نظمت الغرفة خلال الفترة 11-12 أكتوبر ملتقى الطاقة العربي الألماني الثاني عشر بحضور ومشاركة واسعتين من الجانب الرسمي وجانب رجال الاعمال والمختصين والمهتمين بقطاع الطاقة من ألمانيا والدول العربية، حيث شارك في اعمال الملتقى وتحدث في الجلسة الافتتاحية نائب المستشار وزير الاقتصاد وحماية البيئة الألماني روبيرت هابيك، معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الامارات العربية المتحدة، سعادة بدر بن عمر الدفع المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون تغير المناخ والاستدامة في دولة قطر، معالي د. صالح علي حامد الخرابشة وزير الطاقة والثروة المعدنية، معالي الدكتور معاوية خالد محمد الردايدة وزير البيئة في المملكة الأردنية الهاشمية وسعادة السفير مصطفى أديب سفير الجمهورية اللبنانية وعميد السلك الدبلوماسي العربي.
الدكتور بيتر رامزاور رئيس الغرفة الوزير الاتحادي السابق، ألقى كلمة رحب فيها بالمشاركين في الملتقى مشيراً الى أن موضوعات الطاقة والطاقات المتجددة وشراكات الطاقة لم تكن أبدًا أكثر أهمية مما هي عليه اليوم. وان الغرفة كانت ومازالت تولي التعاون في قطاع الطاقة بين ألمانيا والعالم العربي أهمية قصوى، موضحاً انه وعلى الرغم من العالم العربي وأوروبا، وخاصة ألمانيا، كانوا تقليديًا شركاء تجاريين مهمين، لكن الأشهر الماضية أظهرت مدى وجود المزيد من الإمكانات والفرص التي لم يتم استغلالها بعد بشكل كافٍ.
واكد رئيس الغرفة على ان موضوع الطاقة هو مثال على كيف يمكن للشراكات المتكافئة أن تعمل على قدم المساواة، فمن ناحية يسعى العالم العربي إلى تعاون مستدام لتنويع مصادر الطاقة وزيادة كفاءة الطاقة وجعل إمدادات الطاقة أكثر استدامة وهو ما يمكن للشركات الألمانية اعتمادا على التقنيات المتقدمة التي تمتلكها وسنوات خبرتها المتراكمة ان تساهم في تحقيقها. ومن ناحية أخرى، تبحث ألمانيا وأوروبا عن شركاء جدد في قطاع الطاقة وبالطبع تعد الدول العربية أحد اهم وأفضل النماذج لتحقيق هذه الشراكة.
معالي السيدة مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة أشارت في كلمتها امام الملتقى نتائج الزيارة الأخيرة للمستشار الألماني اولاف شولتز لدولة الامارات العربية المتحدة وتوقيع اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال (LNG) من الإمارات إلى ألمانيا، والتي من المقرر أن تبدأ في ديسمبر من هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، تشارك شركة الطاقة الإماراتية “مصدر” في مشاريع الطاقة المتجددة في بحر الشمال وبحر البلطيق بقدرة إجمالية تبلغ 10 جيجاوات، مما سيساعد ألمانيا على المضي قدمًا في تحقيق وإنجاز التحول الطاقة. وأكدت المهيري على أهمية إنتقال عملي للطاقة يحقق الأهداف البيئية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع البلدان. وبهذه الطريقة، فإن الطريق للوصول إلى صفر انبعاثات على المستوى العالمي سيوفر امكانات لمزيد من الفرص الاقتصادية وفرص العمل المتنوعة.
