انعقد الملتقى الصحي العربي الألماني الثامن يومي 26 و27 فبراير 2015 في برلين، برعاية رئيس حكومة ولاية برلين ميشائيل موللر وحضره نحو 300 خبير عربي وألماني وصانع قرار سياسي واقتصادي وباحث. وتناول الملتقى التطورات المواضيع الراهنة في قطاع الصحة وفي مجالات التعاون فيه. وتحدث في أعماله وجلساته نحو 50 من السياسيين والاقتصاديين والخبراء العرب والألمان. وشهد الملتقى انعقاد ست جلسات نقاش وحوار حول بناء المستشفيات وإدارتها، وصناعة الأدوية والتعاون العلمي لتأهيل العاملين في القطاع الطبي، وموقع برلين في هذا المجال.
وشدد رئيس الغرفة الدكتور بيتر رامزاور، في كلمة الترحيب التي ألقاها في جلسة افتتاح الملتقى على “أن قطاع الصحة هو أحد أهم القطاعات في مجال التعاون العربي الألماني القائم”. فيما قال وزير الصحة والشؤون الاجتماعية في ولاية برلين ماريو تشايا “إن القطاع الصحي في برلين يعتبر القطاع الأنجح والأكثر نمواً، وأن برلين تُعدّ في مجال العلوم من أكثر المناطق الألمانية تقدماً”. كما قدّم وزير الصحة التونسي سعيد عايدي الخطة الصحية الوطنية لتونس التي تسعى إلى زيادة حجم صادرات هذا القطاع وخدماته إلى الخارج، وعرض مشاريع صحية أخرى في القطاع الصحي في البلاد. وأكد محمدو ولد محمد محمود رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة في الدول العربية: “ان الملتقى يهدف إلى تعزيز التعاون وفتح الفرص الجديدة أمام الدول العربية لإقامة شراكات عملية فاعلة مع قطاع الصحة الألماني الذي نجح بفضل قدراته الابتكارية العالية في أن يجعل من ألمانيا محوراً أساسياً للتكنولوجيا الطبية والدوائية العالمية، وأن موضوع الصحة يمس صميم الاحتياجات التنموية الجوهرية لعالمنا العربي، ويحتاج إلى الكثير من التطوير وإعادة النظر في ميزانياته والبنية الأساسية ومظلة التأمين الصحي”.
ورحّب الأمين العام لـ “فيزيت برلين” بوركهارد كيكر بالمشاركين في الملتقى قائلاً: “إن برلين احتلت موقعاً أساسياً في مجال الاجتماعات واللقاءات العلمية الطبية الدولية، ويسرّنا أن نربح ليس فقط الملتقى الصحي الثامن في مدينتنا، ومعه أفضل ممثلي القطاع الصحي القادمين من ألمانيا ومن الدول العربية، بل وبناء جسر ثقافي لهم أيضاً”. وذكر أندرياس شميدت مدير مستشفى “فيفانتس الطبي الدولي ” في برلين: “إن برلين تجذب اليوم أكثر من عشرة آلاف سائح صحي إليها، العديد منهم يأتي من الدول العربية ويفتش في عالم العولمة عن كبار الاختصاصيين لتلقي المعالجة ومستوى جيداً من التطبيب، وأن الملتقى الصحي سيساعد على تطوير العلاقات وتعميق القائم منها مع العديد من الدول العربية.
وقال الأمين العام للغرفة عبد العزيز المخلافي في إفتتاح الملتقى: “يسعدنا لمس الصدى الكبير الذي يشكّله الملتقى، ونحن سنتابع نهج تبادل الآراء والمعارف مع الخبراء العرب والألمان، وسنستمر في تنظيم الملتقى سنوياً في إطار الأنشطة الرئيسية للغرفة لخدمة العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية”.
كما ألقت كورنيليا إيزر وزيرة الاقتصاد والتكنولوجيا والبحوث في ولاية برلين كلمة في حفل العشاء قالت فيها “إن برلين تعتبر اليوم المدينة الأكثر ابتكاراً في أوروبا، وإحدى أهم المدن في اقتصاد الصحة”، مشيرة إلى أن في الولاية أكثر من 200 ألف خبير وموظف في القطاع الصحي في أكثر من 13 ألف مؤسسة ومستشفى تدرّ نحو 16,3 مليار يورو سنوياً. من هنا فان اقتصاد الصحة يشكل محرك النمو والتشغيل ويضمن الحصول على رعاية صحية من النوعية الأولى. وأضافت أن وزارتها ستواصل العمل لتشبيك التعاون بين قطاعات البحوث والاقتصاد والعلوم على المستوى الدولي أيضاً، مشيرة إلى أن الملتقى الصحي العربي الألماني يساهم من خلال خبرائه الدوليين وصانعي القرار مساهمة أساسية في ذلك.