نظمت الغرفة بالتعاون مع مجلس السفراء العرب وحكومة ولاية شمال الراين-وستفاليا واتحاد الغرف الصناعية والتجارية الألمانية (IHK) في الولاية في السابع من شهر نوفمبر 2019م الملتقى الاقتصادي العربي الألماني الأول في ولاية شمال الراين-وستفاليا في مدينة دوسلدورف، أفتتح رئيس الوزراء أرمين لاشيت الملتقى بحضور السفراء العرب في ألمانيا وممثلي الشركات الألمانية في الولاية. وتأتي أهمية هذا الملتقى في كون 30 في المئة من جميع الشركات الألمانية التي لديها علاقات تجارية مع الدول العربية تأتي من ولاية شمال الراين-وستفاليا. كما يهدف الملتقى الى تعميق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين ألمانيا بشكل عام وولاية شمال الراين بشكل خاص مع الدول العربية ودعم التواصل بين الشركات العربية والشركات الألمانية.
وفي كلمته في افتتاح الملتقى أكد رئيس الوزراء لاشيت ان ولاية شمال الراين، التي يبلغ حجم التبادل التجاري لها مع الدول العربية نحو 5,3 مليار يورو، تعد واحدة من الولايات الألمانية التي تساهم بأكبر جزء في حجم التبادل التجاري الألماني العربي، واضاف رئيس الوزراء: “تعد المنطقة العربية شريكًا مهمًا لولاية شمال الراين – وستفاليا وتتمتع بفرص كبيرة في السوق حيث تقدم العديد من شركات الولاية ولسنوات طويلة خبرتها في مختلف دول العالم العربي، بالإضافة الى التعاون في مجالات مثل التعليم العالي والشرطة، وأشار لاشيت الى “الارتباط المشترك في مواجهة التحديات الدولية مثل تغير المناخ، التحول في الطاقة والرقمنة، والتي يمكن بالعمل المشترك والتعاون بين الجانبين ان نتجاوزها”.
من جهته أكد الدكتور مصطفى اديب سفير الجمهورية اللبنانية وعميد السلك الدبلوماسي العربي في ألمانيا ان المعرفة والتقنية الألمانية مطلوبة بشكل كبير في الدول العربية، مضيفاً ان العلاقات العربية الألمانية نمت تاريخياً وتشمل الآن ليس فقط الاقتصاد، ولكن أيضًا العلوم والرياضة والثقافة. وقد أشاد كل من بوركهارد لاندرز نائب رئيس اتحاد الغرف الصناعية والتجارية الألمانية في الولاية والأستاذ عبد العزيز المخلافي امين عام الغرفة في كلماتهم امام الملتقى بالعلاقات الاقتصادية العربية الألمانية والتي وصل حجمها الى 43 مليار يورو خلال العام 2018م، بالإضافة الى الاستثمارات العربية في ألمانيا والتي تتجاوز 100 مليار يورو وبما تمثله من دعم مهم للاقتصاد الألماني.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي مُثلت بوفد كبير في الملتقى، مثالاً على فعالية الشراكة الاقتصادية العربية الألمانية حيث أشاد مروان السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، بالتقنيات والمعرفة الألمانية والتي تحظى بالترحيب الشديد في الإمارات. من جانبه قال وزير الاقتصاد في ولاية شمال الراين البرفسور اندرياس بينكوارت ان أكثر من 100 شركة من الإمارات العربية المتحدة قد استقرت في الولاية، مضيفا ان معرض Expo2020 والذي سيعقد العام القادم في دبي سيكون له أهمية خاصة بالنسبة للاقتصاد في شمال الراين.
وفي كلماتهم امام الملتقى أكد كل من وزير الاقتصاد في ولاية شمال الراين البرفسور بينكوارت والدكتور بيتر رامزاور الوزير الاتحادي السابق رئيس الغرفة ان قطاعات البنية التحتية والرقمنة تمثلان إمكانيات إضافية للتعاون العربي الألماني، فيما أضاف البرفسور بينكوارت قائلاً ” المنطقة العربية تمر بتغيير جذري وتسعى الى بناء صناعات وتقنيات جديدة وتوسيع بنيتها التحتية، وهنا تعتبر ولاية شمال الراين-وستفاليا شريكًا قويًا في هذا الجانب، خاصة في مجالات الهندسة الميكانيكية والابتكار والتدريب”. من جانبه أشار الدكتور رامزاور بشكل خاص إلى خطط التنمية العديدة في الدول العربية والتي اكتسبت زخماً هائلاً في الفترة الاخيرة. مضيفاً انه “على الرغم من العديد من التحديات، فإن الرقمنة تزيد من الفرص لتسريع عمليات التصنيع”، مشددًا على أن فرص المشاريع المشتركة في العالم العربي متنوعة حيث قال “الدول العربية متنوعة للغاية وتوفر فرصًا تجارية في جميع القطاعات، وهذا ينطبق على كل من الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة “. مؤكداً على ان الغرفة مستعدة لمواصلة دعم وتطوير التعاون المشترك بين الشركات الألمانية والعربية.
وقد عقدت عدة جلسات للنقاش في الملتقى حيث تناولت احدى الجلسات الاستعدادات لمعرض Expo2020 القادم في دولة الامارات العربية المتحدة، كما تناولت أربع جلسات أخرى اهم التطورات في العلاقات الاقتصادية الألمانية العربية والتي شملت مواضيع إدارة الطاقة والمياه والبيئة والصحة، كما ناقش العديد من الخبراء والمهتمين مواضيع البنية الأساسية والتصنيع والرقمنة والأمن الغذائي. كما عقدت ورشة عمل ناقش فيها الخبراء آخر خيارات التمويل للمشاريع المشتركة لا سيما في إطار مبادرة AfricaConnect الألمانية. كما تم مناقشة هذه المواضيع في اللقاء بين السفراء العرب وكل من رئيس وزراء ولاية شمال الراين أرمين لاشيت وكذلك رئيس بلدية مدينة دوسلدورف، توماس جيزيل. وخلال حفل الاستقبال في دار البلدية سجل السفراء العرب انطباعاتهم عن المدينة في الكتاب الذهبي للمدينة.
وقد اختتم الملتقى بحفل عشاء في النادي الاقتصادي بمدينة دوسلدورف برعاية شركة Ecolog، حيث تبادل المشاركون في الملتقى الأفكار وفرص إقامة الاعمال والتعاون المشترك.