من جانبه أشار سعادة بدر بن عمر الدفع المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون تغير المناخ والاستدامة في دولة قطر، الى التعاون المتطور والمتزايد بين قطر وألمانيا في مختلف المجالات ومنها في قطاع الطاقة الى جانب الاستثمارات القطرية في العديد من الشركات الألمانية وآفق التعاون المستقبلي بين البلدين في هذا المجال، منوهاً الى الإمكانات الكبيرة التي تتوافر للبلدين للدفع بالتعاون الى افاق متقدمة، سواءً تعلق الامر بمصادر الطاقة الاحفورية او مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار الدكتور مصطفى أديب، سفير الجمهورية اللبنانية في برلين وعميد السلك الدبلوماسي العربي، الى تأثير أزمة الطاقة الحالية على الاقتصاد والأسر الخاصة على حد سواء، وهو ما يجعل الموقف حرجًا بشكل خاص ويتطلب حلولًا سريعة من منظور عالمي. وأكد الدكتور أديب على أهمية الدول العربية كمُصدرة للطاقة، والتزاماتها حول تغير المناخ، ولذلك ينعقد مؤتمري الأمم المتحدة للمناخ السابع والعشرون (COP27) والثامن والعشرون (COP28) في المنطقة العربية في مصر والامارات العربية المتحدة.
وزير الطاقة والموارد الطبيعية الأردني الدكتور صالح علي حامد الخرابشة دعا جميع الدول إلى ضمان إمدادات موثوقة للطاقة في جميع أنحاء العالم. كما أشار في الوقت نفسه، الى انه من المهم تكثيف الجهود العالمية لإزالة الكربون. وشدد الوزير الأردني على انه يجب اعتبار مؤتمرات المناخ العالمية القادمة في مصر والإمارات العربية المتحدة “مؤتمرات للتنفيذ”. وأشار الوزير الخرابشة الى ان الأردن يقوم حاليًا بتطوير شبكة نقل الطاقة وتوسيع قدرته على تخزين الطاقة. بهذه الطريقة، سيثبت الأردن نفسه كمركز إقليمي لتبادل الطاقة. كما اعتبر ان نقل الهيدروجين عبر خطوط الأنابيب أو عبر ميناء العقبة أحد المشاريع المستقبلية التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار.
نائب المستشار ووزير الاقتصاد وحماية البيئة الاتحادي روبيرت هابيك عبر في كلمته عن شكره للغرفة على تنظيم الملتقى الذي يغطي أحد اهم مجالات التعاون العربي الألماني وهو التعاون في مجال الطاقة، كما شرح الوزير امام الملتقى الوضع الخاص بإمدادات الطاقة حاليا في ألمانيا وهي الازمة المكونة من ثلاث اضلاع التي تتمثل في الحرب الروسية على أوكرانيا وأثار ارتفاع أسعار الطاقة على الاقتصاد الى جانب الآثار الملحوظة لتغير المناخ. وبحسب الوزير هابيك يتمثل الحل الألماني في تقليل استهلاك الطاقة من ناحية وزيادة حصة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة من ناحية أخرى. حيث وبحلول عام 2030م، يجب أن تأتي 80 في المئة من الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة. زيادة كفاءة الطاقة هي أيضًا ذات أولوية لدى الحكومة الاتحادية. وفي سياق تنويع مصادر الطاقة، أكد الوزير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيكون لها دور محوري للتغلب على تحديات توفير امدادات الطاقة ” ولهذا نريد التعاون معكم جميعا”.
وشدد الوزير الألماني على ضرورة ان يتجاوز التعاون العربي الألماني في مجال الطاقة مسألة استيراد النفط والغاز الى تحقيق شراكة واسعة تتضمن تبادل الخبرة والمعرفة ونقل التكنولوجيا الى جانب تطوير مصادر الطاقة المتجددة وعلى رأسها طاقة الهيدروجين الأخضر.
تضمنت اعمال الملتقى العديد من الجلسات التي تناولت ” إطار التمويل والاستثمارات في الطاقة النظيفة”، ” الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص لإنتاج الهيدروجين: الارتقاء والدروس المستفادة”. ” الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ومبادرات المرأة في مجال الاعمال: أطر العمل، التحديات والفرص”، ” انعقاد مؤتمر المناخ العالمي COP 27 في مصر: الالتزامات العالمية ووجهات نظر نحو تعاون أكثر استدامة من أجل ألمانيا والعالم العربي”. وجاءت الجلسة الخامسة للملتقى لتبحث عن موضوع ” تقنيات الطاقة المختلفة: الطاقة الشمسية، الطاقة الكهروضوئية، الرياح، الهدر والرقمنة”. والجلسة الختامية تناولت أفاق التعاون العربي الألماني في قطاع الطاقة.