أكد معالي الدكتور جيدو فسترفيله وزير الخارجية ونائب المستشارة الألمانية على إهتمام ألمانيا المتزايد في دعم تطوير العلاقات العربية الألمانية وخاصة في المجال الإقتصادي. يأتي ذلك من خلال الزيارات المكثفة للمسئولين الألمان إلى الدول العربية، جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال حفل العشاء الذي أقامته الغرفة في إطار الملتقى الإقتصادي العربي الألماني الثالث عشر مساء يوم 3 يونيو 2010 في فندق ريتزكارلتون في برلين. وأشار الوزير إلى أنه يولي العالم العربي أهمية خاصة إذ قام بصفته وزيراً للخارجيةخلال فترة قصيرة بزيارة كل من السعودية وقطر والإمارات واليمن في يناير 2010 تبعتها زيارة أخرى لكل من لبنان والأردن وسوريا ومصر في شهر مايو. وأكد فسترفيله على تشجيعه للتعاون الإقتصادي وخاصة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعا المستثمرين العرب إلى توسيع نشاطهم الإستثماري في ألمانيا وشدد على ضرورة توسيع عمليات تبادل الطلاب العرب والألمان لما يساهم ذلك في تشجيع التفاهم المتبادل وإقامة شراكات وصداقات مستديمة. ووصف معاليه الملتقى الإقتصادي العربي الألماني بأنه المكان المثالي للتواصل بين رجال الأعمال العرب والألمان.
وكان الملتقى الإقتصادي العربي الألماني الثالث عشر قد أختتم أعمالة يوم 4 يونيو 2010 في فندق ريتزكارلتون في برلين وشارك فيه حوالي 600 من ممثلي قطاعات الأعمال والإقتصاد والسياسة من الدول العربية وألمانيا.
تطرق الدكتور توماس باخ رئيس الغرفة في كلمته الإفتتاحية إلى المعطيات المستجدة المؤثرة في تطور الإقتصاد الألماني وفي العلاقات الإقتصادية العربية الألمانية وأهمية هذه العلاقات كعامل مساعد للتغلب على تبعات الأزمة الإقتصادية المالية العالمية. كما أوضح بأن توقعات البنك الدولي تشير إلى أن إقتصاديات الدول العربية ستنمو بمعدل قدره 4,4 بالمائة في العام الجاري وأن هذا النمو سيتواصل خلال السنوات القادمة ونوه الدكتور باخ إلى برامج الإستثمارات الواسعة في الدول العربية وخاصة في مجالات الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمطارات والطاقة والطاقة البديلة وقطاعات المياه والصرف الصحي والبتركيماويات والصحة والتعليم والسياحة والبناء السكني وأشار إلى النشاط الإستثماري العربي في ألمانيا التي قامت به دولتي الإمارات العربية المتحدة وقطرفي العام الماضي منوهاً بالإهتمام الذي يبدية الطرفين العربي والألماني في تطوير علاقات التعاون والشراكات الإستراتيجية وإنعكس ذلك في الزيارات المتبادلة بين الجانبين وخاصة الزيارة الأخيرة لدولة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في نهاية شهر مايو 2010 إلى منطقة الخليج وزيارة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودولة رئيس وزراء فلسطين سلام فياض في هذا العام إلى ألمانيا حيث نظمت الغرفة بالتعاون مع مؤسسات أخرى لقاءات لهم مع نُخب من رجال الأعمال الألمان.
من جانبه أكد الدكتور فانسليبن الرئيس التنفيذي لإتحاد غرق التجارة والصناعة الألمانية على الأهمية المتنامية للعلاقات الإقتصادية العربية الألمانية وأنها مبنية على الثقه المتبادلة بين الشركاء الأصدقاء.
وأشارمعالي الأستاذ الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي سفير المملكة العربية السعودية وعميد السلك الدبلوماسي العربي في ألمانيا إلى أن التعاون العربي الألماني يتطور على كافة المستويات في جو سياسي ملائم تدعمه حركة زيارات القادة السياسيين من الجانبين كما نوه إلى تضاعف حجم الصادرات الألمانية إلى الدول العربية خلال السنوات العشر الماضية وإلى النشاط الإستثماري العربي الواسع في ألمانيا مذكراً بأن المناخات الإستثمارية قد تطورت بشكل واضح في الدول العربية وذلك بشهادة المنظمات والبنوك الدولية ونوه إلى الفرص الواسعة التي تتيحها خطط التنمية في المملكة العربية السعودية للمستثمرين الألمان وللشركات الألمانية وخاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة ورفع كفاءة استخدام الطاقة وإدخال الطاقات المتجددة والبناء والتشيد مشيراً إلى أن حجم الإستثمارات اللازمة لتنفيذ خطط بناء المدن إقتصادية في المملكة يتجاوز 463 مليار دولار.
ووصف سعادة الدكتور برند بفافنباخ وكيل وزارة الإقتصاد والتكنولوجيا الألمانية زيارة المستشارة الألمانية إلى كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر ومملكة البحرين بأنها ناجحة حيث تضمنت إلى جانب المحادثات الإقتصادية و السياسية فتح الفرص أمام الشركات الألمانية المرافقة وخاصة الصغيرة والمتوسطة منها لعرض تقنياتها العالية ومنتجاتها المتطورة على المهتمين هناك، وأوضح بأن مجالات التعاون بين المانيا والدول العربية واسعة وبأنها تكتسب الأن اهمية بالغة خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والبتروكيماويات وكافة مجالات التقنية العالية والتعليم والتدريب وأنة يجب السعي إلى تطويرعلاقات تفيد الطرفين. كما ذكر الدكتوربفافنباخ بأن الحكومة الألمانية تسعى إلى إيجاد الحلول المناسبة مع شركائها الأوروبين ومن دول الخليج العربي لتوقيع إتفاقية التجارة الحرة. بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الإتحاد الأوروبي.
