انعقد الملتقى العربي الألماني العاشر للصحة في برلين في الفترة 22 و23 مارس بحضور ما يقرب من 300 من صناع القرار والخبراء والمختصين في قطاع الصحة من الجانبين العربي والألماني. وقد تحدث في الافتتاح الاستاذ عبد العزيز المخلافي امين عام الغرفة مرحبا بالحاضرين ومقدما شكر غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية للمؤسسات الداعمة والراعية للملتقى، مشيرا الى أهمية ومفصلية الشراكة العربية الألمانية في مجال الصحة باعتبارها مرتكزا رئيسيا من مرتكزات العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية ومنوها بأهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في العالم العربي في تحسين وتطوير قطاع الخدمات الطبية. امين عام الغرفة أكد أيضا على أهمية ان لا يقتصر التعاون العربي الألماني على تصدير السلع والخدمات او على استقبال المزيد من القادمين من الدول العربية للسياحة العلاجية لكن أيضا يجب ان يقوم على التعاون المستدام والارتباط ببرامج التعاون العلمي بين المؤسسات والمستشفيات والشركات العربية الألمانية.
من جانبه عبر الرئيس التنفيذي لشركة برلين للسياحة والمؤتمرات “فيزيت برلين” بيركارد كيكر عن شكره لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية على تنظيمها لهذا الملتقى واوضح ان برلين وألمانيا تطورت خلال الفترة الماضية لتصبح ثالث أكبر مركز عالمي للصحة العلاجية في العالم والتي تطورت لتحقيق ارقام قياسيه كان للسياحة العلاجية القادمة من العالم العربي دور في تحقيقها.
كما القى السيد بوريس فلتر سكرتير الدولة لشؤون الصحة في حكومة ولاية برلين كلمة في افتتاح الملتقى نوه فيها الى أهمية الشراكة العربية الألمانية في قطاع الصحة متحدثا عن الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها العاصمة الألمانية برلين في مجال تقديم خدمات الرعاية الصحية والتي تشمل العديد من أشهر المستشفيات والمراكز الطبية على المستوى الأوروبي والعالمي. معتبرا ان الملتقى العربي الألماني للصحة يقدم الامكانية المثالية لتطوير التعاون والشراكة العربية الألمانية في مجال الصحة والتي سيتمكن الجانبان من الاستفادة الكاملة منها.
السفير إبراهيم محمود عبد الله سفير مملكة البحرين وعميد السلك الدبلوماسي العربي لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية أكد في كلمته امام الملتقى على الاهتمام العربي الرسمي والأهلي بتطوير خدمات الرعاية الطبية مشيراً الى ان العديد من الدول العربية تعمل على تطوير انظمتها الصحية كما ونوعا وهي لهذا الغرض تستثمر بكثافة في القطاع الصحي سواء على مستوى البنية التحتية من مستشفيات ومراكز طبية متخصصة وتجهيزات او على مستوى تأهيل الكوادر والطواقم الطبية والرفع من مستواها مؤكداً على ان هذا الاستثمار العربي المكثف في قطاع الصحة يقدم فرص كبيرة للمؤسسات وللشركات الألمانية سواء كانت مستشفيات، شركات تقنيات طبية، مؤسسات تعليمية او شركات تصنيع ادوية لإقامة علاقات شراكة وتعاون مع مختلف ممثلي القطاع الصحي في العالم العربي والمساهمة الفاعلة في تطوير هذا القطاع والاستفادة من أسواق الرعاية الصحية العربية.
في كلمته امام الملتقى أكد الأستاذ نائل الكباريتي رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة العربية على أهمية القطاع الصحي باعتباره من القطاعات الإنتاجية الأهم التي تلامس حياة الانسان مباشرة وتعنى بتحسينها وصونها وهو بهذا يمثل منظومة اقتصادية واسعة ومتعددة من المُجدي الاستثمار فيها. داعيا الى قيام شراكة عربية المانية فاعلة باعتبار ألمانيا من الدول الرائدة في القطاع الصحي وتمتلك واحدا من أفضل الأنظمة الصحية ابتكارا وتقدما على المستوى العالمي.
