اتخذ الاجتماع المشترك والذي عقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورؤساء حكومات الولايات عدة قرارات بشأن تخفيف إجراءات العزل الصحي وخفض النشاط الاقتصادي، ويأتي ذلك بعد توصيات قدمتها الأكاديمية الوطنية للعلوم Leopoldina والتي تتألف من 26 عالم واختصاصي في مجالات الطب والاقتصاد وعلوم الاجتماع، تشمل فيما تشمل إعادة فتح المدارس “في أقرب وقت ممكن” إذا تم استيفاء شروط معينة، على أن يتم ذلك بشكل تدريجي ومختلف حسب المرحلة الدراسية، كما دعت الاكاديمية الى تخفيف القيود تدريجيًا في العديد من مجالات الحياة العامة الأخرى، مثل البيع بالتجزئة وقطاع الضيافة وكذلك المؤسسات الحكومية، مع وضع شرط أساسي لتحقيق ذلك هو المحافظة على تدابير النظافة المعروفة. كما رأى خبراء Leopoldina أن الرحلات الخاصة والتجارية ممكنة أيضًا مرة أخرى. اما بالنسبة للنقل العام، ينصح الخبراء بإدخال شرط ارتداء كمامات الحماية لمستخدمي المواصلات العامة. هذه الاجراءات لبدء تخفيف القيود الاجتماعية اشترطت الاكاديمية عدة شروط لتنفيذها من أهمها ضرورة كبح انتشار الوباء بسرعة واستقرار العدوى عند مستوى منخفض بحيث لا يتم تحميل النظام الصحي فوق قدرته.
هذا فيما اتخذ الاجتماع المشترك بين ميركل وحكام الولايات الألمانية الستة عشر قرارات بشأن تخفيف العزل الصحي واستعادة النشاط الاقتصادي تضمنت الخطوات التالية:
- استمرار إجراءات العزل الصحي وقواعد التباعد الاجتماعي حتى تاريخ 3 مايو القادم بما يشمله ذلك من عدم السماح لتجمعات تضم أكثر من شخصين في الأماكن العامة.
- استمرار اغلاق حضانات الأطفال والمدارس الابتدائية وإعادة فتح المدارس المخصصة للمراحل النهائية من الدراسة الثانوية او مراحل النقل الأساسية وذلك بدأً من تاريخ 4 مايو حتى يتمكن الطلاب من أداء الامتحانات النهائية.
- استمرار اغلاق الفنادق والمطاعم مع السماح فقط باستلام الطلبات الخارجية.
- السماح للمحلات التي لا تتجاوز مساحتها 800 متر مربع بإعادة فتح أبوابها للجمهور ابتداء من يوم 20 ابريل، على ان تراعي الالتزام بالنظافة والتعقيم والمسافة بين كل شخص واخر والتي يجب ان لا تقل عن متر ونصف بالإضافة الى شرط عدم تكون صفوف انتظار امامها. كما سُمح لمتاجر بيع السيارات والدراجات الهوائية والمكتبات بإعادة فتح أبوابها بغض النظر عن مساحتها. اما في حالة شركات الخدمات التي يكون التقارب الجسدي فيها ضروريًا، فقد سُمح فقط لمحلات تصفيف الشعر أن تستعد لاستئناف العمل اعتبارًا من 4 مايو، مع مراعاة النظافة والتحكم في الدخول وتجنب صفوف الانتظار واستخدام مستلزمات الحماية الشخصية.
- منع المؤتمرات والتجمعات الكبرى حتى تاريخ 31 أغسطس. كما تنصح الحكومة بشدة بعدم السفر لأغراض خاصة بما يشمل أيضا الزيارات العائلية.
- من جهة أخرى اكدت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات على قراراتها السابقة باستمرار عدة قطاعات في فتح ابوابها والاستمرار في العمل حتى في أيام الآحاد (الاجازة الرسمية الأسبوعية) وتشمل هذه المحلات تجارة التجزئة للمواد الغذائية، الأسواق الأسبوعية، خدمات التوصيل، محلات بيع المشروبات ،الصيدليات ومخازن المستلزمات الطبية، محطات الوقود ،البنوك ومصارف الادخار ومكاتب البريد، التنظيف الجاف، مغاسل الملابس، مبيعات الصحف، محلات بيع مواد البناء والبستنة ومحلات أغذية ومستلزمات الحيوانات الاليفة، محلات البيع بالجملة.
ومن ضمن القرارات التي تم اتخاذها لدعم استعادة النشاط الاقتصادي سعى الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات لاستعادة سلاسل التوريد الدولية المتعثرة والتي تعطلت نتيجة الإجراءات التي اتخذتها دول العالم لمواجهة جائحة كورونا. ولهذه الغاية، أنشأت وزارة الاقتصاد الاتحادية ووزارات الاقتصاد في الولايات نقاط اتصال للشركات الألمانية المتضررة. وتهدف هذه النقاط إلى المساعدة في ضمان أن يكون تصنيع وتسليم منتجات الموردين المطلوبة سلسًا مرة أخرى. على الجانب الاتحادي، تشارك وزارة الخارجية ووزارة النقل والبنية التحتية الرقمية ووزارة المالية، المسؤولة عن الجمارك، ووزارة الداخلية في نقاط الاتصال هذه.
واكد الاجتماع المشترك على ان تحقيق المناعة في الوقت المناسب للسكان ضد فيروس كوفيد-19 دون لقاح غير ممكن دون إرهاق نظام الرعاية الصحية وخطر حدوث العديد من الوفيات. لهذا يصبح تطوير لقاح ضد هذا المرض ذو أهمية رئيسية. ومن اجل ذلك تدعم الحكومة الاتحادية الشركات الألمانية والمنظمات الدولية في جهود تطوير اللقاحات في أسرع وقت ممكن، اذ انه يمثل الحل الأمثل من اجل العودة إلى الحياة اليومية الطبيعية. وبمجرد توفر اللقاح، يجب توفير جرعات لقاح كافية لجميع سكان ألمانيا في أقرب وقت ممكن.
هذا وستعقد الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات اجتماعا آخر بعد أسبوعين لمناقشة حالة تطور العدوى بالفيروس وإجراءات العزل الصحي واستعادة النشاط الاقتصادي واتخاذ القرارات اللازمة تجاه ذلك.