عقد في العاصمة الألمانية برلين يوم 12 يوليو يوم الطاقة التونسي بحضور وزير الطاقة والمناجم السيد منجي مرزوق وسعادة السفير التونسي في ألمانيا السيد إلياس القصري ورئيس الغرفة دكتور بيتر رامزور والأمين العام الأستاذ عبد العزيز المخلافي إضافة الى سكرتير الدولة البرلماني في وزارة الاقتصاد والطاقة الاتحادية الألمانية السيد أوفه باكماير وما يقارب من 80 من الشركات الألمانية والتونسية العاملة في مجال الطاقة.
نظم اللقاء غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالتعاون مع سفارة الجمهورية التونسية في برلين. في بداية اللقاء رحب رئيس الغرفة د. رامزور، باسمه وباسم الأمين العام، بوزير الطاقة التونسي وبالوفد المرافق له مشددا على أهمية الشراكة الألمانية التونسية في مجال الطاقة وعلى مساهمة اللقاء مع الوفد التونسي في تعزيز وتعميق هذا التعاون وهذه الشراكة، منوها بجهود الحكومة التونسية في تطوير قطاع الطاقة المتجددة وذلك عبر إقرار قانون جديد في هذا المجال والذي سوف يثير اهتمام وحماسة الشركات الألمانية للاستثمار في هذا القطاع مضيفا كذلك انه في الوقت الحاضر هنالك 260 شركة ألمانية تعمل وتستثمر في تونس وهو ما يجعل ألمانيا ثالث شريك تجاري ومستثمر اجنبي في تونس. كما أكد د. رامزور على استمرار الغرفة في دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا وتونس.
سعادة السفير الياس القصري ركز في كلمته على التطورات التي شهدتها العلاقات الألمانية التونسية وخصوصا الشراكة بين البلدين في قطاع الطاقة والتي تمثل المحرك الدافع للنمو الاقتصادي في تونس منوها الى أن ألمانيا تمثل نموذجا للشريك الاقتصادي. السفير القصري أكد كذلك على الارتباط بين تطور قطاع انتاج الطاقة وتطور الاقتصاد.
السيد اوفه باكماير سكرتير الدولة البرلماني في وزارة الاقتصاد والطاقة الاتحادية الألمانية نوه في كلمته بالعلاقات الاقتصادية المتميزة بين تونس وألمانيا والتي يؤكدها وجود المئات من الشركات الألمانية العاملة في تونس والتي تقوم بتشغيل ألاف من العمال وتحقق أرباحا وهي ترغب في تحقيق المزيد منها، السيد باكماير أشاد بالديناميكية التي يتمتع بها الاقتصاد التونسي، عارجا على قضية التدريب المهني التخصصي واهميته في انتاج قوة عاملة مدربة للعمل في قطاع الصناعة باعتبار ذلك هو الطريق الأمثل لتطوير الاقتصاد. مضيفا الى انه في مجال انتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إضافة الى مجال الاستخدام الأكثر كفاءة للطاقة تعد تونس بلدا يحتذى به في منطقة شمال افريقيا خصوصا ان انخفاض كلفة انتاج الطاقة عبر مصادر الطاقة المتجددة حولها الى مصادر اقتصادية لإنتاج الطاقة.
وزير الطاقة والمناجم التونسي السيد منجي مرزوق اشاد في حديثة بالعلاقات الجيدة بين تونس وألمانيا منوها ببقاء الشركات الألمانية في تونس خلال فترة الازمة التي تعرضت لها بلاده وبكونها توفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل. الوزير مرزوق أكد كذلك على سعي الحكومة التونسية لتعزيز هذه العلاقات الجيدة مع ألمانيا وكذلك على الاستمرار في تسهيل الاستثمارات الأجنبية في تونس ولهذا الغرض قامت الحكومة بالعديد من الإصلاحات القانونية منها ما يتعلق بالاستثمار في مجال المصادر المتجددة للطاقة. وزير الطاقة التونسي أكد على خطط بلاده لتطوير قطاع الطاقة المتجددة باستثمارات تبلغ نحو 6,3 مليار يورو، اذ تقضي الخطط ان يصل انتاج تونس من الطاقة عبر مصادر الطاقة المتجددة عام 2030 الى 1750 ميغاوات عبر طاقة الرياح، 1510 ميغا وات عبر الطاقة الشمسية، 450 ميغا وات من الطاقة الكهرو حرارية و100 ميغاوات من الطاقة المولدة عبر النفايات الحيوية. وعلى المدى القريب وبحسب الوزير مرزوق تسعى تونس ان يصل انتاجها من الطاقة عبر مصادر الطاقة المتجددة عام 2020 الى 1225 ميغاوات او ما يمثل 12% من انتاج البلاد الإجمالي من الطاقة.
السيد محمد حبيب زجولي رئيس البعثة التونسية ومنسق لجنة تطبيق الارشادات الجديدة في وزارة الطاقة والمناجم قدم عرضا للبنية القانونية للاستثمار في مجال الطاقة في تونس بعنوان ” قانون انتاج الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة” تضمن العرض شرحا تفصيليا للضوابط القانونية المنظمة لعملية الاستثمار في قطاع الطاقة في تونس والتي يعد أبرزها إمكانية الشركات الأجنبية المستثمرة في هذا القطاع من بيع 30% من انتاجها للطاقة الى الشركة الحكومية المنتجة للكهرباء.
بعد ذلك قدم السيد منصب حربي المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز والمعروفة اختصاراً ب „ ستيج سي أر” عرضا بعنوان ” دور شركة ستيج سي ار في تطوير مصادر الطاقة المتجددة في تونس” استعرض فيه جهود الشركة في مجال اعمال التطوير الخاصة بقطاع انتاج الطاقة عبر مصادر الطاقة المتجددة في تونس معتبرا ان تونس تمثل منطقة مثالية لإنتاج الطاقة عبر طاقة الرياح وعبر اشعة الشمس حيث يبلغ تركيز اشعة الشمس جنوب البلاد حدها الأقصى بقدرة توليد طاقة 2300 كيلو وات/ساعة للمتر المربع الواحد في العام. كما أكد السيد حربي ان تونس تعمل بجهد على انشاء سوق موحد للكهرباء في منطقة شمال افريقيا وفي هذا المجال فان تونس مرتبطة كهربائيا حاليا مع الجزائر بخمس نقاط ارتباط ومع ليبيا عبر نقطتين وهنالك خطط مستقبلية للربط الكهربائي مع إيطاليا.
وفي نهاية الجلسة جرت مناقشات عامة وثنائية حول ما طرح خلال اللقاء والعرضين المقدمين فيما يختص بسبل وافاق تطوير قطاع الطاقة في تونس والفوائد المرجوة منه.
وعقب انتهاء الجلسة دعا الأمين العام للغرفة معالي الوزير على مأدبة غداء عمل.