كما القت السيدة متشلد غافيرت عضو البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاج) كلمة عبرت فيها عن سعادتها بحضور افتتاح اعمال الملتقى، مشيرة الى أهمية قطاع الصحة في ألمانيا ودورة المؤثر في الاقتصاد الكلي بشكل عام ودورة الاقتصادي في برلين بشكل خاص متمنية لعلاقات التعاون الاقتصادي والصحي بين الدول العربية المزيد من التقدم والتطور.
الدكتور عمر عبد الهادي شرف الأمين العام للجنة العليا للمراكز الطبية المتخصصة في وزارة الصحة بجمهورية مصر العربية شدد في كلمته التي القاها نيابة عن وزير الصحة الدكتور احمد عماد الدين على ان الصحة هي أحد أسس التنمية الاقتصادية، وأوضح انه فقط مع نظام صحي فعال يمكن مكافحة الأمراض المزمنة والوبائية عارضا تجربة مصر في مكافحة مرض التهاب الكبد البائي حيث حققت مصر إنجازا كبيرا في هذا المجال بحيث أصبحت الدولة الاولى في العالم في هذا المجال.
وعقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للملتقى بدأت جلسات النقاش الخاصة بجوانب العلاقات العربية الألمانية في القطاع الصحي، وقد خُصصت الجلسة الأولى لموضوع” السياحة الطبية: السفر من اجل رعاية عالية المستوى” حيث تحدث في هذه الجلسة كل من تولاف سايش، المدير المالي لمؤسسة TÜV راينلاند، انا كينجهورن، مديرة المكتب الدولي في مستشفى الحوادث في برلين، برفسور كارستن غاينهوفر، لمدير الطبي لمستشفى ميديكال بارك بالإضافة الى بوركهارد كيكر، المدير التنفيذي في شركة Visit Berlin، وقد ادارت الجلسة دورين شونج، مديرة المشاريع في إدارة التسويق لقسم السياحة الطبية في شركة Visit Berlin ، والتي اعتبرت ان الترابط والتشابك الحاصل في العالم اليوم يساهم في نمو السياحة الطبية، من جانبه اعتبر يوركهارد كيكر ان برلين تقدم إمكانات متقدمة جدا في مجال السياحة العلاجية ليس فقط بسبب مؤسساتها الطبية الحديثة ولكن أيضا باعتبارها مدينة منفتحة ثقافيا على العالم، وفي هذا الجانب أيضا أضاف البرفسور درغاينهوفر ان عملية النقاهة العلاجية عنصر أساسي وحيوي من برنامج العلاج مشددا على ان مدينة برلين بحدائقها والطبيعة التي تتمتع بها والخدمات التي تقدمها تمثل مانا مثاليا لقضاء فترة النقاهة.
في الجلسة الثانية والتي حملت عنوان” حلول الرعاية الصحية للمراكز الطبية: الهيكلية، التعليم والإدارة” اعتبر الدكتور غاينهارد فيلكس، المدير العام لشركة WME للرعاية الصحية، ان وجود مزيد من الأطباء العرب العاملين في المستشفيات الألمانية يساهم في جذب المزيد من المرضى من الدول العربية من جهة ويساهم من جهة أخرى في دعم القطاع الصحي وفي دعم المؤسسات الطبية ليس فقط في ألمانيا ولكن أيضا في الدول العربية، والى جانب الدكتور فيلكس تحدث في هذه الجلسة كل من الدكتور ميشيل غوف، جراح العمود الفقري في مستشفى كارسباد-لانجشتاينباخ، سعد برادي، المهندس الاستشاري في شركة Iproplan، وتوماس فيلمايت، المدير التنفيذي لشركة جرافت. وقد ادار الجلسة نزار معروف، نائب مدير مجموعة مستشفيات فيفانتيس، والذي أشار الى ان التعاون العربي الألماني في مجال الصحة وخصوصا في جانب التعاون العلمي مثمر جدا، وقد ركزت النقاشات في هذه الجلسة على قيمة واهمية التعليم والتدريب والإدارة في قطاع الصحة.
