انعقد الملتقى الصحي العربي الألماني السادس عشر، الذي نظمته الغرفة يوم 15 أكتوبر 2024م، في العاصمة الألمانية برلين بمشاركة ممثلين عن القطاع الرسمي في المانيا والدول العربية وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي في المانيا والعديد من رجال الاعمال والخبراء والمتخصصين والمهتمين بقطاع الرعاية الصحية.  ويأتي انعقاد الملتقى في اطار عمل الغرفة لتعزيز مختلف جوانب التعاون العربي الألماني خصوصا ان قطاع الرعاية الصحية يمثل احد أهم مجالات التعاون الاقتصادي المشترك بين الدول العربية وألمانيا انطلاقا من الإمكانيات الكبيرة من تقنيات حديثة وكوادر كفؤة ومؤسسات تعليمية وبحثية متميزة التي تتمتع بها الشركات الألمانية وأيضا اعتمادا على الجهود المتزايدة في الكثير من الدول العربية لتطوير مختلف جوانب قطاع الرعاية الصحية سواء من حيث الإمكانات المادية من مستشفيات ومراكز علاجية ومؤسسات تعليمية او من ناحية تأهيل الكوادر المختلفة من أطباء وطواقم التمريض وطواقم الفنيين.

وفي حفل الافتتاح رحب الأستاذ عبد العزيز المخلافي، الأمين العام في كلمته بالحاضرين، مشيرًا الى أهمية التعاون بين الشركات والمؤسسات الصحية العربية والألمانية كجزء أساسي من أنشطة الغرفة. وتطرق الأمين العام إلى إمكانيات تطوير الأنظمة الصحية في الدول العربية، لا سيما في دول الخليج وشمال إفريقيا وبلاد الشام، حيث تسعى هذه الدول إلى تحسين خدمات الرعاية الصحية وزيادة السعة الاستيعابية للمستشفيات مع تشجيع الاستثمارات الخاصة. وأكد أن ألمانيا تعد شريكًا طبيعيًا لدعم هذه التطورات نظرًا لخبرتها في مجالات التصنيع والهندسة الطبية، وأوضح أن الغرفة تتابع الفرص الاستثمارية من خلال تنظيم الوفود وتقديم المعلومات عبر مجموعة العمل الصحية. كما أشار إلى الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الشباب العربي في تنمية القطاع الصحي، حيث أبدت العديد من الدول العربية اهتماماً بتطوير التعليم المهني والطبي، بما في ذلك التعليم الرقمي. وشجّع الأستاذ المخلافي مقدمي الخدمات التعليمية على المشاركة في هذه المبادرات عبر شراكات استراتيجية لدعم الكفاءات الطبية المستقبلية.

 

واستعرض الأمين العام ايضًا اهتمام المنطقة العربية بالتكنولوجيا الحديثة، حيث يتم تبني التقنيات الثورية بسرعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ما يجعل المنطقة بيئة مثالية لتطبيق تقنيات مثل المستشفيات الذكية وخدمات الرعاية عن بُعد. وقد أشار إلى أن دولاً مثل الإمارات وقطر والسعودية تقود تطبيق هذه التقنيات، مما يفتح آفاقاً واسعة لمزودي الخدمات الرقمية في قطاع الصحة. مشيرًا الى ان حجم التبادل التجاري العربي الألماني، الذي بلغ 62.1 مليار يورو في عام 2023م، وأكد على المساهمة الكبيرة للمنتجات الطبية في هذا التبادل التجاري، داعياً الحضور إلى الاستفادة من هذه العلاقات التجارية وتعزيزها.

من جانبه شكر اولاف هوفمان رئيس الغرفة في كلمته جميع المشاركين على الحضور ورحب بهم في الملتقى. وتناول هوفمان التطورات الحاصلة في القطاعات الصحية في العالم العربي من توسع البنية التحتية للرعاية الصحية وزيادة عدد الأسرة في المستشفيات. كما تحدث عن التغييرات الجارية في نظام الرعاية الصحية بألمانيا، بما في ذلك الإصلاحات في المستشفيات. مشيرا الى ان الاستثمارات الكبيرة في قطاع الصحة لها تأثيرات إيجابية على القطاعات الاقتصادية الأخرى. وشدد رئيس الغرفة على أهمية الشراكات الدولية في هذا الجانب موكدًا ان التعاون المشترك يمثل ضرورة لدفع عجلة التقدم. وفي هذا الجانب عبر عن اعتزاز الغرفة بشراكتها مع التحالف الصحي الألماني. مضيفا ان استمرارية انعقاد الملتقى يعكس التزام الغرفة بتطوير التعاون العربي الألماني في مجال الرعاية الصحية لتحقيق التقدم والازدهار المشترك.

