تحت عنوان التقانة الطبية وتطوير التعاون في القطاع الصحي انعقد الملتقى الصحي العربي الألماني التاسع في يوم 9 مارس في مدينة ميونخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، وقد شارك في اعمال الملتقى الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالتعاون مع وزارة الصحة في حكومة بافاريا نحو 200 مشارك يمثلون مختلف القطاعات والتخصصات في قطاع الصحة من مؤسسات رسمية وخبراء وباحثين ورجال اعمال من البلدان العربية وألمانيا، والذين بحثوا سبل ومجالات التعاون المتعددة بين المؤسسات والهيئات المختلفه في الجانبين.
وفي افتتاحية اعمال الملتقى القى الامين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية عبدالعزيز المخلافي كلمة رحب بها بالمشاركين في الملتقى مشيدا فيها بالعلاقات والتعاون الوثيق بين ألمانيا والدول العربية في مختلف المجالات بدلالة تضاعف حجم التبادل التجاري بين الجانبين خلال العشرة الاعوام الماضية ومنوها بالتعاون في قطاع الصحة والرعاية الصحية مشيراً الى سعي الشركات العربية والألمانية الى اقامة شراكة قوية ومستدامة للاستفادة من الامكانات الهائلة لقطاع الرعاية الصحية والذي يمثل هذا الملتقى أداة لتحقيق هذا الهدف. من جهتة اكد رئيس الغرفة الدكتور بيتر رامزور في كلمتة على أن قطاع الصحة هو احد أهم القطاعات في مجال التعاون العربي الألماني الذي يشهد نموا وتطورا متزايدا، مشدداً كذلك على حرص الجانبين على تعزيز الشراكة طويلة الامد خصوصا في ضوء حرص الدول العربية على تطوير انظمتها الخاصة بالرعاية الصحية. وفي هذا المجال تستطيع الدول العربية الاعتماد على الشركات الألمانية بحسب رامزور.
في خطابها شددت وزيرة الصحة والرعاية الصحية في ولاية بافاريا ميلاني هومل على أهمية العلاقات والتعاون الصحي والاقتصادي بين ألمانيا عامة وولاية بافاريا خاصة وبين العالم العربي، واصفة التعاون في القطاع الصحي بأنة عمود العلاقات الاقتصادية بين ولاية بافاريا والدول العربية. الوزيرة هومل نوهت الى ان ألمانيا تُعد ثالث اكبر مصدر للتكنولوجيا الطبية في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان مشيرة الى أن العالم العربي ودول الخليج العربية خاصة تمثل لألمانيا شريكاً مهماً وكذلك مكانا هاما للاستثمارات، مشيدة بدور الغرفة ودعمها الفعال للتعاون العربي الألماني.
مساعد وكيل وزارة الصحة لشئون المستشفيات البحريني الدكتور وليد خليفة المانع اشاد في كلمتة بالتعاون بين مملكة البحرين وألمانيا في مجال الرعاية الصحية متحدثا كذلك عن النمو المتسارع والكبير في قطاع الصحة في البحرين ودول الخليج العربية الاخرى معبرا كذلك عن الرغبة في الاستفادة من الخبرة والتجربة الألمانية في هذا المجال.
في اطار الملتقى عُقدت ست جلسات نقاش وحوار شملت العديد من المجالات المتعلقة بالتقنيات الحديثة والاحدث في قطاع الصحة سواءا من ناحية التطورات التكنولوجية في مجال الاجهزة والتجهيزات الطبية او في مجال الانظمه المعلوماتية والتعامل مع البيانات والمعلومات الخاصة بالمرضى اضافة الى مجالات البحث والتطوير والتمويل في قطاع الصحة والرعاية الطبية.
الجلسة الاولى
في الجلسة الاولى التي عقدت تحت عنوان «البحوث والتقانه الطبية: الابتكارات واحدث المشاريع» والتي ادارها المدير التجاري لشركة بيوسينيتيا الألمانية جاد ايوب، تناول المشاركون بها قضايا الابتكارات الحديثة في مجال الصحه والرعاية الطبية.
