أنعقد الملتقى الاقتصادي العربي الألماني الثاني والعشرين خلال الفترة 4 – 6 أكتوبر 2021م، بمشاركة ما يقرب من 250 من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الاعمال من الجانبين العربي والألماني، وبمشاركة مميزة على المستوى الوزاري من دولة ليبيا، الشريك الرئيسي للملتقى للعام 2021م. وفي حفل الافتتاح القى معالي السيد عبد الحميد الدبيبة رئيس وزراء ليبيا، كلمة عبر الفيديو أكد فيها أهمية الشراكة بين ليبيا وألمانيا، مُشيراً إلى التحديات التي تواجهها ليبيا في الوقت الراهن. وعبر عن شكره لجهود ألمانيا في عملية السلام الجارية في بلاده، مُشيراً إلى جهود إعادة الإعمار في ليبيا وإسهامها في إستقرار المنطقة، وعبّر عن شكره للدكتور بيتر رامزاور رئيس الغرفة والأستاذ عبد العزيز المخلافي الأمين العام والغرفة على تنظيم هذا الملتقى.
رحب الدكتور بيتر رامزوار رئيس الغرفة بالمشاركين، مؤكدا ان العدد الكبير من الوزراء والسفراء وممثلي الشركات العربية والألمانية الذين قرروا المشاركة في الملتقى رغم الصعوبات في السفر واللقاءات التي تفرضها جائحة كورونا، دلالة على أهمية الملتقى كمنصة رئيسية لعلاقات الأعمال العربية الألمانية والدور الهام الدي تقوم به الغرفة في هذا الجانب.
شدد سعادة الدكتور مصطفى اديب سفير الجمهورية اللبنانية عميد السلك الدبلوماسي العربي، في كلمته على الدعم الكامل من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي في المانيا للغرفة وجهودها في تعزيز التعاون الاقتصادي العربي الألماني. وأشار الى التحديات العالمية الحالية، وخاصة في المنطقة العربية، وأنه رغم هذه التحديات الكبيرة الا ان هناك فرصاً هائلة لكلا الجانبين العربي والالماني من خلال التعاون الاقتصادي والشراكة المتوازنة.
نوّه سعادة السيد أندرياس فيشت وزير الدولة في وزارة الاقتصاد والطاقة الاتحادية الألمانية، في كلمته الى ارتفاع الطلب على المنتجات الألمانية في الخارج وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن الشركات الألمانية من بين الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة والتكنولوجيا، وخصوصا في مجال طاقة الهيدروجين. مستعرضا اهم الاتفاقات التي وقعتها المانيا في هذا الإطار مع العديد من الدول العربية. وأكد استعداد الشركات الألمانية تقديم خبرتها للدول العربية، واعتبر ان ليبيا شريك مهم لألمانيا، وان النجاح الاقتصادي سيكون ركيزة للاستقرار وكذلك داعما لجهود إعادة الاعمار.
شكر معالي الأستاذ محمد الحويج وزير الاقتصاد والتجارة الليبي، في كلمته ألمانيا على دعمها لليبيا في هذه المرحلة، مؤكداً ان التعاون الاقتصادي العربي الألماني يعد مثالا يحتذى به.، وان ليبيا تتطلع الى تعزيز مساهمة الشركات الألمانية في تنفيذ المشاريع التنموية وإعادة البناء، خصوصا في ضوء تحسن الأوضاع في ليبيا وارتفاع أسعار النفط واستقراره والذي يمثل اهم الصادرات الليبية. وأشار الى ان المشاركة الليبية الواسعة في الملتقى خصوصا من جانب القطاع الخاص تؤكد الرغبة الليبية في تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية مع الإقتصاد الألماني.
أكد سعادة الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة، رئيس مجلس إدارة شركة المنيوم البحرين “البا”. ان المانيا تُعد شريكا اقتصاديا مهما للبحرين منذ بدأت العلاقات بين البلدين في العام 1972م. واستعرض مسيرة عمل شركة البا منذ السبعينات لتصبح اليوم أحد الركائز الصناعية في البحرين وشركة رائدة في صناعة الالمنيوم ليس فقط في المنطقة العربية ولكن أيضا على المستوى العالمي. وذكر ان الشركات الألمانية تعتبر من الشركاء المهمين بسبب معرفتها الصناعية والتقنية.
أكد الدكتور فولكر ترير، الرئيس التنفيذي للتجارة الخارجية، في اتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية (DIHK)، في كلمته ان الملتقى الاقتصادي العربي الألماني هو الحدث المميز في مجتمع الأعمال العربي الألماني، وان الملتقى يمثل فرصة لاستكشاف فرص الأعمال الهائلة الموجودة في العالم العربي. ونوه الى ان اتحاد الغرف الألمانية فخور بدعم الملتقى، وان الشركات الألمانية تسعى باهتمام الى تعزيز علاقتها الاقتصادية مع ليبيا وترغب في التوسع في إقامة الاعمال والاستثمار وبناء شراكة قوية مبنية على الثقة والاحترام، مشددا على ان الغرفة واتحاد الغرف الألمانية تنتمي إلى عائلة واحدة ملتزمة بتطوير التعاون الاقتصادي العربي الالماني بالتعاون الوثيق أيضا مع وزارة الاقتصاد والطاقة الألمانية.
تضمّن برنامج الملتقى محاور مُتعدّدة في العلاقات العربية الألمانية، ومنها: التعاون الليبي الألماني في قطاع الطاقة، الخدمات اللوجستية والنقل: التنقل والاتصال في العالم العربي، البنية التحتية الحضرية والمدن الذكية: إعادة الإعمار والتنمية المستدامة وتحديث الاقتصاد، الرقمنة: كيف يمكن أن تقود الثورة الصناعية الرابعة التنويع في الدول العربية، نقل المعرفة: مفتاح استدامة الأعمال ونجاح التحول الرقمي، مستقبل الاستثمار والتمويل في العلاقات الاقتصادية العربية الالمانية: تغيير التركيز وإطار أعمال هذا بالإضافة الى جلسة خاصة حول مستقبل العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية.
جلسة حوار السفراء حول مستقبل العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية، أدارها الدكتور Florian Amereller، الشريك في Amereller Legal Consultants وشارك فيها كل من، سعادة السيد مايكل أونماخت سفير ألمانيا في ليبيا، وسعادة الأستاذ لقمان الفيلي سفير جمهورية العراق في ألمانيا، وسعادة السيد ديتر هالر سفير ألمانيا الأسبق في المملكة العربية السعودية وعضو مجلس أمناء مجموعة دوسمان. حيث أكد المتحدّثون على أن إعادة الإعمار للبلدان التي شهدت عدم استقرار خلال الفترة الماضية وحفظ السلام فيها مرتبطان بالاستقرار السياسي، وأنه بالعمل مع الشركاء والمستثمرين الدوليين ستكون هناك إمكانية لتعزيز القطاعات الاقتصادية مرة أخرى، والتي بدورها ستؤدي إلى السلام والاستقرار والازدهار على المدى الطويل.
لقد مكّن الملتقى الاقتصادي العربي الألماني الرابع والعشرون المشاركين من تعزيز العلاقات الشخصية المباشرة بين رجال الاعمال العرب ونظرائهم الالمان وكان من أبرز الفرص التي اتاحت هذه اللقاءات الشخصية هو حفلي العشاء والاستقبال الّذين أقامتهما الغرفة وأتاحا الفرصة لتكثيف المناقشات وإجراء اتصالات جديدة بين ممثلي الجانبين العربي والألماني.