انتُخب الدكتور فرانك-فالتر شتاينماير وزير الخارجية السابق رئيسا لجمهورية ألمانيا الاتحادية بعد ان حصل على 931 صوتا صحيحا من بين 1234 صوتا في الاجتماع المشترك المعروف باسم ” المُجمع الاتحادي” الذي عُقد يوم أمس الاحد، والذي ينعقد فقط من اجل انتخاب رئيس الجمهورية، وشمل أعضاء البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاج) وعدد مساوي لهم يمثلون الولايات الألمانية الستة عشر، وعادة ما تختار الولايات بين مندوبيها شخصيات اجتماعية وفنية وعلمية معروفة.
وقد حظي شتاينماير بترشيح ودعم اغلب القوى السياسية اذ الى جانب دعم الحزب الذي ينتمي له ” الحزب الاشتراكي الديمقراطي” تلقى السياسي والدبلوماسي المخضرم دعم أحزاب الاتحاد المسيحي المشارك في الائتلاف الحاكم والحزب الليبرالي الحر الى جانب دعم حزب الخضر.
ويأتي انتخاب شتاينماير كالرئيس الثاني عشر لألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية بعد اعتذار الرئيس السابق يواخيم جاوك عن الترشح لفترة رئاسية ثانية لأسباب صحية. وسيتسلم شتاينماير مهامه رسميا في 18 من مارس القادم.
ويعد منصب رئيس الجمهورية في ألمانيا منصب شرفي وبرتوكولي الى حد بعيد وتعتمد مهمته الرئيسية على تمثيل الدولة الألمانية دوليا بالإضافة الى تأثيره المعنوي في التعبير عن القضايا الرئيسية امام الشعب الألماني، كما يناط به توقيع القوانين التي يقرها البرلمان الألماني ويستطيع الرئيس ان يمتنع عن توقيع القانون إذا ما ساوره الشك حول مدى ملائمته وتوافقه مع الدستور ويقوم في هذه الحالة بإعادة مرة أخرى الى البرلمان لمناقشته.
جدير بالذكر ان تاريخ 12 فبراير، كاليوم المحدد لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في ألمانيا، يعود كتقليد الى حقبة العصور الوسطي وعلى وجه التحديد الى العام 881م، أي الى ما قبل 1135 عاما، عندما تم تنصيب القيصر كارل دير دكه من قبل بابا الفاتيكان في روما كقيصر على المناطق والاقاليم التي شكلت فيما بعد ما نعرفه اليوم باسم ألمانيا.