في بداية الجلسة قدم المدير الاقليمي للعراق ومدير شئون المنظمات الغير حكومية في شركة سيمنز للعناية الطبية الألمانية ماركوس كريمر محاضرة عن امكانيات الابتكار في مجال تشخيص مرض السرطان ومتحدثا عن احدث الاجهزه والتقنيات في هذا المجال والتي ستؤدي الى تحسين نوعية العلاج وفي نفس الوقت ضمان استخدام اكثر كفاءة لادوية السرطان وادارة افضل لطرق العلاج.
وفي محاضرة «تحسين نظام الرعاية الصحية بواسطة التكنولوجيا والابتكار، الرعاية الصحية المتكاملة في العالم العربي» تحدثت نائب رئيس الاستثمارات الاستراتيجية في مؤسسة ساب للتدريب والتطوير الألمانية السيدة ماريتا ميتشان عن التحديات التي تواجه القطاع الصحي والتي منها التغيير المستمر في مجال الرعاية الصحية وكفاءة تشغيل نظام الرعاية ونظام الرعاية الصحي المجتمعي بالاضافه الى ارتفاع سقف توقعات المرضى المتزايد.
فيما قدم الدكتور اياد فيزو رئيس جمعية الطبيب السعودي في ألمانيا عرضا حول موضوع «تقنيات تشكيل مستقبل الصحة في العالم» مشيرا فيه الى ان التقنية الحديثة للنظام الصحي في تحسن مستمر ومشددا على ضرورة الاستثمار في مجال التكنولوجيا حيث ان التكنولوجيا الحديثة تساعد في توفير الوقت والمال كما تساهم في انقاذ حياة المرضى وتحسين نوعية الحياة.
الجلسة الثانية
تمحورت النقاشات والمحاضرات في الجلسة الثانية حول موضوع تقنية المعلومات وتعزيز الفرص والتي شملت ايضا مواضيع « البيانات الهائلة، الصحة الالكترونية، الصحة المتنقلة بالاضافة الى الصحة الرقمية» وقد ادار هذه الجلسة رئيس شعبة تنمية التكنولوجيا الرقمية في وزارة الاقتصاد وشئون الطاقة الاتحادية الألمانية د. الكسندر تيتنبورن. وتحت عنوان»البرهنه عن طريق الانترنت، الرأي الطبي الثاني صنع في ألمانيا» تحدث البرفسور بان-كريستوف لوه المدير العام لشركة ميديكسو الألمانية عن تقديم الخدمات الصحية عن طريق الانترنت في قطاع الرعاية الصحية، فيما تحدث مدير العيادات في مستشفى الشاريتية في برلين البرفسور كلينز بوده عن احداث ثورة في طرق التواصل بين المريض والطبيب المعالج عارضا برنامجا خاصا تم تطويره لهذا الغرض في مستشفيات الشاريتيه.
الجلسة الثالثة
وقد حملت هذه الجلسة عنوان « الرعاية الصحية في ولاية بافاريا: مراكز التميز والخبرة» وقد كان ابرز المتحدثين في هذه الجلسة البرفسور ريجدون لينز المدير الطبي لعيادة لينز والذي القى محاضرة بعنوان» الجهاز المناعي ومستقبل علاج السرطان» موضحا انه وبالرغم من الاستثمارات في مجال الابحاث والذي وصل الى نحو 200 مليار دولار فإن 41% من البشر يصابون بالسرطان ويموت 21% منهم بسببه. مشددا ان طرق علاج هذا المرض المتعارف عليها لا تحسن من نوعية الحياة بالنسبة للمرضى معتبرا ان المستقبل هو لعلاج السرطان مناعياً.
