نظمت غرفة التجارة والصناعة والزراعة الليبية بالتعاون مع الغرفة ومع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في ليبيا خلال الفترة 7-8 مارس 2023م في العاصمة طرابلس الملتقى الاقتصادي الليبي الألماني الثاني والذي انعقد برعاية معالي رئيس الوزراء في الحكومة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وبمشاركة أكثر من 20 شركة ألمانية و30 من ممثلي هذه الشركات والمؤسسات الألمانية الى جانب ورجال الأعمال الليبيين والمؤسسات العامة ذات العلاقة بالإضافة الى وزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد الحويج.

وأكد رئيس الوزراء في كلمته امام الملتقى دعمه للملتقيات والمؤتمرات الاقتصادية التي تُعقد في ليبيا من أجل تفعيل الشراكة بين شركات القطاع الخاص والعام الليبية مع الشركات الأخرى، مشيداً بتاريخ العلاقات الاقتصادية الليبية الألمانية واستمرارها رغم الظروف التي مرت بها ليبيا. كما اعلن رئيس الوزراء ” عن توجه حكومة الوحدة الوطنية نحو مد أوروبا بالكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية”.وأضاف الدبيبة إن “حكومة الوحدة فتحت باب الاستثمار في مجال الطاقة”، مؤكدا عزم الحكومة الليبية الدخول في مجال الطاقة الخضراءGreen Green ، “إذ إن ليبيا تمتلك كل الإمكانات في هذا المجال”. وقال رئيس الوزراء “نحن نريد استثماراً حقيقياً من خلال النفط والغاز، وليبيا لن تبقى هكذا دائماً وستكون رائدة في المجالات كافة”.

وفي كلمته خلال الملتقى أكد الأمين العام الأستاذ عبد العزيز المخلافي، على أهمية العلاقات الاقتصادية الليبية وعلى دور الغرفة في تعزيز العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية والليبية الألمانية مع سعى الغرفة الى ان لا تقتصر العلاقات الاقتصادية بين الجانبين على تبادل السلع والبضائع ولكن ان تساعد على نقل المعرفة والتكنولوجيا وتبادل الخبرات بما يحقق الفائدة للجانبين. واشار الأمين العام الى ان ليبيا تعد أحد اهم وأبرز الشركاء التجاريين بين الدول العربية والافريقية وتتبوأ المركز الأول في قائمة الدول العربية الأكثر تصديرا الى ألمانيا.  وشدد الأستاذ المخلافي على ان الغرفة تعمل بالتعاون مع الجميع لتفعيل دور الشركات الألمانية في البناء والتنمية التي انطلقت في ليبيا، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي بين ألمانيا وليبيا يملك تاريخاً عريقاً.

من جانبه أكد السفير الألماني في ليبيا Michael Ohnmacht ان مؤتمر الأمم المتحدة لتسوية النزاع في ليبيا والذي عقد في برلين والتي دعمت بها ألمانيا جهود وساطة الأمم المتحدة، لم تكن ناجحة فحسب، بل أكدت أيضًا على الالتزام المستمر بمواكبة ودعم التحول السياسي في ليبيا. ومن هذا الدعم إعادة فتح السفارة الألمانية في طرابلس بعد ان ظلت لفترة تمارس اعمالها من تونس. كما يتم الاعداد لإعادة فتح القسم القنصلي في السفارة.

ويأتي انعقاد الملتقى في ضوء التطور الإيجابي للأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في ليبيا وعودة الشركات الأجنبية للعمل والاستثمار، فمن جهة وصل انتاج النفط الى مستوى ثابت يزيد قليلا عن 1.1 مليون برميل يومياً، الى جانب تسوية مسألة معاملات الدفع الأجنبية عبر البنك المركزي الليبي. ومن جهة أخرى تظهر المؤسسات الرسمية والشركات في ليبيا اهتماما كبيرا بالتعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع ألمانيا.

وينصب التركيز في العلاقات الاقتصادية الليبية الألمانية على التعاون في قضايا الطاقة، حيث تعد ليبيا الدولة التي تمتلك أكبر احتياطيات من النفط والغاز في إفريقيا، ولطالما شاركت الشركات الألمانية في قطاع النفط والغاز الليبي. وبسبب الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة التي نتجت عنها أصبحت ليبيا الان تتمتع بأهمية إستراتيجية جديدة كمورد مهم وقريب للطاقة الى المانيا واوروبا. بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام بإمكانات ليبيا في مجال الطاقات المتجددة، خصوصا ان السلطات الليبية أظهرت أيضا اهتمامها بهذا الجانب حيث أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية أنها ستتولى دورًا رائدًا كجزء من استراتيجية إزالة الكربون.

  وانطلاقا من هذا هنالك دعم وتشجيع لشركات النفط العاملة في ليبيا على الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والتي تكتسب أهمية إضافية نظرا لاعتماد الاقتصاد الليبي شبة الكامل على إنتاج النفط والغاز وكذلك توافر ليبيا على الظروف المثالية لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والإمكانات الكبيرة والجيدة في انتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.

الى جانب ذلك فان التكنولوجيا والخبرة الألمانية مطلوبة ومرغوبة بقوة في ليبيا في كل القطاعات الاقتصادية بشكل عام وفي مجالات تحديث البنية التحتية النفطية والتي تعوزها الصيانة منذ العام 2011م، وكذلك في مجال اصلاح وتحديث محطات وشبكات انتاج الطاقة الكهربائية بشكل خاص.

وقد شملت اعمال الملتقى عقد جلسات عمل ترتكز على التحديات والفرص في مجال الطاقة وممارسة الأعمال في ليبيا والتعاون الإنمائي الألماني الليبي، كما تخلل الملتقى لقاء بين وفد الغرفة مع عدد من رجال الأعمال الليبيين، ولقاء فني جمع الشركات الألمانية المتخصصة في مجال الطاقة مع مسؤولي قطاع النفط والغاز بالمؤسسة الوطنية للنفط، وعدد من خبراء الشركة العامة للكهرباء.
وعلى هامش اعمال الملتقى استقبل رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة في ليبيا الاستاذ محمد الرعيض الأمين العام الأستاذ عبد العزيز المخلافي والوفد المرافق له. وخلال اللقاء تم مناقشة أهم الفرص السانحة للاستفادة من الملتقى الاقتصادي الليبي الألماني وتوظيف مخرجاته في تعميق التعاون بين البلدين، وبحث التسهيلات اللازمة لتشجيع الشركات الألمانية على تسريع العودة للعمل في ليبيا، وفتح المجال لتدشين مشاريع ألمانية استثمارية في مجالات النفط والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة والمواصلات والبنية التحتية وغيرها.