شدد المشاركون في الملتقى السياحي العربي الألماني التاسع الذي انعقد في السابع من شهر آذار (مارس) ٢٠٠٧ وشارك فيه وزراء سياحة عرب وخبراء وممثلون عن مؤسسات سياحية حكومية
وخاصة على أهمية ربط السياحة العربية بالتنمية الشاملة، والحفاظ على البيئة والتنوع الثقافي وخصوصيات كل بلد، والابتعاد عن التقليد الكامل للدول المتطورة سياحيا.
وعُقد الملتقى ككل سنة بدعوة من غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية على هامش المعرض الدولي للسياحة في برلين الذي شارك فيه هذه السنة نحو ١١ ألف عارض من ١٨٤ دولة وزاره نحو ١٧٠ ألف شخص وافتتحه وزير الاقتصاد والتكنولوجيا ميشائيل غلوز ومحافظ برلين كلاوس فوفرايت بحضور كبار المسؤولين الأجانب.
واختيرت اليمن هذه السنة “ضيف شرف” وشريكا رئيسيا في الملتقى السياحي العربي الألماني حيث عرض وزير السياحة اليمني نبيل حسن الفقيه وضع السياحة في اليمن والجهود المبذولة لتطويرها لتصبح رافدا اقتصاديا يعتمد عليه. وشارك في مناقشات الملتقى وزير السياحة الجزائري موسى نورالدين، والأمين العام للجنة الشعبية للسياحة في ليبيا عمار مبروك اللطيف، ووزير السياحة العراقي لواء سميسم، ونائب الأمين العام لمنظمة السياحة الدولية طالب الرفاعي.
ألقى كلمة الافتتاح رئيس الغرفة د. توماس باخ الذي أبرز المساعي التي تبذلها الدول العربية لجذب السياح إليها مشيرا في هذا المجال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وإلى ما تتمتع به اليمن من مقومات سياحية وأثرية وطبيعية فريدة لا بد من العمل على استثمارها. وألقى الرئيس التنفيذي لمعرض برلين رايموند هوش كلمة أكد فيها على تنامي المشاركة العربية في المعرض السياحي، كما نقل وكيل وزارة الصناعة والتكنولوحيا الألمانية إرنست هينسكن في كلمته تحيات الوزير غلوز إلى المؤتمرين. وشدد عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير البحرين عادل ساتر في كلمته على ضرورة تحسين البنية التحتية السياحية في الدول العربية وتعزيز المشاركة بين القطاعين العام والخاص.
وعن وضع السياحة في اليمن ذكر وزير السياحة الفقيه أن بلده متحف حي مفتوح، لكن السياحة لا تزال ناشئة وبحاجة إلى بنى تحتية متنوعة يتشارك في إقامتها القطاع الحكومي مع القطاع الخاص” مشيرا إلى أن مكوناتها هي الطبيعة والإنسان. وتحدث عن مشروع جزيرة كمران البالغ مساحتها ١٦٠ كلم مربع، والذي قررت شركة “أوراسكوم” القيام به مع مستثمرين محليين ودوليين لبناء مجمع سياحي كبير، فقال إنه يشكل بداية للاستثمار في مشاريع تتمتع بالجاذبية في أنحاء مختلفة من اليمن. وبعد أن اشار إلى وجود مبالغات في ما يخص خطف السياح لفت إلى أن هذه الأمور توقفت في الفترة الأخيرة بفضل الخطوات الأمنية التي اتخذتها الحكومة اليمنية لضمان أمن السائح. وفيما أشار إلى أن السياحة العربية البينية مضمونة في اليمن قال إن وزارته تركز الآن على جذب السياح الألمان والأوربيين، لأن عددهم لم يتجاوز التسعة في المئة من مجمل عدد السياح الذين زاروا البلد العام الفائت والبالغ عددهم ٣٨٢ ألف شخص. ورأى رئيس شركة “أوراسكوم” سميح ساويريس أن اليمن يتمتع بمواقع تاريخية فريدة وجمال طبيعي أخاذ، وأن مشروع جزيرة كمران بداية انطلاق لمشاريع مماثلة على شواطئ اليمن الجميلة التي لا تزال بكرا.