الجلسة الرابعة
« التعليم الطبي: الشراكات العابرة للحدود» كان هو عنوان الجلسة الرابعة التي شهدت نقاشات ومحاضرات عن مؤسسات ومناهج التعليم الطبي وفي هذا الاطار القى استاذ جراحة المخ والأعصاب في مستشفى الجامعه الاردنية البرفسور احمد التميمي محاضرة بعنوان» الدراسات العليا في التعليم الطبي في الاردن: الانجازات والتحديات» مشددا على السبق الذي حققته الاردن في هذا المجال والذي وصل الى ان يصبح عدد الاطباء لكل عشرة الاف نسمة من السكان اعلى منه في الاردن عن الولايات المتحدة الامريكية وكثير غيرها من الدول. من جهتها ركزت السيدة غالينا مانتاي من وزارة الصحة الاتحادية الألمانية في محاضرتها المعنونه ب» الدراسات العليا في التعليم الطبي في ألمانيا» على خصائص ومميزات النظام التعليمي الألماني ونظام تأهيل الاطباء المتخصصين مؤكدة على ارتباط مدة الدراسة من حيث الزمن بنوعية التخصص.
الجلسة الخامسة
تناولت هذه الجلسة موضوع» المنشأت الصحية: التخطيط،البناء وادارة المشاريع الطبية» وفيها تحدث مساعد وكيل وزارة الصحة لشئون المستشفيات البحريني الدكتور وليد خليفة المانع عن « قطاع الرعاية الصحية في البحرين – التحديات والفرص» والذي شدد على نص الدستور البحريني على حق المواطنين في الرعاية الصحية شارحا ايضا الاستراتيجية الوطنية في البحرين لتحسين الصحة. هذا فيما قدم الرئيس التنفيذي للشركة العربية للرعاية الصحية في الامارات العربية المتحدة رضا صديقي رؤية حكومة الامارات لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الرعاية الصحية مبينا ان الحكومة الاماراتية استثمرت عائداتها من النفط في مجالات البنية التحية المختلفة خصوصا في مجالات التعليم والصحة وبهدف جعل الامارات احدى واجهات السياحة العلاجية في المنطقة.
الجلسة السادسة
بعنوان «ارتفاع الطلب على الرعاية الصحية: افضل الامثلة التطبيقية للتعاون العربي الألماني» انعقدت الجلسة السادسة للملتقى والتي ركزت على بحث اوجة التعاون العربي –الألماني في مجال الرعاية الصحية، في هذا الاطار القى المستشار الطبي لمستشفى شتوتجارت في ألمانيا البرفسور كلاودة كرير محاضرة عن « الجانب الاخر للسياحة الطبية – التغيير في افاق التعاون العربي الألماني» مشيرا فيها الى مستقبل تطور السياحة العلاجية موضحا ان العلاقة المستقبلية بين المستشفى والمريض سوف تتغير وان التعاون المستقبلي سوف يعتمد بدرجة كبيرة على التقدم التقني في المجال الطبي» .
كما القى الدكتور عبدالرحمن الحميضي المستشار الثقافي في سفارة المملكة العربية السعودية في ألمانيا محاضرةً بعنوان «التدريب الطبي للأطباء السعوديين في ألمانيا» تناول فيها مقارنةً احصائية بين القطاع الصحي في ألمانيا والمملكة. كما عرض المشاكل المستقبلية التي سيواجهها قطاع الرعاية الصحية في السعودية، مشيراً الى برنامج المنح الدراسية للأطباء السعوديين للتأهيل والعمل في ألمانيا والذي يعد نموذج للتعاون العربي الألماني منوهاً أيضاً بنقاط القوة التي تمتلكها ألمانيا في مجال الرعاية الصحية. وأختتم الدكتور الحميضي محاضرته بالاشارة الى وجود نحو 600 مبتعث سعودي في برنامج المنح في عموم أوروبا.
في الجانب الاخر قدمت الدكتورة نايفة شعلان عضو الخدمات الطبية في السفارة السعودية في ألمانيا مداخلة بعنوان « حقول التعاون الصحي السعودي الألماني» عارضةً لبيانات حول التطورات السكانية في المملكة العربية السعودية وموجزا عن قطاع الرعاية الصحية في المملكة والتغييرات والتطورات الجارية علية حاليا كما قدمت تصورا حول امكانيات تطوير التعاون السعودي الألماني في المجال الطبي مستقبلا.
كما أقيمت في إطار الملتقى ورشة عمل حول التعاون العربي الألماني في صناعة الأدوية والاستفادة من الخبرات الألمانية في هذا المجال.