تظهر المؤشرات الأولية عن الاثار الاقتصادية لجائحة كورونا ان ألمانيا سوف تعاني من أسوأ انكماش اقتصادي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهو ما سينعكس بقوة على سوق العمل ايضاً، حيث صرح وزير الاقتصاد في الحكومة الاتحادية بيتر التماير بان الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا سينكمش هذا العام بواقع 6,3 في المئة. ووفقا للتقرير الشهري الذي أصدرته وكالة العمل الاتحادية (BA) عن تطورات سوق العمل في شهر ابريل، زاد عدد العاطلين عن العمل خلال هذا الشهر بحوالي 308 ألف عاطل مقارنة بالشهر الذي سبق ليصل مجموع عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا الى 2,644 مليون شخص، ويمثل هذا العدد من العاطلين عن العمل أكثر بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق بنحو 415 ألف شخص. ونتيجة هذا الارتفاع في عدد العاطلين في شهر أبريل ارتفع معدل البطالة في ألمانيا بنحو 0,7 في المئة ليصل الى 5,8 في المئة.

وفي نفس السياق انخفض الطلب على العمال الجدد حيث تم تسجيل 626 ألف وظيفة شاغرة في مكتب العمل الاتحادي بانخفاض بحوالي 66 ألف وظيفة بالمقارنة مع الشهر الماضي و169 ألف وظيفة بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق. ويعد المؤثر الرئيسي في هذا الجانب هو عدم وجود تسجيلات لطلب عمالة جديدة.

من جهة أخرى ارتفع عدد الأشخاص المسجلين في برنامج العمل بدوام مختصر الى رقم قياسي في شهر أبريل حيث سجلت الشركات الألمانية 751 ألف طلب لنحو 10,1 مليون من موظفيها في البرنامج.  ومثلت الشركات الصغيرة العاملة في قطاعات المطاعم والفنادق وتجارة التجزئة والاعمال الحرة الأغلبية من هذه الشركات.  وتجاوزت هذه الأرقام التقديرات التي قدمها معهد أبحاث السوق والوظائف (IAB) التابع لوكالة العمل الاتحادية والتي وصلت الى 3,4 مليون موظف وعامل.  وكان الرقم القياسي السابق قد سجل في شهر مايو من العام 2009م اثناء الازمة المالية العالمية والذي لم يتجاوز 1,44 مليون شخص. وقد وصف وزير الاقتصاد بيتر التماير زيادة العاملين ضمن الدوام لوقت مختصر بانة وصل الى “مدى غير مسبوق”.

 

Photo: Christian A. Schröder (ChristianSchd) / CC BY-SA