تبلغ الحاجة الى أكياس الدم في ألمانيا نحو 15 ألف كيس من الدم يوميا والتي تستخدم في العمليات الجراحية وعمليات زرع الأعضاء او علاج السرطان او غيرها من الاستخدامات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين. الا ان الحصول على الدم يزداد صعوبة حيث يتبرع ما بين اثنين إلى ثلاثة في المئة فقط من السكان بالدم بانتظام، ومن أجل ضمان إمدادات كافية من مستحضرات الدم على المدى الطويل، يتعين على حوالي ستة في المئة من السكان التبرع بانتظام. في أزمة كورونا، ووفقًا للصليب الأحمر الألماني، كان من الصعب توفير الاحتياجات الكافية من الدم، وضاعف من صعوبة هذا الامر ان اكياس الدم ومشتقاته من بلازما وصفائح دموية لها تاريخ انتهاء صلاحية، وبعضها صالح لمدة خمسة أيام فقط، وبالتالي تنتهي العديد من أكياس الدم الضرورية والقليلة في سلة المهملات حيث يتم التخلص من نحو 800 كيس دم ومن مشتقاته بشكل يومي في ألمانيا.
ولوقف اهدار هذا الدم طور المركز الطبي بجامعة إيسن وجامعة دورتموند للعلوم التطبيقية تطبيقا حاسوبيا يعتمد على الذكاء الصناعي يهدف إلى التنبؤ بشكل أفضل بمتطلبات الدم في المستشفيات.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الذكاء الاصطناعي “مساعدة الأطباء دائمًا في طلب الدم المناسب لمرضاهم”، لأن منتجات الدم مختلفة، فبالإضافة إلى فصيلة الدم المناسبة للمريض (A,B,O,AB)، يأتي تحديد إذا ما كانت فصيلة الدم (إيجابي أو سلبي)، الى جانب العديد من المعايير الأخرى، مثل الأجسام المضادة في الدم، وحتى الان كان تحديد هذه المعايير يتم يدويا والتي تستغرق وقتا طويلا بالإضافة الى الكلفة العالية، حيث لا أحد قادر على مقارنة 40 معيارًا مختلفًا بسرعة.
كما يحلل الذكاء الاصطناعي الحالة السريرية للمريض ونوعية منتج الدم الذي يحتاجه المريض، وللقيام بذلك، يتم تسجيل أمراض المريض السابقة والأعراض الحالية ويعطي الطبيب توصية لاتخاذ إجراء بناءً على ذلك.