نظمت الغرفة خلال الفترة 25-26 نوفمبر 2019م ملتقى الطاقة العربي الألماني العاشر في العاصمة الألمانية برلين، وشارك في الملتقى ما يقرب من 300 من صناع القرار ورجال الاعمال والمهتمين والخبراء في مجال الطاقة، الملتقى الذي عقد تحت رعاية وزارة الاقتصاد والطاقة الاتحادية وبالتعاون مع شركة Dii للطاقة، تناول سبل تطوير الشراكة العربية الألمانية في مجال الطاقة وإمكانية الاستفادة من التكنولوجيا والخبرة الألمانية في تطوير قطاع الطاقة في الدول العربية والذي يشهد تحولات مهمة لجهة زيادة انتاج الطاقة والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.
وفي بداية الجلسة الافتتاحية للملتقى القى الدكتور بيتر رامزاور الوزير الاتحادي السابق رئيس الغرفة كلمة رحب فيها بضيوف الملتقى وبالمشاركين، مؤكدا على أهمية جهود الغرفة المستدامة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وألمانيا والتي يمثل ملتقى الطاقة أحد أبرز الجهود في هذا المجال، ومشدداً على أن نظام الطاقة الموثوق به يمثل أساسًا لأي نشاط اقتصادي، ومنوهاً الى ان العالم العربي شرع في استراتيجيات طويلة الأجل لتنويع موارد الطاقة وزيادة كفاءة استخدامها، وان تلبية الطلب المتزايد على الطاقة اصبح أولوية في العديد من الدول العربية. وأضاف رئيس الغرفة انه يمكن لألمانيا بما تمتلكه من خبرات طويلة في مجال التحول في الطاقة ان تقدم الكثير للدول العربية. من جانبه نوه الدكتور مصطفى اديب سفير الجمهورية اللبنانية، عميد السلك الدبلوماسي العربي في برلين الى انه نظرًا للبرامج الاقتصادية الطموحة للعديد من الدول العربية من اجل تطوير الصناعة وكذلك بسبب تزايد عدد السكان المتسارع في العالم العربي، فإن الطلب على الطاقة في الدول العربية يزداد بوتيرة متسارعة، وانه على الرغم من امتلاك المنطقة العربية ما يصل إلى 60 في المئة من احتياطيات النفط المؤكدة وكذلك 40 في المئة من احتياطيات الغاز، فإن الدول العربية ملتزمة بقوة ببناء شبكة مستدامة للطاقة، تعتمد على مزيج متنوع للغاية من مصادر الطاقة. الدكتور اديب شدد أيضا على ان ألمانيا، وكجار مباشر، تمثل اهم شريك للدول العربية في مجال تطوير قطاع الطاقة خصوصا لجهة امتلاك المانيا لأحدث التقنيات والخبرة والكفاءة العالية في مجال التحول في الطاقة.
الرئيس التنفيذي لشركة (Dii) باول فان زون أكد في كلمته “ان التحول في الطاقة لا يعني فقط الافراد او الدول بشكل منفرد او حتى القارات بشكل منفرد، التحول في الطاقة يعني ربط الافراد والدول والقارات ببعضها البعض”،
سكرتير الدولة في وزارة الاقتصاد والطاقة الاتحادية اندرياس فايشت أكد ان الحكومة الألمانية تعتبر الشراكة العربية الألمانية في مجال الطاقة ذا أهمية عالية، مضيفاً ان لدى المنطقة إمكانيات كبيرة في مجال الطاقة وكجيران فان الدول العربية تلعب دورا هاما في تأمين الطاقة لألمانيا، مشيراً الى “الاهتمام الألماني المتزايد بطاقة الهيدروجين الأخضر والتي سوف تستمر في النمو في المستقبل في المنطقة العربية” مشدداً على ان ” الشراكة الاقتصادية هي مفتاح النجاح”.
أحد الأمثلة البارزة على التعاون العربي الألماني المثمر في قطاع الطاقة يتمثل في الشراكة الألمانية المغربية. حيث أكد الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم والبيئة المغربية، محمد غزالي أن المغرب سيواصل جهوده في مجال انتقال الطاقة بالتعاون الاستراتيجي مع ألمانيا، خصوصا في مجال تطوير خيارات التخزين بالإضافة إلى خفض سعر الطاقة، وقال غزالي في كلمته ان “الطاقة تحدٍ عالمي”، مشيرًا بشكل خاص إلى تغير المناخ، الذي أصبح مرئيًا بشكل متزايد في المغرب.
توماس التمان نائب رئيس شركة أكوا باور السعودية للشؤون التقنية تحدث في كلمته عن تطور اسعار الطاقة خلال العشر سنوات الأخيرة حيث قال „حتى عام 2015م، لم يكن أحد يعتقد أننا قادرون على تحمل سعر خمسة سنتات للكيلووات في الساعة، وبعد عامين كان السعر قد وصل الى ثلاثة سنتات، بينما بلغت قيمة اخر عطاء أقل من 1,7سنت / كيلو وات في الساعة”، معتبرا ان سعر الطاقة المنخفض يعد ثورة خصوصا في مجال تكلفة تحلية المياه، مضيفا ان المسألة لا تتعلق فقط في توليد الكهرباء بتكلفة منخفضة بقدر ما إنه يخلق قيمة مضافة لكل اقتصاد.
وخلال حفل العشاء الذي أقيم في إطار الملتقى القى الوزير الاتحادي السابق والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، البرفسور كلاوس توبفر وكذلك بيتر تيريوم، رئيس قسم الطاقة في NEOM كلمتين بهذه المناسبة.
وشهدت اعمال الملتقى عقد عدد من جلسات الحوار شملت مواضيع „انتقال الطاقة والطريق إلى نظام الطاقة الخالي من الانبعاثات بنسبة 100 في المئة” وكذلك “التحولات في مزيج الطاقة: النفط والغاز – تقنيات وحلول مبتكرة”. كما نوقشت مواضيع توليد الطاقة وتوزيعها وتخزينها وكذلك جوانب التمويل والبحث والتعليم.