تشهد صناعة الرقائق الإلكترونية في جميع انحاء العالم نمواً قوياً يتوقع ان يتراوح ما بين 6 و8 في المئة سنويا حتى العام 2030م، حيث يتُوقع ان يبلغ حجم إيرادات الصناعة أكثر من ترليون دولار امريكي، وذلك بحسب تقرير لشركة Company &  McKinsey للاستشارات والذي اظهر أيضا ان حجم سوق الرقائق الالكترونية قد بلغ العام 2021م حوالي 600 مليار دولار. ويشير Ondrej Burkackyالخبير في McKinsey الى ان دخول الرقمنة في مختلف جوانب الحياة وكذلك في عمل الشركات وفي الإنتاج الصناعي، والذي تضاعف خلال جائحة كورونا، قد ساهم بشكل جذري في رفع الطلب على الرقائق الالكترونية خصوصا في قطاعات سريعة النمو مثل صناعة السيارات الالكترونية وصناعة المنتجات المعتمدة على الذكاء الصناعي.  

في الوقت الحاضر تعاني صناعة الرقائق الإلكترونية من عدم قدرتها على تلبية الطلب المتزايد، ويظهر ذلك جليا في صناعة السيارات والتي وبسبب النقص في الرقائق الالكترونية انتجت عدداً اقل من السيارات في العام 2021م بالرغم من الطلب المرتفع في سوق السيارات، حيث ارتفع في العام 2021م وقت تسليم الرقائق الالكترونية من تاريخ الطلب الى الاستلام الى أكثر من 20 اسبوعاً. ويتوقع ان يستمر النقص في الرقائق الالكترونية خلال العام 2022م قبل ان تستطيع شركات صناعة الرقائق الالكترونية تلبية الطلب في العام 2023م وذلك بعد توقع زيادة القدرة الإنتاجية.

ويعتمد 70 في المئة من نمو صناعة الرقائق الالكترونية حتى العام 2030م على النمو الكبير وبالتالي الطلب الكبير من ثلاث قطاعات صناعية رئيسية وهي: صناعة السيارات والتي يُتوقع ان يرتفع الطلب فيها على الرقائق الالكترونية بنسبة 13 الى 15 في المئة سنوياً، خصوصا مع التوسع في صناعة السيارات الكهربائية وتطوير انتاج السيارات ذاتية القيادة. كما يأتي قطاع صناعة الحاسبات وتخزين البيانات والتي تدخل فيها صناعة منتجات الذكاء الصناعي في المركز الثاني كأهم القطاعات الصناعية التي ينمو فيها الطلب على الرقائق الالكترونية حيث ينمو هذا الطلب بنسبة تتراوح ما بين 4 وحتى 6 في المئة سنوياً. ويمثل قطاع الاتصالات اللاسلكية ثالث اهم القطاعات المؤثرة على زيادة نمو صناعة الرقائق الإلكترونية خصوصا مع توسع استهلاك الهواتف الذكية في الدول النامية والتوسع أيضا في بناء شبكات الاتصالات بتقنية الجيل الخامس 5G.