وأكد معالي الأستاذ عدنان القصار وزير الدولة في الجمهورية اللبنانية ورئيس مجلس الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية على أن الدول العربية تنظر إلى العلاقات مع الإتحاد الأوروبي عموماً ومع ألمانيا خصوصاً على أنها دعامة أساسية في المسيرة العربية نحو التعاون الإقتصادي العربي الدولي. وأكد على أن هذا الملتقى يعتبر أحد آليات التعاون الأساسية بين الدول العربية وألمانيا وأنه يساهم في فتح قنوات جديدة من الشراكة بين العالم العربي وألمانيا وقطاعيهما الخاصين.
ونوه الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ البحرية في مملكة البحرين إلى نجاح مسيرة العلاقات الإقتصادية العربية الألمانية مستشهداً في تطور العلاقات الإقتصادية البحرينية الألماينة مشيراً إلى التسهيلات الكبيرة التي يلقاها المستثمرون الأجانب في المملكة وإلى البنية التحتية المتطورة وإلى موقع البحرين الإستراتيجي.
وإنعكست حيوية العلاقات الإقتصادية العربية الألمانية في العروض والمناقشات التي جرت في جلسات المؤتمر المختلفة والتي شملت قطاع البناء وكفاءة استخدامات الطاقة، قطاع تقنيات المعلوماتية والإتصالات، عملية دخول الأسواق والتمويل، الخصخصة والإستثمارات، قطاع البيئة والمياه والصرف وقطاع النقل واللوجيستك. وهذا ما ينطبق على بقية الجلسات الخاصة التي تناولت مواضيع حول دور المرأه العربية في الحياة الإقتصادية، والتعاون التجاري والإستثماري مع العراق وعن الشركات العائلية وعن كيفية إقامة أعمال إستثمارات ناجحة في ألمانيا.
وتناولت الجلسةالختامية موضوع آفاق تطوير العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية. حيث تم الإجماع في هذه الجلسة على تقييم إيجابي لتطور العلاقات الإقتصادية العربية الألمانية. حيث تطرق معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسيدي أمين عام وزارة الخارجية في سلطنة عمان إلى التحديات والفرص المتاحة من خلال إرتفاع عدد الشباب الباحثين عن عمل في العالم العربي، إذ زاد عدد الشباب الذين يبلغ سنهم بين 20 و 24 عاماً 10 ملايين في عام 1950 ليرتفع إلى 36 مليون في عام 2006 ومن المتوقع وصول هذا العدد إلى 56 مليون في عام 2050. وأشار الدكتور توماس باخ رئيس الغرفة إلى الفروق بين البلدان العربية من وجهة نظرالإقتصاد والرأي العام الألماني. وركزسعادة سفير جمهورية مصر العربية الأستاذ رمزي عز الدين رمزي على قطاعي الطاقة البديلة والتعليم والتدريب كمحورين هامين للتعاون بين ألمانيا والدول العربية. وقدم السيد كارل فندلينغ من وزارة الإقتصاد والتكنولوجيا الألمانية شرحاً عن عمليات وأدوات الدعم التي تقدمها الحكومة الألمانية للشركات التي لديها أنشطة في الخارج.وأوضح الأستاذ صائب نحاس رجل الأعمال السوري المعروف الإتجاه الإيجابي والمستمر للمنحى الذي تتخذه العلاقات الإقتصادية العربية الألمانية وطالب الدكتور يورج فستفال مدير شركة شيكو العالمية بوجوب قيام ممثلي السياسة بدعم رجال الأعمال.
ضمن فعاليات الملتقى الإقتصادي العربي الألماني الثالث عشر تم تكريم شخصيات عربية وألمانية تقديراً لدورهم المميز في تطوير العلاقات الإقتصادية بين الدول العربية وألمانيا. تم ذلك في حفل العشاء الذي أقامته الغرفة بحضورممثلي السياسة والإقتصاد من الدول العربية وألمانيا بما فيهم أعضاء السلك الدبلوماسي العربي في ألمانيا حيث قام معالي الأستاذ الدكتور أسامة بن عبد المجيد شبكشي سفير المملكة العربية السعودية وعميد السلك الدبلوماسي العربي في ألمانيا والدكتور توماس باخ رئيس الغرفة والأستاذ عبد العزيز المخلافي أمينها العام بتقديم أعمال من الزخف الفاخر تمثل بوابة براندنبورغ الشهيرة في برلين لكل من سعادة الأستاذ محمد المصري رئيس مجلس إدارة الإتحاد العام للغرف التجارية المصرية وسعادة الأستاذ أحمد محمد المدفع رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة وسعادة المهندس سليمان السياري المدير العام للشركه السعودية الألمانية للتنمية والإستثمار (ساجكو) والأستاذ هربرت جروينفالد الرئيس التنفيذي السابق لشركة دورنيه للاستشارات وصاحب شركة جروينفالد للاستشارات.
برنامج الملتقى | كٌراس الملتقى |