يعاني حوالي ستة ملايين شخص في ألمانيا من أمراض القلب التاجية، والناتجة عن ترسبات الكالسيوم التي تضيق الشرايين التاجية وبالتالي تسد الرواسب الأوردة بحيث لم يعد القلب مزودًا بالأكسجين بشكل كافٍ، الامر الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة بما في ذلك النوبة القلبية. وتعد أمراض الشرايين التاجية هي أحد أكثر أسباب الوفاة شيوعًا في مرحلة البلوغ. ولعلاج هذه الحالة يقوم الأطباء بتوسيع الانقباض بحيث يمكن للدم أن يتدفق مرة أخرى دون عائق، وللقيام بذلك يقومون بإدخال قسطرة بالون ذات دعامة بلاستيكية في الشريان الضيق. عندما يتم نفخ القسطرة البالونية، تتوسع الدعامة، وبالتالي يتم توسيع التضيق. لكن المشكلة هنا تكمن في انه يمكن أن تنمو الأنسجة حول الدعامة مرة أخرى في الأوعية الدموية في غضون بضعة أشهر، والنتيجة عودة التضيق، والاحتياج الى التدخل الطبي مرة أخرى.
ولحل هذه المشكلة يقوم فريق من معهد فراونهوفر لأنظمة الإنتاج وتكنولوجيا التصميم IPK في ألمانيا وبالتعاون مع عدد من الشركات بتطوير ألية وجهاز جديد يضمن أولا عدم عودة التضيق بعد تركيب الدعامة، ثانيا أتمتة عملية تركيب الدعامة. ولمنع عودة التضيق يتم تغليف القسطرة البالونية بمثبطات المناعة والأدوية المثبطة للخلايا، ويمكن للمواد الفعالة المنقولة بهذه الطريقة أن تمنع عودة التضيق على مدى فترة طويلة من الزمن. لكن هذه العملية ما تزال تنفذ يدويًا بواسطة متخصصين. كما ان العملية تستغرق وقتا طويلا وعرضة للخطأ. لذا يطور فريق من معهد فراونهوفر جهازاً جديداً يقوم بإنجاز مهمة طلاء بالون تركيب الدعامة بالأدوية المناسبة ومراقبة عملية تركيب الدعامة والتي ستتم أوتوماتيكياً بحيث لا تستغرق أكثر من دقيقة واحدة كحد أقصى حتى لا ينقطع إمداد القلب بالأكسجين لفترة طويلة. هذا ويفترض ان يكون هذا الجهاز الجديد جاهزاً للسوق في أوائل عام 2023م.