أظهرت نتائج الانتخابات النيابية التي أجريت يوم أمس الاحد تراجعا كبيرا للأحزاب السياسية الكبرى في ألمانيا وهي احزاب الاتحاد المسيحي برئاسة المستشارة الحالية انجيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة مارتن شولتز حيث حصل الاتحاد المسيحي على 33% من مجموع الأصوات وذلك بنسبة تراجع كبيرة بلغت 8,5% بينما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على نسبة 20,5% من الأصوات وهي أدني نسبة يحصل عليها الحزب في تاريخه منذ عام 1949م وبتراجع عن اخر نسبة حققها الحزب في الانتخابات الماضية بنحو 5,2%.

وعلى العكس من هذه النتائج السلبية للأحزاب الكبرى في ألمانيا حققت الأحزاب الصغيرة تقدما ملحوظا حيث حقق حزب البديل من اجل ألمانيا اليميني نتيجة مفاجأة بحصوله على نسبة 12,6% من مجموع الأصوات ليصبح بذلك القوة الثالثة في البرلمان الاتحادي (البوندستاج) ومحققا زيادة في عدد الأصوات بنسبة 7,9% عن نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب في اخر انتخابات، كذلك الامر مع الحزب الديمقراطي الحر والذي حقق نسبة أصوات بلغت 10،7% وبفارق يبلغ 5,9% عن اخر انتخابات خاضها الحزب ولم ينجح في ذلك الوقت في تخطي حاجز نسبة 5% التي تضمن له الدخول الى البرلمان. حزب اليسار حافظ على نسبته من الأصوات بحصوله على 9,2% مع تحقيقه لزيادة طفيفة بلغت 0,6% وكذلك الامر بالنسبة لحزب الخضر الذي حصل على 8,9% من الاصوات وبزيادة بلغت نسبتها 0,5% عن اخر انتخابات.

وبهذه النتيجة تنحصر خيارات الاتحاد المسيحي برئاسة ميركل في تشكيل الحكومة الائتلافية في خيارين الأول هو التحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتشكيل ما يسمى بحكومة التحالف الكبير، ويبدو هذا الخيار مستبعدا بعد اعلان الحزب الاشتراكي عن رغبته في الانتقال الى صفوف المعارضة ورفضة الدخول في ائتلاف حكومي اخر مع ميركل بعد تجربة الحزب في الائتلاف الحكومي الذي حكم ألمانيا من عام 2013م وحتى 2017م، ويبقى الخيار الاخر امام المستشارة الألمانية هو تكوين تحالف مع كل من الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر على الرغم من تناقض برنامجي الحزبين مع بعضهما وصعوبة جمعهما في ائتلاف حكومي واحد.

photo: By-Times-(Own-work)-via-Wikimedia-Commons