انعقد ملتقى الصحة العربي الألماني الثاني عشر في العاصمة الألمانية برلين في الفترة 25-26 سبتمبر 2019م، الملتقى الذي نظمته الغرفة شهد مشاركة ما يقارب من 200 من صناع القرار علاوة على رجال الاعمال والمختصين والمهتمين بقطاع الصحة والرعاية الطبية في الجانبين العربي والألماني، في انعكاس لأهمية القطاع وحيوية سوق الرعاية الطبية كمحرك مهم لمعدلات النمو الاقتصادي.
في الجلسة الافتتاحية رحب الدكتور بيتر رامزاور الوزير الاتحادي السابق، رئيس الغرفة بالمشاركين مؤكداً ان قطاع الصحة اصبح احد ابرز أعمدة عمل الغرفة، ليس فقط من ناحية المصالح التجارية ولكن من كونة قطاعا يستفيد منه الافراد بشكل مباشر، مضيفاً ان ارتفاع معدل النمو السكاني في الدول العربية وارتفاع متوسط العمر المتوقع وكذلك الخطط الحكومية الطموحة لتوسيع وتحديث النظم الصحية قد رفع الطلب على الخبرات والمعرفة والتقنيات الطبية في المنطقة العربية، حيث تشير الأرقام المتوقعة الى نمو قطاع الصحة في دول الخليج العربية بنسبة 10 في المئة سنويا خلال السنوات القليلة القادمة، هذا الى جانب الاستثمار المكثف من العديد من الدول العربية في قطاع الصحة حيث وعلى سبيل المثال، بدأت مصر في تطبيق تأمين صحي شامل جديد يستفيد منه، عند اكتمال تشغيله، جميع المواطنين البالغ عددهم 100 مليون نسمة. رئيس الغرفة أشار أيضا في كلمته الى التطور الإيجابي في التعاون العربي الألماني في مجال الصحة بشكل خاص والتعاون الاقتصادي بشكل عام على الرغم من التحديات التي شهدتها المنطقة والعالم خلال السنوات الأخيرة.
من جانبه أكد الدكتور مصطفى اديب عميد السلك الدبلوماسي العربي وسفير الجمهورية اللبنانية، على ان قطاع الصحة لا يوفر فقط إمكانات اقتصادية كبيرة للتعاون التجاري ولكنة يسهم أيضا وبشكل جذري في تحسين نوعية حياة المواطنين. مشيرا الى ان قطاع الرعاية الصحية يلعب دورًا رئيسيًا في التنويع المستمر لأي اقتصاد، بالإضافة الى توليده للمعرفة وتوفير وظائف مستدامة موجهة نحو المستقبل في مجالات التعليم والرعاية والبحث والتكنولوجيا. الدكتور اديب تناول أيضا التعاون العربي الألماني المتميز في مجال الصحة مشيرا الى السياحة العلاجية والاعداد المتزايدة من المرضى العرب الذين يقدمون الى المانيا للاستفادة من أحدث أساليب العلاج، منوها كذلك الى الشراكة المستدامة التي تحققت بين الشركات العربية والألمانية في مجال الرعاية الصحية.
الأستاذ نائل الكباريتي، رئيس غرفة تجارة الأردن اشار في كلمته الى أهمية نقل المعرفة في العلاقات العربية الألمانية المشتركة، مشيرا في هذا المجال الى ان النظام الصحي في ألمانيا يعد نموذجا يحتذى به على مستوى العالم، مشددا على ضرورة ان تستفيد الدول العربية من خبرة ألمانيا في مجال التكنولوجيا الطبية، داعيا الى التعاون مع الجانب الألماني في مجالات البحوث والتطوير.
وفي نفس السياق أشار سكرتير الدولة لشئون الصحة في ولاية برلين مارتن ماتز، الى أن الأبحاث في القطاع الصحي لها تأثير إيجابي على القطاعات الاقتصادية الأخرى، منوها بمراكز الأبحاث الطبية المتقدمة التي تمتلكها العاصمة برلين ومنها الشارتيه وفيفانتس، ومشددا في الوقت نفسه على انه وبالرغم من المستوى المتقدم للتعاون العربي الألماني في مجال الرعاية الصحية فان هنالك إمكانات كبيرة لتطوير هذا التعاون خصوصا في مجال السياحة العلاجية وبالنظر كذلك الى النمو السكاني الكبير الذي تشهده المنطقة العربية.
هذا وقد ناقش المشاركون في ست جلسات عمل التطورات الحالية في سوق الرعاية الصحية وكذلك فرص التعاون بين الشركات العربية والألمانية من خلال موضوعات تناولت صناعة التأمين وإمكانات تطوير صناعة الأدوية، بالإضافة الى أحدث الابتكارات الطبية ليس فقط فيما يخص بالتقنيات الجديدة للعلاج والتدخلات الطبية، ولكن أيضًا حول رقمنة إدارة المستشفيات، كما تم مناقشة التعاون في مجال التعليم والتدريب وكذلك الآفاق المستقبلية للمشاريع المشتركة بين الدول العربية وألمانيا.