نظًمت غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالتعاون مع سفارة جمهورية العراق في برلين «الملتقى العراقي الألماني الثالث للأعمال والاستثمار» في 19 و20 فبراير في فندق «ريتز كارلتون» في برلين. وعقد الملتقى تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي مثله نائبه للشؤون الاقتصادية الدكتور روش نوري شاويس.

وشارك في فعاليات الملتقى وفد عراقي رفيع المستوى ضم عدداً من الوزراء والمحافظين ومسؤولين حكوميين، وممثلي الهيئات الاقتصاديَة والمحافظات والغرف التجارية والصناعية، ونخبة من رجال الأعمال العراقيين . وشارك من الجانب الألماني وكيل وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية شتيفان كابفرر وعدد من ممثلي الوزارات المعنية والهيئات الاقتصادية، ونخبة من رجال الأعمال. وحضر عدد من سفراء الدول العربية جلسة افتتاح الملتقى تقدمهم عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير المملكة العربية السعودية البروفسور أسامة شبكشي.

ومثل الملتقيين السابقين هدف ملتقى الأعمال والاستثمار الثالث إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين، والترويج لمشاريع الاستثمار في العديد من القطاعات الاقتصادية، وتقوية الروابط بين رجال الأعمال من الجانبين، وتعزيز التبادل التجاري الذي شهد نمواً مضطرداً خلال السنوات الأخيرة حيث بلغت قيمة المبادلات التجارية خلال العام 2012 نحو 1,8 مليار يورو.

هوفمان: الغرفة جسر

افتتح نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية أولاف هوفمان الملتقى بكلمة شدد فيها على أن الغرفة تفهم نفسها كجسر يربط ألمانيا بالبلدان العربية ويسعى إلى فتح آفاق التعاون المشترك واتخاذ كل الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. وبعد أن لفت إلى أن التبادل التجاري بين الطرفين تضاعف خلال الأعوام العشرة الأخيرة أكد على أهمية تطوير العلاقات التجارية والعلمية والتكنولوجية. وقال عن برلين العاصمة إنها تعبير عن نجاح الوحدة الألمانية في مرحلتها الثانية، مشيراً إلى أن لإعادة البناء والإعمار في برلين يمكن أن يكون نموذجاً لمدن ودول عربية عدة مثل العراق. وشدد على ضرورة تعزيز الشراكة بين بلده والعراق.

الخطيب: في الاتجاه الصحيح

ورحب سفير العراق في ألمانيا الدكتور حسين الخطيب بوفد بلده الكبير معتذراً عن عدم التمكن من تلبية رغبات كثيرين في المشاركة في الملتقى مشدداً على أن الجهود التي بذلت في الأعوام الأخيرة ساهمت في دفع العلاقات العراقية ـ الألمانية إلى الأمام. وبعد أن لفت إلى أن العلاقات تسير في الاتجاه الصحيح أوضح أن السفارة العراقية لا تبخل بتقديم العون الممكن للشركات الألمانية الراغبة في العمل في بلده. ودعا إلى تنويع التعاون المشترك في كافة القطاعات مثل الطاقة والبنى التحتية والأجهزة والتعليم. ونوه بعمل نحو 1200 شركة ومؤسسة ألمانية في العراق عن طريق ممثلين لها فيه وذكر أن ميزانية العراق ستبلغ هذا العام 150 مليار دولار.

فاغينر: تنامي التجارة

وشددت سفيرة ألمانيا في العراق بريتا فاغينر على أهمية الملتقى الاقتصادية للبلدين ورغبة حكومتها في تمتين الشراكة، وقالت إن سفارتها على استعداد لتقديم التسهيلات الممكنة  لرجال الأعمال العراقيين  الراغبين بالتعامل مع شركات ألمانية. وتابعت أن المرء غير قادر بالطبع على تجاهل الوضع الأمني في العراق، خاصة وأنه يشكّل تحدّياً كبيراً للحكومة والشعب والإدارات الرسمية، ومع ذلك فان التجارة بين البلدين تزايدت في الفترة الماضية. وحثّت الشركات الألمانية على العمل والاستثمار في العراق.

كابفرر: تنفيذ إصلاحات

وقال وكيل وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية شتيفان كابفرر إنه يأمل مثل السفيرة فاغينر في أن تساهم الانتخابات التي ستجري في العراق هذه السنة في تأسيس وضع أفضل للاقتصاد والتجارة في البلاد. وبعد أن اعتبر أن النمو الحاصل في العراق مدهش ومشجع حضّ الحكومة العراقية على مواصلة هذه الطريق وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة ، مثنياً في الوقت ذاته على عمل اللجنة الحكومية الألمانية  العراقية المشتركة  مشيراُ إلى أن الأرضية المشتركة أصبحت صالحة للمزيد من التعاون. واعتبر حضور عدد كبير من رجال الأعمال الألمان أعمال الملتقى دليلاً على ذلك.

شاويس: تنمية شاملة

وذكر نائب رئيس الوزراء الدكتور روش نوري شواس أن فرص الاستثمار كبيرة في العراق وهي تشمل البنى التحتية، والطاقة، والصناعة، والزراعة والتجارة، والتعليم ، والصحة والاستثمار، مشيراً إلى أن العراق غني جداً بثرواته الطبيعية  المتنوعة. وبعد أن لفت إلى أن حكومته أطلقت مشروع 2013 ـ 2019  للتنمية الشاملة قال إن العمل جار لبناء اقتصاد متطور في العراق. وشدد على أهمية إقامة مجتمع مدني وتعزيز دور المؤسسات والجمعيات  فيه، وتطرق إلى القرارات التي اتخذتها حكومته لتفعيل القطاعين العام والخاص وتشجيع الاستثمار وضمان الحماية لرؤوس الأموال الأجنبية ، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي. وأوضح أن بلده يحتاج إلى مساعدة الدول الصديقة، وأن ألمانيا هي في طليعة هذه الدول.  

وشهد الملتقى على مدى يومين ثماني جلسات عمل تناولت امكانات العمل المشترك لتحسين البنى التحتية، والنقل، والرعاية الصحيّة، وصناعة الأدوية، والخدمات الطبية، والطاقة والكهرباء، والمياه.

كما تحدثت الى المشاركين في حفل العشاء معالي البروفسورة ماريا بومر وزيرة الدولة للشؤن الخارجية الألمانية التي أشادت بتطور العلاقات العراقية الألمانية ورغبة الحكومة الألمانية والاقتصاد الألماني في اعادة إعمار العراق.

تضمن الملتقى أكثر من عشر جلسات تناولت العلاقات الاقتصادية في مختلف الجوانب وكذا فرص التعاون مع المحافظات العراقية وإقليم كردستان العراق.

شارك في أعمال الملتقى أكثر من 400 من المسؤلين العراقين والألمان ورجال الأعمال من الجانبين.

برنامج الملتقى

قائمة المشاركين في الملتقى