يُشكّل التعاون العربي الألماني في قطاع الطاقة أحد أهم جوانب التعاون بين الجانبين، وتتركز الأنظار والجهود بصورة متنامية على الطاقات المتجددة وزيادة فعاليتها في ضوء التطوّر التكنولوجي للشركات الألمانية في هذا المجال. ولتنمية التعاون العربي الألماني في هذا القطاع نظمت غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية للسنة السادسة على التوالي أعمال الملتقى العربي الألماني السادس للطاقة الذي انعقد يومي 25 و26 نوفمبر 2015م في فندق ريتس كارلتون في برلين، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، والمجلس العالمي للطاقة، برعاية معالي وزير الإقتصاد والطاقة الإتحادي الألماني سيجمار غابريل.
تناول الملتقى فرص التعاون في الطاقات التقليدية والمتجددة بين الدول العربية وألمانيا على المستويين الحكومي والخاص. وشارك في أعماله اكثر من 300 من الخبراء العرب والألمان ومن الإقتصاديين ومسؤلي شركات الطاقة والأوساط الأكاديمية والعلمية. تناول برنامج الملتقى: «الحلول المبتكرة لنقل الطاقة»، و«الرابط بين المياه والطاقة: الوضع الراهن والتطورات»، و«الأطر والتمويل: الطريق إلى الشراكات الاستراتيجية»، و«نقل الطاقة: الخبرة الألمانية في التحوّل لمصادر الطاقة الجديدة»، و«نقل المعرفة: التشغيل، والتميز من خلال التدريب الفعال»، و«أمن الطاقة: الابتكارات في قطاع الطاقة التقليدية»، و«الطاقات المتجددة: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح» و«حفظ الموارد: كفاءة استخدام الطاقة والاستدامة في قطاعات البناء والصناعة».
وأشار رئيس الغرفة معالي الدكتور بيتر رامزاور رئيس لجنة الإقتصاد والطاقة في البرلمان الإتحادي الألماني «البوندستاج» في أفتتاح الملتقى، إلى أن التعاون العربي الألماني في قطاع الطاقة يُشكّل ربحاً مشتركاً للطرفين وبخاصة في مجال الطاقة المتجددة، ومثال ذلك التعاون المصري مع شركة سيمنز لإنشاء 12 حديقة لمولدات الطاقة من الرياح، مؤكداً على أن دعم وتنمية العلاقات الإقتصادية العربية الألمانية في قطاع الطاقة يُعد من أولويات عمل الغرفة.
وأكّد الدكتور خالد الهاجري رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة قطر لتقنيات الطاقة الشمسية، ورئيس مجموعة عمل الطاقة في الغرفة، في كلمته للملتقى على أهمية التنويع في مصادر الطاقة بالدول العربية لتلبية الطلب المتزايد عليها، وأن الدول العربية حالياً تعمل بجد في هذا الإتجاه الصحيح، وأضاف أنه منذ إنعقاد الملتقى الأول ولغاية إنعقاد الملتقى للمرة السادسة حصلت تغييرات جوهرية تتعلق بحجم الطلب على الطاقة والصناعات المتعلّقة بهذا القطاع.
وأشارت الوكيلة البرلمانية لوزارة الإقتصاد والطاقة الإتحادية الألمانية السيدة بريجيت سيبريز، إلى أن ألمانيا تسعى بثبات إلى التحوّل لمصادر جديدة للطاقة، ومُستعدّة لتقديم خبراتها إلى الدول العربية، مُشيرةً إلى إتفاقيات التعاون في هذا المجال مع المغرب وتونس والجزائر، وأضافت أنه من خلال الشراكة في هذا القطاع يتم تطوير التعاون الإقتصادي بين الطرفين بشكل عام، وأن الشركات ألالمانية لديها الكثير من المعرفة، وتعمل الحكومة الألمانية الإتحادية على توفير الإطار المُناسب لتعزيز وتقوية التعاون ما بين الشركات في مجال الطاقة.
وتحدّث معالي الدكتور إبراهيم سيف وزير الطاقة والثروة المعدنية في المملكة الأردنية الهاشمية، عن أهمية قطاع الطاقة بالنسبة للتعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلدان العربية وألمانيا، مستعرضاً خطط الأردن وفرص التعاون في مجالات إنشاء وتطوير مصادر الطاقات المتجددة خلال المرحلة القادمة، للتخفيف من نسبة الإعتماد على إستيراد مصادر الطاقة، مؤكداً على أن الأردن يملك فرصاً كبيرة ليُصبح منتجاً للطاقة من المصادر المتجدّدة.
كما نوه سعاد الأستاذ عبدالرحمن بن محمد الخليفي سفير دولة قطر وعميد السلك الدبلوماسي العربي في ألمانيا، إلى تطوّر العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية، وأن المسؤلين في العالم العربي مُهتمون بالمعرفة وبالتكنولوجيا الألمانية، مُشيراً إلى أهميّة إقامة شراكات موثوقة في مجالات الطاقة، تعود بالنفع على الجانبين، كما تناول السفير دور الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي وبلاده في تأمين مصادر الطاقة في العالم.