وعبر البروفيسور الدكتور إدغار فرانكه، وكيل وزارة الصحة الألمانية البرلماني، عضو البرلمان الألماني(البوندستاج) عن سروره بالتعاون العربي الألماني. أشار إلى زيارته الأخيرة للبحرين، وأكد أن التبادل التجاري العربي الألماني نما بدرجة كبيرة حيث وصل إلى 62 مليار يورو. كما شكر الغرفة على توفيرها للمنصة المناسبة والفعالة لتبادل الآراء والخبرات وفرص التعاون بين الجانبين العربي والالماني. وأكد الدكتور فرانكه على ضرورة تقديم خدمات صحية لأعداد أكبر من الناس بموارد أقل، مما يجعل الابتكار أمرًا حيويًا. وأوضح أن قطاع الرعاية الصحية الألماني منظم ومتوازن، ويشمل قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والصيدلة والتكنولوجيا الطبية. كما أن قطاع الرعاية الصحية الألماني يساهم بنسبة 10 في المئة من الصادرات الألمانية. وأضاف أن التعاون العربي الألماني في مجال الصحة حقق نجاحات ملحوظة حتى الآن.

في كلمته رحب السيد رولاند جوده، رئيس مجلس إدارة التحالف الصحي الألماني (GHA) بجميع المشاركين وشكر الغرفة على التعاون المثمر. موضحًا أن الملتقى يجمع شركات ومنظمات غير حكومية ومنظمات ذات طابع دولي، بالإضافة إلى خبراء عالميين في مجال الصحة. وأكد أن الشراكات المبتكرة والمستدامة والموثوقة تعدّ عوامل حاسمة لنجاح التعاون، بجانب المنتجات والتكنولوجيا. وأشاد جوده بكفاءة شبكة التحالف الصحي الألماني (GHA) والغرفة في تعزيز التعاون والشراكات. وأشار إلى مجموعة العمل المشتركة كمنصة لتبادل الخبرات. كما شكر المشاركين على ثقتهم وتعاونهم، وأثنى على تنوع المواضيع والمشاركين في الملتقى. وذكر أن الذكاء الاصطناعي كان أحد المواضيع الرائدة في القمة العالمية للصحة، حيث يمتلك القدرة على إحداث ثورة في السياسات الصحية، مشيرًا إلى الحاجة إلى مزيد من التطوير في عناصر الرقمنة، حتى في ألمانيا، إلى جانب الحوكمة الرقمية كموضوع رئيسي. وشدد على أهمية التحالفات الاستراتيجية، لاسيما في مجال السياحة العلاجية، وضرورة تحديد المجموعات المستهدفة الرئيسية. أخيراً، شكر جوده فرق العمل من الغرفة والتحالف الصحي الألماني وتمنى للجميع ملتقى مثمرًا ومفيدًا.

 وقد تضمنت اعمال الملتقى اربع جلسات حوارية حيث جاءت الجلسة الاولي بعنوان “مشاريع الصحة المشتركة: تعزيز الشراكات الصحية العربية الألمانية”، بينما ناقشت الجلسة الثانية موضوع “تعزيز التقدم في البحث الطبي والتكنولوجيا الحيوية: التفاعل بين البحث والسياسات وحقوق الملكية الفكرية”، وفي الجلسة الثالثة تبادل المشاركون الآراء حول موضوع “التقنيات التحويلية: مستقبل الروبوتات والآلات في قطاع الصحة”، كما تم في الجلسة الرابعة مناقشة موضوع “التحالفات الاستراتيجية في السياحة العلاجية: تعزيز تجارب الرعاية الصحية وفرص اقتصادية بين الدول العربية وألمانيا”.

وشملت اعمال الملتقى أيضا ورشة عمل بعنوان “الاستثمارات المستدامة في الصحة – محرك للتوظيف، الصمود، والنمو: حقائق وأرقام حول منطقة الخليج”.