وفي حلقة النقاش العامة عن تطور السياحة العربية قال الأمين العام للجنة الشعبية للسياحة في ليبيا عمار الطيف إن بلده بدأ منذ ثلاث سنوات فقط في التركيز على السياحة فتم سنّ قوانين وتسهيل الحصول على تأشيرة دخول في المطارات مشيرا إلى وجود خطة طموحة لتطوير السياحة الى ليبيا خلال السنوات العشر القادمة بمشاركة مستثمرين ليبيين وأجانب. ومن جانبه أكد وزير السياحة الجزائري نورالدين على تركيز حكومته على القطاع السياحي أكثر من السابق لافتا إلى توفر مقومات سياحة بحرية وجبلية وصحراوية وثقافية ودينية. وبعد أن تحدث عن قوانين جديدة تشجع على الاستثمار في السياحة وإقامة معاهد للتدريب والتأهيل المهني ورفع مستوى الخدمات وبناء فنادق جديدة لاحظ أن السياحة ستستفيد من رصد الحكومة ١٤٠ مليار دولار لبناء البنى التحتية في البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة. وشرح مستشار وزير السياحة العراقي بهاء المياح وضع القطاع في بلده فأشار إلى أنه كان مهملا جدا قبل عام ٢٠٠٣ رغم وجود ١٢٥٠٠ موقع أثري وديني في البلاد، مما أدى إلى انعدام وجود شبكة فنادق وبنى تحتية. وأضاف أن العراق يحتاج إلى دعم دولي للبدء في قطاعه السياحي من الصفر تقريبا بعد أن يتوقف الإرهاب ويعود الأمن والسلام. وحض مسؤول قسم السياحة والتنمية في مؤسسة التعاون التقني الألمانية “غي تي زد” كلاوس لينغيفيلد على أن يأخذ مسوؤلو قطاع السياحة العرب موضوع الحفاظ على البيئة والمناخ مأخذ الجد والعمل على الاستفادة من الطاقات المتجددة من حرارة الشمس وقوة الرياح.
وقال نائب الأمين العام لمنظمة السياحة الدولية الرفاعي في كلمة له إن عام ٢٠٠٦ كان ممتازا للسياحة الدولية حيث بلغ مردودها ٦٨٣ مليار دولار مضيفا أن المنظمة تتوقع معدل نمو سنوي في عدد السياح بمقدار ٤ في المئة حتى عام ٢٠٢٠. وتابع أن النمو السياحي في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كان الأعلى حيث تراوح بين ٤ و٥ في المئة، لكن الصين ستكون اللاعب الأكبر في العالم سياحيا في غضون سنوات قليلة. وبعد أن شدد على أهمية الأمن لتطوير السياحة دعا إلى التحلي بالمسؤولية البيئية سياحيا للحفاظ على الطبيعة، وبالمسؤولية الاجتماعية لناحية توزيع المردود السياحي بعدل، وبالمسؤولية المستقبلية لجهة الحفاظ على المناخ بعدما تأكد زيادة الاحتباس الحراري للأرض بسبب الاستهلاك البشري غير المسؤول للطاقة.
تعمل غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية على تنظيم الملتقى السياحي العربي الألماني سنويا في إطار معرض برلين الدولي للسياحة إدراكا منها لأهمية هذا القطاع في التنمية الإقتصادية والإجتماعية التي تشهدها الدول العربية والخبرات الألمانية الواسعة في هذا القطاع من إدارة فندقية وتدريب وتأهيل علاوة عن أن ألمانيا في مقدمة البلدان المصدرة للسياحة الى العالم الخارجي وتمتد السياحة الألمانية الى البلدان العربية بمعدلات مرتفعة كما يزداد في المقابل اعداد السياح والزائرين العرب الى ألمانيا بشكل مضطرد وبالذات بغرض السياحة العلاجية.