وخلال حفل العشاء الذي أقيم للمشاركين في الملتقى جرى تكريم كل من الدكتورة نائفة حمود الشعلان، جراحة التجميل والترميم وعضو القسم الطبي في سفارة المملكة العربية السعودية في برلين، وكذلك الدكتورة ليلى ال إسحاق، الحاصلة على شهادة البورد الألماني، لدورهما ومساهمتهما في دعم وتعزيز العلاقات العربية الألمانية في مجال الطب والصحة.
الجلسة الثالثة للملتقى جرى تخصيصها لموضوع ” الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي: التنمية وفرص الاعمال” وقد ادارت الجلسة الدكتور ة جابي كراتوشفيل، المدير الإداري لمؤسسة عبر الثقافات، وفي مداخلته عرض الدكتور كارستن تشوبيه، نائب مدير قسم امراض القلب والرئة في مستشفيات الشاريتيه” البيانات والاحصائيات الخاصة بأمراض القلب في دول الخليج العربية والتي تظهر تزايد امراض اعتلال عضلة القلب في هذه الدول وتجاوزها للمتوسط العالمي بعد ان كانت هذه الامراض في هذه الدول عند نفس المستوى الذي كانت علية في ألمانيا قبل عشر سنوات مؤكدا على ان العلاج بواسطة طرق العلاج الحديثة وفي مقدمتها طرق وتقنيات التشخيص سوف يسهم في تغيير هذه الحالة بشكل مهم ومؤثر عارضا أيضا استعداد مستشفيات الشاريتيه لاستلام عينات طبية من المرضى عن طريق البريد وتحليلها بما يسهم في سرعة العلاج بشكل جذري اذ انه من الاسهل ارسال العينة بدلا عن ارسال المريض نفسه. أحد القضايا الأخرى التي تناولتها النقاشات في هذه الجلسة تمثلت في تهوية المستشفيات اذ أكد ماتياس كاسبروفيكتز، المدير العام لشركة تروكس الشرق الأوسط، ان الدراسات أظهرت ان الأداء في المستشفيات يمكن ان يرتفع بنسبة 10% عن طريق أنظمة التهوية الجيدة، وشدد على أهمية الاخذ يعين الاعتبار أنظمة التهوية في بناء المستشفيات الجديدة. الدكتورة نائفة حمود الشعلان، من الملحقية الصحية في سفارة المملكة العربية السعودية في برلين، أوضحت انه وعلى الرغم من حداثة سوق الرعاية الصحية في السعودية الان انه يمثل أكبر سوق للتقنيات الطبية والمنتجات الصحية في العالم العربي مما يقدم إمكانات ضخمة للتعاون، من جهته أشار جورج انيش، المدير العام لشركة الدانة، ن قطاع الصحة في دولة قطر ينمو هو أيضا سواء كان حكوميا او كان يتبع القطاع الخاص وهو ما يعني إمكانات كبيرة لمزيد من التعاون القطري الألماني في هذا الجانب.
