انعقد الملتقى الاقتصادي العربي الألماني السابع والعشرون خلال الفترة 3-5 يونيو 2024م في برلين بمشاركة أكثر من 350 من السياسيين والسفراء ورجال الاعمال والخبراء والمهتمين بالعلاقات الاقتصادية العربية الألمانية. وكانت سلطنة عُمان شريك الملتقى لهذا العام.

 وفي حفل الافتتاح الرسمي للملتقى القى السيد اولاف هوفمان المنتخب حديثًا رئيسا للغرفة كلمة رحب فيها بالحاضرين مقدما الشكر للرئيس السابق للغرفة الدكتور بيتر رامزوار للجهود التي بذلها خلال السنوات العشر الماضية لتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية متحدثا أيضا عن قصة نجاح الغرفة خلال السنوات الماضية من حيث العضوية والخدمات وتوسعة شبكة الاتصالات والتواصل مشيرا الى ان رؤيته المستقبلية لتطوير عمل الغرفة تتضمن البناء على هذا النجاح وتعزيز شبكة تواصل الغرفة داخل ألمانيا.  مشددا على ضرورة التوجه الى الشركات المتوسطة والصغيرة والتي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الألماني والتي ستكون احدى أولويات عمل الغرفة في الفترة القادمة.

في كلمته في الملتقى قدم الدكتور مصطفى أديب عميد السلك الدبلوماسي العربي في برلين وسفير الجمهورية اللبنانية الشكر باسم السلك الدبلوماسي العربي للغرفة على تنظيم النسخة السابعة والعشرين من الملتقى مؤكدًا على الأهمية الكبيرة للعلاقات الاقتصادية العربية الألمانية، كما تحدث عميد السلك الدبلوماسي العربي عن الدور البارز الذي يلعبه الملتقى في خلق فوائد متبادلة بين ألمانيا والعالم العربي.

من جانبه أشاد معالي الدكتور سعيد محمد الصقري وزير الاقتصاد العماني، بالملتقى كمنصة أساسية للتبادل الاقتصادي العربي الألماني، حيث يجمع صناع القرار من العالمين العربي والألماني. مشيرا الى العديد من القطاعات الاقتصادية الواعدة في السلطنة مثل الذكاء الاصطناعي، المدن الذكية، اللوجستيات وسلاسل التوريد القوية. مؤكدا بشكل خاص على أهمية قطاعي اللوجستيات والسياحة كقطاعات اقتصادية استراتيجية.

ورحب سمير عبد الله ناس رئيس اتحاد الغرف التجارية العربية رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين بالمشاركين. وأوضح أن هناك العديد من الفرص للتعاون الاقتصادي بين ألمانيا والعالم العربي، مشيرًا إلى أن الناتج المحلى الإجمالي للعالم العربي يبلغ 3.5 ترليون دولار سنويًا ومع هذا الرقم فان الدول العربية ما تزال تمتلك إمكانات أكبر من خلال الموارد غير المستغلة بعد والعدد الكبير من الشباب المتعلمين جيدًا بالإضافة الإمكانيات التي تخلقها عملية نقل التكنولوجيا والمعرفة.

كما سلط خالد الجفالي رئيس مجلس الأعمال السعودي الألماني ورئيس مجموعة الجفالي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الضوء على رؤية السعودية 2030 والمشاريع الواعدة مثل مشروع البحر الأحمر العالمي، وأشار إلى أن السعودية تتطور بشكل متزايد لتصبح موقعًا اقتصاديًا هامًا يتميز بالتطورات المبتكرة. وذكر الجفالي أن الهدف المعلن للحكومة السعودية هو إنتاج مليون سيارة كهربائية في المستقبل القريب، منوهًا الى أن 30 في المئة من العاملين في السعودية هم من النساء، مما يعكس تطور الواقع الاجتماعي في البلاد.

من جانبها شكرت الدكتورة فرانزيسكا برانتنر، وزيرة الدولة في وزارة الاقتصاد الاتحادية الرئيس أولاف هوفمان والأمين العام عبد العزيز المخلافي على تنظيم الملتقى، وأوضحت أنه على الرغم من التحديات العديدة التي تواجهها مختلف دول العالم في الوقت الحالي مثل تغير المناخ وعدم الاستقرار الجيوسياسي، فإن التعاون بين ألمانيا والعالم العربي هو نقطة أساسية لمواجهة هذه التحديات. مشيرة بشكل خاص إلى إمكانيات التعاون الكبيرة مع العديد من الدول العربية وخصت بالذكر سلطنة عُمان، شريك الملتقى هذا العام، كموقع ذو إمكانات ممتازة في إنتاج الطاقة الشمسية والهيدروجين.

وتضمنت اعمال الملتقى في دورته لهذا العام جلسات عامة متنوعة تم فيها مناقشة مواضيع حيوية تتناول التطورات الحالية الى جانب الرؤى المستقبلية للعديد من القطاعات الأساسية حيث تم نقاش المواضيع التالية:  ” بناء المناطق الحديثة، المدن الذكية: البنية التحتية الرائدة لمراكز الأعمال المستقبلية”، “مستقبل اللوجستيات وربط القارات: مشاريع لوجستية ونقل مستقبلية تشكل التنمية الإقليمية”، “ديناميكيات الذكاء الاصطناعي: إدارة المخاطر واستغلال الفرص لتحويل الأعمال”، “عبر الحدود، الاستفادة من الفرص في المناطق الخاصة والحرة العربية – رؤى استراتيجية للشركات الألمانية”، “آفاق خضراء، إدارة سلاسل التوريد القوية والتعاون في مجال الطاقة المستدامة”. ” تحول الاقتصادات: فرص التعاون في الفعاليات الثقافية والرياضية والبيئية لنمو السياحة المستدامة”، وتم تخصيص الجلسة السابعة في الملتقى للحوارات الدبلوماسية بعنوان “السفراء يكشفون عن مشاريع مستقبلية في التعاون العربي الألماني”. هذا الى جانب العديد من لقاءات المائدة المستديرة التي بحث في سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين ألمانيا والشركات الألمانية وعدد من الدول العربية.