار الندوة عبر الإنترنت نائب رئيس الغرفة أولاف هوفمان (الرئيس التنفيذي لمجموعة دورش). وفي بداية الندوة، رحب رئيس الغرفة الدكتور بيتر رامزاور الوزير الاتحادي السابق بالمشاركين وأعرب عن سعادته بانعقاد الندوة قائلا “بهذه الطريقة يمكننا الحفاظ على الاتصال مع شركائنا في العالم العربي”. مشدداً على ان التواصل مهم بشكل خاص في أوقات الأزمات. معبراً عن ثقته من أن العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية ستتجاوز الأزمة وستستمر في الازدهار. وحدد رامزوار القطاعات المستقبلية في التعاون العربي الألماني والتي تشمل قطاع الصحة، التعليم والتدريب المهني، الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة في قطاعي الكهرباء والمياه، بالإضافة الى الرقمنة ونقل المعرفة. وأشار رئيس الغرفة إلى أنه من المقرر عقد ثلاث ملتقيات عربية ألمانية هذا العام: ملتقى الصحة العربي الألماني الثالث عشر (من 21 إلى 22 سبتمبر)، والملتقى الاقتصادي الثالث والعشرين (من 27 إلى 29 أكتوبر)، وملتقى الطاقة الحادي عشر (من 24 إلى 25 نوفمبر).
وكان المتحدث الرئيسي في الندوة Miguel Berger، وزير الدولة في وزارة الخارجية. الذي تحدث عن الانطباع الذي يشعر به المرء من الأوساط المحيطة به بأن الجميع لم يدرك بعد مدى عمق الأزمة. مقارناً الوضع الحالي بحالة الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي بعد الازمة المالية. حيث كان هنالك، كما هو الحال الآن، صدمة في العرض والطلب.
وشدد Berger على ان انخفاض أسعار النفط الخام أثر بشدة على الدول المصدرة للنفط في العالم العربي. بالإضافة الى ان دولاً مثل مصر والمغرب وتونس والأردن تأثرت بشدة بالأزمة بسبب انخفاض التحويلات الخارجية وانخفاض السياحة في المنطقة. معتبراً ان رد فعل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كان سريعًا جدًا، وهما يدعمان الآن العديد من البلدان في المنطقة العربية عبر ضخ مزيد من السيولة النقدية عبر القروض. كما اتخذت المملكة العربية السعودية العديد من المبادرات في هذا الصدد في إطار رئاستها لمجموعة العشرين. كما ستعمل ألمانيا أيضًا خلال رئاستها الاتحاد الأوروبي التي ستبدأ من يوليو 2020م، على اتخاذ مبادرات سياسة واقتصادية تهدف الى تعزيز الاتحاد الأوروبي كمنطقة اقتصادية تنافسية ونشطة عالميًا، كما ستعمل في الوقت نفسه على تكثيف التعاون مع الشركاء الخارجيين ورفعه إلى مستوى جديد من التعاون. وستضع ألمانيا في جدول اعمال الاتحاد الأوروبي إلى جانب أزمة كورونا المستمرة والمسائل المرتبطة بإعادة الاعمار وتعافي الاقتصاد، موضوعات هامة أخرى تتضمن سياسة الطاقة والمناخ والرقمنة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التجارة والاستثمار.
فيما يتعلق بمسألة فتح الحدود تقوم الحكومة الاتحادية حاليا بالتنسيق مع شركائها في الاتحاد الأوروبي على أن تستند الاتفاقات بفتح الحدود إلى معايير معترف بها، كمعدلات الإصابة بالنسبة للسكان. بينما لا يزال النقاش حول رفع قيود السفر فيما يتعلق بالدول خارج الاتحاد الاوروبي في مرحلة مبكرة للغاية، ومشيراً في نفس الوقت الى أن الاتصالات الشخصية في المسائل التجارية مهمة للشركات.
Ralf Wintergerst، رئيس NMI والمدير التنفيذي لشركة Giesecke + Devrient (G + D) ، رحب بالمشاركين في الندوة مؤكداً على ان ” الفيروس قد خلق وضعا جديداً” ومشيرا الى مشاركة شركته في العديد من المشاريع في العالم العربي. ومع عدم امكانية سفر الموظفين إلى الشركاء والعملاء، أسست شركته فريقا للتعامل مع هذا الوضع الجديد.
من جهته شدد الدكتور مصطفى أديب، عميد السلك الدبلوماسي العربي وسفير الجمهورية اللبنانية في ألمانيا، على ان العالم العربي وألمانيا والعالم يواجهون حاليًا تحديات كبيرة، والتي لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال تعاون أقوى. منوهاً الى ان النظام الصحي الألماني يعد نموذجاً يحتذى به في مكافحة الجائحة. في نفس الوقت أشار الدكتور مصطفى أديب إلى أن العديد من الأطباء من أصول عربية شاركوا زملائهم من الأطباء الألمان في مواجهة أزمة كورونا.
من جانبه اشار الدكتور خالد حنفي، الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، الى ان التغلب على أزمة كورونا سيتم قبل كل شيء آخر من خلال تعزيز الطلب العالمي، اذ من المهم تحفيز الطلب على السلع والخدمات، وفي نفس الوقت إزالة نقاط الضعف في سلاسل التوريد. كما دعا حنفي إلى المزيد من التحالفات الإستراتيجية بين الشركات الألمانية والعربية، حيث انه وحتى الان تقوم العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية بشكل كبير على تبادل السلع.
واعتبر Dr. Volker Treier، رئيس التجارة الخارجية وعضو المجلس التنفيذي في اتحاد الغرف الألمانية DIHK، ان الشراكة الألمانية العربية الان هي أكثر حيوية من أي وقت مضى، مشيراً الى وجود نحو 8 ألف شركة ألمانية تعمل في المنطقة العربية وتوظف أكثر من 250 ألف شخص. مؤكداً إن الأزمة الحالية تمثل انقطاعاً مؤقتا في مسيرة العولمة لكنها ليست نهاية لها.
شارك في الندوة ما يزيد عن مائتين من الشخصيات العربية والألمانية وممثلي القطاع الخاص من الجانبين، علاوة على مشاركة سفراء عرب وألمان.