الصناعات الدوائية كانت محور نقاشات الجلسة الرابعة في الملتقى والتي ادارها فولف شفيبرت، المحامي في مكتب شفيبرت للمحاماة، والذي أشار الى ارتباط سوق الادوية في العالم العربي واعتماده على الاستيراد مع التأكيد أيضا على ان الإنتاج المحلي من الادوية في العالم العربي ينمو باستمرار، معتبرا ان التعاون العربي الألماني في هذا الجانب يمكن ان يقوم على مبدأ تشجيع الإنتاج المحلي للأدوية التي تعد أكثر توفيرا من الاستيراد. المديرة التنفيذية لشركة سيديم، رشا عودة أعطت خلال عرضها المشاركين في الملتقى نظرة عامة عن صناعة الادوية في الأردن والتي استطاعت ان تحقق لنفسها مركزا متقدما في هذا الجانب على مستوى المنطقة العربية بالإضافة الى مساهمة هذه الصناعة بجزء كبير في نمو الاقتصاد الأردني وكذلك مساهمتها في ارتفاع قيمة صادراته. البرفسور توماس يلينك، المدير الطبي لمركز برلين للسفر ولطب الاستوائي، شدد على أهمية وفعالية التطعيم في التقليل من الإصابة بالأمراض.
تركزت الجلسة الخامسة من جلسات الملتقى على موضوع ” التكنولوجيا الطبية وتكنولوجيا المعلومات: الابتكارات ومشاريع الدولة” وادار جاد أيوب، مدير اعمال شركة بيوسينشيا في الشرق الأوسط وافريقيا، النقاشات في هذه الجلسة والتي تمحورت حول اعتماد الدول العربية على استيراد التقنيات الطبية الحديثة بالإضافة الى مساعيها في نقل التكنولوجيا والاستفادة من المعرفة والخبرة الألمانية في هذا المجال، وقد أوضح البرفسور يورج مولر، رئيس قسم جراحة الاعصاب في مستشفيات فيفانتيس، ان تقنية الروبوتات الالية مستخدمة في مستشفيات المجموعة منذ سنوات وقد ساهمت في تحسين طرق العلاج وتقصير المدة الزمنية له. الدكتور ماركوس كريمر، المدير القُطري لشركة سيمنز في العراق والأردن، أكد على ان الاستثمار المكثف في الابتكارات الخاصة بالتقنيات الطبية يعد استثمارا مثمرا ومجدي على المدى الطويل لجهة الأثر الكبير الذي يتسبب به استخدام التقنيات العلاجية الحديثة وكذلك بسبب تراكم المعرفة والخبرة التي تؤدي الى تقليل تكلفة تمويل تطوير هذه التقنيات وكذلك تؤدي الى رفع كفاءتها. الدكتور اندرياس بلويتنر، مدير دعم الغذاء والشراكات في مؤسسة BASF، نوه الى ان دعم الابتكار في مجال التقنيات الطبية لا يساهم فقط في مساعدة المرضى كحالات فردية ولكنه ينعكس إيجابيا على مجمل القطاع الصحي، من جانبه أشار فولكر ايكرت، مدير اعمال التصدير في شركة فيليبس، الى إمكانية الاستفادة من الابتكارات الطبية في تعميم طرق العلاج وجعلها أكثر فاعلية.
وفي الجلسة الأخيرة من جلسات الملتقى والتي حملت عنوان ” التحديات في قطاع الرعاية الصحية في العالم العربي: الدعم والحلول المنهجية من خلال الخبرة الألمانية” جرى نقاش ابرز التحديات التي تواجه قطاع الصحة في الدول العربية وإمكانية الاستفادة من الخبرة والمعرفة الألمانية لتجاوز هذه التحديات، وقد ادار الجلسة البرفسور فريد اولتيجل، المدير العام لشركة جرميد” والذي قام بإعطاء نظرة عامة عن القطاع الصحي في السودان مؤكدا على ان الحاجة قائمة الى توظيف وتشغيل اكثر كفاءة للمؤسسات الطبية القائمة فعلا اكثر من الحاجة الى بناء مؤسسات جديدة، في جانب اخر اكد الدكتور أنور عبيدات، الرئيس التنفيذي لشركة المدينة الدولية، على أهمية التعليم في تعزيز قطاع الصحة العربي مضيفا الى ان الشعوب العربية في اغلبها شعوب شابة تنمو بسرعة.
للمزيد من المعلومات يرجى الإطلاع على صفحة الملتقى