تمثل امراض السرطان بمختلف انواعه أحد أكثر الامراض انتشارا وتسببا في الوفاة في العصر الحديث، ويبذل العلماء ومراكز الأبحاث الكثير من الجهود لابتكار وسيلة ناجعه لعلاج هذا المرض. وفي هذا الإطار حقق الباحثون في معهد Fraunhofer IGB في شتوتغارت في ألمانيا نجاحا كبيرا في تطوير تقنية جديدة لمحاربة الخلايا السرطانية، تقوم هذه التقنية على التعديل الجيني لاحد الفيروسات لاستخدامه كسلاح فعال ضد خلايا الاورام السرطانية.
للفيروسات بنية بسيطة فهي تتكون من كمية صغيرة من المادة الوراثية محاطة بالبروتينات والدهون. يبلغ حجمها 20 إلى 200 نانومتر فقط، ولا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر الإلكتروني. ولكن ما يجعل الفيروسات فريدة من نوعها هو قدرتها على امتصاص الخلايا الحية واستخدامها للتكاثر وغالبًا ما تدمر الفيروسات خلاياهم المضيفة في هذه العملية. وانطلاقا من هذه الخاصية قام باحثو معهد Fraunhofer IGB بتعديل جيني لفيروس الهربس البسيط من النوع 1 ونجحوا في ايقاف جينات الفيروس التي تسبب المرض وإعادة برمجة عنصر تحكم الهدف بحيث يقوم الفيروس بعد حقنه مباشرة في الورم باختراق الخلايا السرطانية وليس الخلايا السليمة، وهناك يتكاثر ويتسبب في انفجار الخلايا والقضاء على السرطان.
وقد تم اجراء أول اختبارات ما قبل السريرية بهذه التقنية بنجاح على سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، حيث معدل الوفيات من هذا النوع من السرطان مرتفع، فقط 22 في المئة من جميع المرضى يظلون على قيد الحياة خلال السنوات الخمس الأولى بعد التشخيص. ويعمل الباحثون في الوقت الحالي على اجراء المزيد من التجارب على هذه التقنية قبل التصريح النهائي باستخدامها في علاج مرضى السرطان.